أعلنت مصادر مقربة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أنه سيبدأ قريباً جولة أوروبية تلبيةً لدعوات رسمية من فرنسا وألمانيا وبلجيكا والفاتيكان، فيما أكد الصدر خلال لقائه زعماء عشائر، أن زياراته الخارجية لا «تستهدف العلاقات العراقية مع إيران». وأكد الصدر خلال مؤتمر صحافي إثر لقائه عدداً من شيوخ العشائر من مدن مختلفة في منزله بالنجف أمس، أن زيارته السعودية أخيراً «لم تكن على حساب علاقة بغداد مع طهران، ولم تستهدف النيل من تلك العلاقة». وأضاف أن «الحكومة على علم بكل زياراتي وخطواتي السابقة واللاحقة، التي لن تشمل الدول العربية وحدها بل ستشمل كل الدول التي تريد الانفتاح على العراق». وعلمت «الحياة» من مصدر مقرب من الصدر أنه «تلقى بعد زيارته الرياض وأبو ظبي، عدداً من الدعوات الرسمية لزيارة دول عربية وإقليمية، وأخرى لزيارة أوروبا». وأوضح المصدر أن الصدر يستعد لجولة «تشمل فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والفاتيكان، وهي تتخذ طابعاً رسمياً، وسيعقد لقاءات مع كبار المسؤولين في هذه الدول». وتابع أن «الجولة الأوروبية لن تختلف أهدافها عن الزيارات السابقة، وسيركز فيها على تكريس انفتاح العراق، ويدعو الشركات إلى الاستثمار في البلاد وإعمار المناطق المتضررة جراء الإرهاب، وتقديم الدعم إلى الحكومة». وكان الصدر زار نهاية الشهر الماضي المملكة العربية السعودية واستقبله في جدة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وزار منتصف الشهر الجاري الإمارات العربية المتحدة والتقى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان. ميدانياً، واصلت القوات العراقية تقدمها في قضاء تلعفر، وأعلنت قيادة العمليات المشتركة استعادة 23 قرية، والسيطرة على عدد من الأحياء بعد أربعة أيام من انطلاق المعركة. وأضافت أن «مقاومة داعش تشتد كلما تقدمت القوات في اتجاه وسط المدينة، وبدأ التنظيم يدفع المزيد من الانتحاريين الذين يقودون عربات مفخخة، وعناصرَه المعروفين بالانغماسيين، مستفيداً من شبكة الأنفاق التي حفرها». وجاء في بيان لإعلام «الحشد الشعبي»، أن قواته «بالتعاون مع قطعات من الجيش حررت الجزيرة (البساتين) شرق تلعفر بالكامل، وهي لا تبعد سوى 250 متراً عن مركز القضاء، كما حررت في المحور ذاته حي الخضراء بعد معارك استمرت يومين». وأضاف أن قوات «اللواء 26 تمكنت من تحرير تل خضر إلياس في حي الجزيرة من الجهة الجنوبية، بدعم طائرات عراقية وجهت ضربات موجعة إلى تجمعات داعش، كما سيطر الحشد والشرطة الاتحادية على ما يسمى ديوان التعليم في حي الوحدة في المحور الشمالي الشرقي، بعد وقت قصير من اقتحامه». وأشار إلى أن «الجهد الهندسي فكك 140 عبوة ناسفة في قرية مال ويران شمال غربي تلعفر بعد أن تم تحريرها أمس (الأربعاء)، فضلاً عن تطهير شارع سنجار تلعفر، بطول 17 كيلومتراً، وفكك 40 منزلاً مفخخاً في حي الكفاح الجنوبي». وأعلن الناطق باسم «العمليات المشتركة» العميد يحيى رسول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الناطق باسم قوات «التحالف الدولي» العقيد ريان ديلون، أن «المعركة ناجحة منذ انطلاقها وتم إخلاء النازحين في وقت قياسي ونحن ملتزمون المحافظة على أرواح المدنيين»، مؤكداً «قتل أكثر من 100 إرهابي من أصل 2000 عنصر، فضلاً عن شن 75 طلعة جوية، فيما تقدِّم قوات التحالف إسناداً كبيراً لقواتنا».
مشاركة :