بيروت: هناء توبياقترن اسم فؤاد يمين ببرنامج «نقشت» الذي حصد نسبة مشاهدة عالية، لكنه لم يمح صورة يمين الممثل المحفورة في ذاكرتنا. هو المسرحي والتلفزيوني والسينمائي الذي حصد منذ بداية مشواره أكثر من جائزة وشارك في العديد من المسرحيات مثل «الملك لير»، «بستان الكرز».. ومسرحيات الأطفال مع الفنان كريم دكروب، ثم مسرح الدمى اللبناني، إلى جانب أفلام «بينغو»، «الإهانة»، «خبرية»، «السيدة الثانية»، «فيتامين»، «هلأ لوين»، «دخان بلا نار»، «بيتك يا ستي» وغيرها.. إضافة إلى الأعمال المتلفزة وأبرزها «chi N.N» و«B.B.chi» والدعايات المصوّرة «خللي الجو ولعان» وبعض الأعمال الموسيقية مع فرقة «MEEN» الغنائية.. كل ذلك ومازال يمين يرى نفسه فيها «مجرِّباً» وليس محترفاً، وفق ما قال في اللقاء معه..خلال السنوات الأخيرة قدمت أفلاماً وبرامج منوعة، لكنك لا تتخلى عن تقديم برامجك الساخرة لماذا؟ لأنها جزء مني، منذ سبع سنوات باشرت وفريق عمل «chi.N.N» تقديمه عبر شاشة «الجديد»، ثم انتقلنا إلى محطة «إل بي سي» لنقدم «B.B.chi»، إيماناً منا بأن هذا النوع من البرامج يعكس جزءاً من حريتنا، نحكي فيه قصصنا بطريقة ساخرة وعبر «إسكتشات» مضحكة، موجعة، محببة، تحظى بإعجاب المشاهدين وتحصد نسبة تفاعل كبيرة. لا يمكنني أن أتخلى عن هذه البرامج خاصة أنها أصبحت جزءاً من حياتي.. هي ليست عملاً أقدمه بل رؤية بصرية أحترفها.أيهما أحب إليك «شي إن إن» أم «بي بي شي»؟ أعتبر أن البرنامجين واحد عبر محطتين وتحت اسمين، اليوم أولي اهتماماً كبيراً ل «بي بي شي» ومستمر فيه وأحرص على مواكبته لأبرز الأحداث والأخبار. طريقته الكوميدية السوداء تعطيني مساحة للتعبير عن نفسي بصدق وحرية وعفوية.ما سقف الحرية فيه؟ عالٍ جداً وهذا الأمر يروقني، لكن ثمة معايير عامة سياسية وطائفية ودينية نأخذها بعين الاعتبار حرصاً منّا كفريق عمل مسؤول لعدم إثارة الفتن والنعرات.تسلطون الأضواء على المشكلات القائمة.. فهل ثمة هدف لتصحيح الخلل؟ الهدف الأساس أن نقدم مادة مغايرة للمألوف، ونكون لسان حال الناس، دون الانخراط في بوتقة الأحزاب والطوائف التي تستند إليها غالباً برامجنا. هو برنامج محايد يحكي قصص الناس.لأي فئة من الجمهور تتوجهون؟ نتوجه لكل الناس، وكافة الأعمار، ولكل من يلتقط إشاراتنا بعمق وصدق ويتمتع بالوعي الثقافي والاطلاع السياسي والمتابعة ليومياتنا. يمكن لكل أفراد العائلة مشاهدته. المراهقون يأخذون منه القالب الترفيهي والنكات السهلة، والأكثر وعياً يقرؤون ما بين السطور.هل ترى نفسك في البرامج الساخرة أكثر من «نقشت»؟- أعترف أن «نقشت» قدّم لي شهرة كبيرة، حصد نسبة مشاهدة عالية جداً وأصبح حديث الناس. وهو نجح بامتياز، لكن تصعب مقارنته مع برنامج «بي بي شي» الذي يختلف بطبيعته وتركيبته عن «نقشت» وغيره من البرامج السائدة، لذا هو المفضل لديّ وهو الأكثر تماشياً مع الصورة التي رسمتها لنفسي.احترفت التمثيل ونجحت فيه، فلماذا انتقلت إلى التقديم؟- لم أنتقل إلى التقديم على حساب التمثيل. أنا ممثل بالدرجة الأولى واخترت التقديم كتجربة أحبّها ولا تلغيني كممثل. عندما أقدم البرامج أتطلع إلى نفسي كممثل يؤدي دوره، أتقمص شخصية المقدم، أعيشها، أتماهى معها وأنجح.هل تتحضر لتقديم موسم جديد من «نقشت»؟- لم يتم توقيع اتفاق بهذا الشأن.البرنامج عرّضك لانتقادات كثيرة؟- طبيعة البرامج الترفيهية أن تصبح مثار جدل عندما تنجح. هناك من يؤيد ويحب، ومن يعترض ولا يروقه البرنامج. ومن الطبيعي ألاّ يتفق الجمهور على رأي واحد. أحترم كل الانتقادات والآراء، إلا ما يطالني في الأمور الشخصية. هناك أُناس سمحوا لأنفسهم بأن ينتقدونني بدل البرنامج، وهذا الأمر جرحني كثيراً، وبيّن لي عدم قدرتهم على الفصل بين فؤاد الإنسان والمهني، أو بين شخصيتي الحقيقية والشخصية التي أقدمها تحت الأضواء.يصعب على الجمهور أن يعرف أنك خجول؟- لا أريد التماس أعذار لمن وجّه الشتائم، فمحبة الكثيرين هي خير رد. كوني خجولاً ومتحفظاً ومحترماً فإنني لا أردّ على «السبابين». لكنني أريد للجمهور أن يعرف أن «نقشت» ليست مساحة ليعبّر المقدم عن آرائه. هو برنامج تفاعلي ترفيهي، وقد أديته على أفضل وجه، وكنت قريباً من الناس ونجحت.بين التمثيل والتقديم والموسيقى والإعلانات المصوّرة كيف تصف مشوارك؟- يسعدني أن كل ما قدمته يشرفني، فليس هناك أي عمل قدمته، أو تجربة عشتها، جعلتني أشعر بالندم، بل تعلمت كيف أبني نفسي والمهنة الخاصة بي. درست التمثيل والإخراج المسرحي، ومنذ صغري أحب الموسيقى وبناء عليها أسست مع أخي طوني فرقة «MEEN» الغنائية وقدمنا أعمالاً جيدة، وكل العازفين أكفاء ومحترفون. أما أنا فيكفيني أنني أعيش التجارب التي أحبها، وبقدر ما أتطلع إلى الفن وكأن أجزاؤه منفصلة عن بعضها البعض، إلاّ أنها في حقيقتها ترتبط بالفنان بشكل من الأشكال.الجوهر بالنسبة لك أنك محترف تمثيل؟- التمثيل هو البلورة الأساس بالنسبة لي، وكل الأشياء الثانية انعكاسات متحركة. أعتبر نفسي ممثلاً محترفاً، لست مقدماً، ولا عازفاً، ولا وجهاً إعلانياً، لكنني أجدت القيام بهذه الأعمال بفضل حبي لها وصدقي في القيام بها.هل تحضر لعمل سينمائي قريب؟أُحضر لعدة أعمال، وفي رأسي جملة من الأفكار التي سأقوم بها.وكيف ترى السينما؟- السينما تشبه الواقع اللبناني، متنوعة وغنية... بعضها نخبوي والآخر تجاري، وكما يتسع لبنان لكل المختلفين فيه كذلك حال السينما فيه تتسع للجميع.
مشاركة :