جذب مشهد الآلاف المؤلفة من المعتمرين الوافدين إلى بيت الله الحرام خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك؛ صحيفة "جارديان" البريطانية، ودفعها إلى إفراد مقال مطول للحديث عن المظهر المهيب لبيت الله الحرام الذي أصبح يجمع بين التحضر والأصالة، حسب قولها. وافتتحت الصحيفة مقالها بتأكيد أنه لا يمر عام على بيت الله الحرام حتى يظهر بمظهر أكبر وأكثر إشراقًا وألمع من العام الذي قبله، مؤكدةً أن جهود البناء التي بُذلت في مكة المكرمة، التي تحولت إلى موقع بناء واسع للغاية طوال العشرين عامًا السابقة؛ لم تذهب سدى؛ حيث أصبحت مكة بساعتها الضخمة ومراكز التسوق المنتشرة بها في كل مكان، ووحداتها السكنية الشاهقة العلو؛ لا تقل جمالًا عن أي من مدن العالم. وأثنت الصحيفة على قرارات الإزالة التي أصدرتها حكومة المملكة بحق عدد من المباني التراثية القديمة التي كانت تقف عائقًا دون إتمام التوسعات الجديدة الجارية في الحرم؛ حيث أكدت الصحيفة أن قرارات الإزالة لم تكن ذات طابع ديني وعقدي فقط، بل صدرت بعد دراسة وبناءً على توصيات مدروسة أطلقها عدد من مهندسي البناء السعوديين المتخصصين، ومنظمات متخصصة حريصة على تخفيف آثار عمليات التوسعة الجديدة في التكوين الجيولوجي للمدينة القديمة. وأنهت الصحيفة مقالها بتأكيد أن حكومة المملكة نجحت بجدارة في خدمة جميع زوار بيت الله الحرام؛ حيث أصبح البيت بفضل هذه الجهود قادرًا على استيعاب قرابة ثلاثة ملايين زائر في العام، بعدما كان عدد زوار البيت في السابق لا يتعدى بضعة آلاف. وأفادت الصحيفة بأن هذا العدد من الزوار لا يأتي للمكوث فقط في البيت الله بضع ساعات، لكن هذا العدد المهول يأتي ليمكث في المدينة المقدسة عدة أيام؛ حيث تعمل المملكة على توفير ما يحتاجونه من طعام ومأوى ووسائل مواصلات آمنة وسريعة.
مشاركة :