"لا أستغرب هذا الطرح من كاره للوطن": هنا دليلك إلى أبرز "المغالطات" التي تحكم حياتنا

  • 8/26/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

"المغالطة المنطقية تُعدّ عيبا في التفكير. المغالطات المنطقية أشبه بحيل أو أوهام تسلب الفكر، وغالباً ما يستخدمها الساسة ووسائل الإعلام لخداع الناس. لا تسمح لهم بخداعك! لقد تم تصميم هذا الموقع لمساعدتك على تمييز عملية المراوغة تلك أينما أظهرت بشاعتها… إضغط على الرموز المرفقة للمزيد من الأمثلة". يجلس بين تلك الرموز التي تتصدرها صفحة موقع "مغالطاتك المنطقية" كل من أرسطو وسقراط وأفلاطون، وبينما يبدو الفيلسوفان الأولان سعيدان، تظهر ملامح الغم على الأخير. وفي العودة إلى سيرة كل فيلسوف على حدى، يبدو مفهوماً موقف كل واحد منهم من فكرة المغالطات المنطقية. فماذا نعرف عن "المغالطات المنطقية" وكيف تسيطر على نقاشاتنا وآليات تفكيرنا؟ وما دورها في تأخير وصولنا إلى حلول للمشاكل الشخصية والوطنية التي تؤرقنا؟"حرية الفتاة تعني التعري" و"تحسين المعيشة يعني التخاذل مع العدو" تتوزع الرموز التي يقدمها الموقع على أشكال مختلفة، منها personal incredulity وتُعرف كذلك بـ"المغالطة المقدسة": وهي تظهر عندما ينخرط أحدهم في نقاش ويجد نفسه أمام حجة معقدة يصعب عليه فهمها أو كيفية عملها، فيميل سريعاً إلى التشكيك في مصداقيتها أو دقتها. ومثال على ذلك أن يقول أحدهم لا يمكن أن يصدق كيف يستطيع فلان أن يكون على حق، وبالتالي فإن ما يقوله خطأ. Genetic أو الاستعانة بالجينات: وتقوم هذه المغالطة على الحكم على أمر ما، سلباً أو إيجاباً، بناء على أصل هذا الأمر أو من أين يأتي. وتتجنب هذه المغالطة المحاججة المنطقية بتحوير الاهتمام إلى أصل شيء ما. ومثال أن يجري اتهام مسؤول معين بالرشوة والفساد على وسيلة إعلامية ما، فيخرج ليحذر مما نسمعه في وسائل الإعلام التي نعرف جميعاً أنها تحوّر الحقائق. appeal to nature أو نداء العودة إلى الطبيعة: وهنا تأتي المحاججة بأنه ولأن الشيء "طبيعي" فهو بالضرورة مبرّر، لا مفر منه، جيد وحتى مثالي. ولأن الأشياء "الطبيعية" تُعتبر جيدة عادة، فهذا يخلق تحيزاً في التفكير علما أن "طبيعية" الشيء لا تجعله بالضرورة جيداً أو مبرراً. وهذا هو الحال مثالا مع المحاججة لصالح الأدوية الطبيعية أو ضد عمليات التجميل. يُضاف إلى ما سبق مغالطات كثيرة، من تركيب السؤال الذي لا يمكن الإجابة عنه سوى في وضعية الدفاع عن النفس، إلى البحث عن شرعنة شيء معين بالقول إن مؤيديه كثر… هكذا يغرق العالم في كل دقيقة بالمغالطات التي تأخذ النقاش إلى دوائر مفرغة، تدركها منطقتنا الغارقة بحروبها وفسادها السياسي ونزعاتها الوطنية أكثر من غيرها. فكيف يمكن دعوة الحكومة إلى تأمين طبابة مجانية أو البلدية لسد حفرة خطرة بينما الوطن في حالة حرب مع العدو؟ وكيف يمكن لأحدهم أن ينتقد نظاما من دون أن يتم تخوينه؟ وكيف يمكن لفتاة أن تنادي بحريتها من دون أن يخرج أحدها ليهدد بأنها تريد التعري؟أكمل القراءة أسئلة كثيرة تزخر بما تقدّم أعلاه من مغالطات، واللافت أن الجميع يمارسها ويقع ضحيتها في آن، من هنا يمكن أن يساعد التعمق فيها لوعي مخاطرها بشكل أكبر، لا سيما عندما تصبح على صعيد وطني وتمس الجميع."الفزاعة" و"المنحدر الخطر" و"أنت كذلك" في دراسة له نشرها في مجلة "سايكولوجي توداي"، حاول أستاذ علم النفس كريستوفر دواير جمع 18 مغالطة يتكرر استخدامها في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي بين الناس في معرض دفاعهم عن حجتهم أو هجومهم على حجة آخر. وكما يحتاج الأطباء لتسمية الأمراض تسهيلا للتعامل معها ومعالجتها (على ما ذكر دانيال كانمان في كتابه الشهير "التفكير السريع والبطيء")، يرى دواير ضرورة لتسمية تلك المغالطات والتعرف عليها، أملا برصدها عند مواجهتها كما بتجنب استخدامها، ما يسهم ببناء حجج أكثر منطقية إزاء ما نواجهه من تفريغ لكل معاني النقاش. نقدم هنا أبرز المغالطات التي اعتبرها دواير مشتركة، فيما يمكن الرجوع للنص كاملا للتعرف عليها جميعا: Strawman أو رجل القش/ الفزاعة: تقوم هذه المغالطة على تحريف الحجة التي يقدمها أحدهم لتسهيل الهجوم عليها، ومن خلال المبالغة أو التشويه أو إعادة الصياغة لحجة ما، يمكن تقديم الحجة المقابلة بشكل أكثر منطقية. مثال: يحاجج أحدهم بضرورة تخصيص أموال أكثر لدعم الصحة والتعليم، يرد آخر بأنه لم يستغرب طرحاً مماثلاً من شخص يكره الوطن إلى درجة أنه يود أن يضرب دفاعاته من خلال تقليص الإنفاق العسكري. Appeal to Emotion أو الابتزاز العاطفي: تعمل هذه المغالطة على وتر العاطفة بدل اللجوء إلى حجة مقنعة أو منطقية. والوتر العاطفي يتضمن استحضار عوامل الخوف والكراهية والكرامة… مثال: لا يود أحد الأطفال تناول طعام معين، فيلجأ والده لتذكيره بالفقراء والأطفال الذين يتضورون جوعا، والذين لا يمتلكون فرصة للحصول على الطعام. كما نشاهد هذه المغالطة في معرض الحديث عن "خطر اللاجئين" على بلد معين، أو الوقوف صفاً واحداً وراء الجيش أيا كان ما يفعله... Slippery Slope أو المنحدر الخطر: وفي هذه المغالطة يعتمد الشخص على فكرة التخويف، فإذا كان رافضا لحصول أمر ما يمكن أن نسميه ( أ ) يكفي أن يربط الموافقة عليه بحصول أمر خطير آخر يمكن تسميته (ب)، وعليه يمكن أن يحاجج بضرورة عدم الموافقة على (أ). والمشكلة تكمن هنا في عملية التمييع، حيث يضمن الشخص عدم التركيز على الفكرة المطروحة حاليا في النقاش ويصوب الاهتمام على فرضيات متطرفة تستحضر العواطف وتلعب على الوتر العاطفي غالبا. مثال: يُطرح النقاش بشأن المثلية الجنسية، فيقول أحدهم إن السماح مثلا بزواج المثليين سيفضي  إلى زواج الأشخاص بذويهم ثم بسياراتهم أو حتى بحيواناتهم. أقوال جاهزة شاركغرديمكن أن تكون التجربة الشخصية والحكايات أداة قوية جداً للإقناع، ولكنها تشكل أساساً ضعيفاً للحجة شاركغردالمغالطات المنطقية أشبه بحيل أو أوهام تسلب الفكر، وغالباً ما يستخدمها الساسة ووسائل الإعلام لخداع الناس شاركغرد"الفزاعة"، "المنحدر الخطر"، "أنت كذلك" ومغالطات أخرى نستخدمها في كل نقاش، ضروري التعرف عليها لتجنبها AD Hominem أو الشخصنة: تقوم على مهاجمة حياة الخصم أو صفاته الشخصية في محاولة لتقويض حجته. ويمكن أن يتخذ الهجوم شكلا ًعلنياً، أو يتمثل بتعزيز الشك حول الشخص لتشويه حجته من دون الحاجة إلى التعامل معها فعلياً. مثال: يحاجج أحدهم حول الثغرات المرتبطة بقانون الضرائب المفروض حديثاً، فيخرج آخر متسائلاً كيف يمكن الأخذ بحجج شخص غير متزوج، وقد تعرض للاعتقال مرة ويُعرف بغرابة أطواره. Tu Quoque وتُعرف بـمغالطة "التوسل بالنفاق" أو "وأنت كذلك": وهي تقوم على الإجابة على النقد بالنقد، وعلى المغالطة بمغالطة، وهكذا بدل من أن يركز أحدهم على الدفاع عن حجته أو آخر على نقد حجة غيره منطقيا، يتحول الأشخاص للدفاع عن أنفسهم. مثال: يقوم أحدهم بالقول إن التدخين مضر بالصحة ويؤدي إلى أمراض خطيرة، فيجيبه آخر "ولكنك تدخن"، فيتم تحوير الحديث. والسبب هنا في اعتبارها مغالطة، هي أن طرح الشخص لأقوال أو دعاوى متعارضة أو غير متسقة مع تصرفاته لا يجعل حجته خاطئة Anecdotal Evidence أو تقديم حقائق بالأمثلة: وتظهر هذه المغالطة من خلال استعانة أحدهم بالأمثلة أو التجربة الشخصية لتقديم حجته. ويمكن أن تكون التجربة الشخصية والحكايات أداة قوية جدا للإقناع، ولكنها تشكل أساساً ضعيفا للحجة، إذ لا يمكننا تعميم تجربة شخص واحد على السكان عموماً. مثال: يلجأ مسؤول ما لاستحضار قصة له مع والده عندما كان صغيراً، لتبرير طريقة حكمه الحالية، وهو بذلك يستجدي عواطف الناخبين التي تعلي عادة من أهمية العلاقات الأسرية والنصائح الأبوية. Middle Ground Fallacy أو مغالطة الحل الوسط: وهذه المغالطة هي النقيض لمغالطة أخرى تعرف "أبيض أو أسود"، وتقوم على اعتبار أن الحلول الوسط تحمل الحقيقة، مفترضة أن الطرح المتطرف بين طرحين متطرفين دائماً يكون خاطئاً، وهذا أمر لا يمكن اعتباره صحيحاً، فالحقيقة قد يحملها أحد الطروحات المتطرفة. مثال: يقول أحدهم بأن هذا العلاج له آثار جانبية كتعزيز التوحد لدى الأطفال، فيحاجج آخر بأنه لا يفعل ذلك، ثم يتدخل ثالث مؤكداً أن العلاج قد يسبب التوحد لكن ليس لدى الجميع، وهو رأي يميل الناس عادة لتصديقه على مبدأ "خير الأمور أوسطها"."البجعة السوداء" توماس لوروي: يمكنك أن تتألقي، لكنك جبانة. نينا: أنا آسفة. توماس لوروي (زاعقاً): توقفي عن قول ذلك! هذا بالضبط ما أتحدث عنه. لا تكوني ضعيفة بهذا الشكل اللعين. هذا أحد المشاهد من فيلم "البجعة السوداء" الشهير للمخرج دارين أرنوفسكي، وفيه تحاول نينا البحث عن "البجعة السوداء" داخلها. في الكتاب الأصلي، قدم المؤلف نسيم نقولا طالب مفهوم "المغالطة السردية" والمعتمد لوصف كيف تشكل القصص المعيبة في الماضي رؤيتنا للعالم وتوقعاتنا للمستقبل، بينما تنشأ المغالطات السردية حتما من محاولتنا المستمرة لإعطاء معنى للعالم. نبحث عن القصص التفسيرية البسيطة التي يجدها الناس مقنعة بسيطة، نريدها ملموسة وليست مجردة، فنركز على دور أكبر للموهبة والغباء والنوايا بدلا من الحظ، ونهتم بعدد قليل من الأحداث المذهلة التي وقعت بدلا من الأحداث التي لا حصر لها والتي لم تحدث. ويرى طالب أننا كبشر نستمر بخداع أنفسنا باستمرار من خلال بناء حسابات واهية على الماضي، والاستمرار بالاعتقاد أنها صحيحة. فهل حان الوقت للتصالح مع "البجعة السوداء"، ثم تسمية الأمور بأسمائها بدلا من اللعب على المشاعر والماضي.. واللغة؟ اقرأ أيضاًهل يفتقر العرب إلى التعامل مع الأفكار المنطقية والعلمية بشكل سليم؟حقائق عن فشل الحقائق في تغيير القناعات: سلطة الإيمان الأعمىالناس تقاطعكم كثيراً أثناء الكلام؟ هذا المقال سيساعدكم على إسكاتهمكلنا نكذب... وبيانات غوغل عن أفكارنا الجنسية والعنصرية تفضحنا كلمات مفتاحية المغالطات النقاش التعليقات

مشاركة :