يؤكد خبراء ومراقبون أن استمرار المبادرات الإنسانية القطرية يعزّز صورتها كدولة صاحبة رؤية ومبادرات استراتيجية في تعزيز الأمن والسلم الدوليين عبر برامج الإغاثة والتنمية المستدامة التي تساهم بصورة كبيرة في القضاء على بعض مسببات العنف والإرهاب المتمثلة في الجهل والفقر والاستبداد. ويشير المراقبون إلى أن استمرار هذا الدور يبعث برسالة قوية إلى رباعية الحصار بأن قطر تواجه الإرهاب بالعمل على القضاء على مسبباته، بالتعليم والتنمية لا القمع والرصاص وتكميم الأفواه. وفيما تنتهج دول الحصار سياسات قمعيّة قائمة على تكميم الأفواه وقمع الحريات وغيرها من السياسات التي تؤجج العنف والكراهية وتمهّد الطريق أمام التطرّف والإرهاب، تسعى قطر إلى اجتثاث بعض مسبباته عبر المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة الخاصة بتوفير الاحتياجات الأساسيّة من غذاء ودواء وإعاشة أو عبر برامج تنموية مستدامة، تؤسّس لمشروعات خدميّة في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية أو مشروعات أخرى، تخلق فرص عمل وتقضي على بذور العنف والإرهاب المتمثلة في الفقر والجهل والاستبداد. ويرى المراقبون أنه خلال أيام معدودة أثبتت قطر أنها ماضية في خططها وإستراتيجيتها المعهودة وسياستها الخارجية القائمة على تعزيز التعاون والتضامن مع الشعوب المنكوبة ومدّ يد المساعدة إلى الدول الأكثر حاجه بهدف تخفيف معاناتها وتعزيز الأمن والاستقرار على أراضيها وما ينعكس بدوره على الأمن والسلم الدوليين. منحة قطرية بـ 47.3 مليون ريال لإعادة إعمار دارفور لم تقف عجلة العمل الخيري والإنساني لدولة قطر عند حدود الحصار الجائر على شعبها المعطاء وواصلت إبرام الاتفاقيات الخاصة بدعم الشعوب الشقيقة إيماناً منها بأهمية هذا الدور في تعزيز الأمن والسلم الدوليين. وشهد الأسبوع الجاري توقيع الهلال الأحمر القطري اتفاقية منحة مع صندوق قطر للتنمية من أجل تنفيذ برنامج تنموي متعدّد القطاعات في السودان، من خلال إنشاء مجمعات خدميّة في ولايتي غرب دارفور وشرق دارفور ضمن مبادرة دولة قطر لتنمية وإعادة إعمار إقليم دارفور، بتكلفة إجماليّة تقارب 13 مليون دولار أمريكي (أي ما يعادل 47.3 مليون ريال قطري). وطبقاً للاتفاقية، يتولى الهلال الأحمر القطري إنشاء مجمعين نموذجيين متعدّدي الخدمات في قريتي سيسي وأبو سروج بولاية غرب دارفور بقيمة 8.640.000 دولار، ومثلهما في قرية أبو دنقل بولاية شرق دارفور بقيمة 4.320.000 دولار، وذلك انسجاماً مع استراتيجية تنمية وإعادة إعمار دارفور التي أطلقت إبان مؤتمر الدوحة للمانحين في شهر أبريل عام 2013. وأكد مسؤولون سودانيون بينهم موسى محمد أحمد مساعد رئيس جمهورية السودان، أهمية الدور القطري الداعم لبلاده في كافة المجالات، لافتاً إلى أن المشاريع التي تم التوقيع عليها، تهدف إلى الإسهام المباشر في بناء السلام وتحقيق الأمن والاستقرار بعد تراجع الاحتراب والعنف بصورة أيقظت التطلعات إلى الولوج لمرحلة البناء وإعادة الإعمار. تدخل إغاثي عاجل للهلال الأحمر القطري في نيبال قبل أيام، خصص الهلال الأحمر القطري مبلغ 250 ألف دولار أمريكي من صندوق الاستجابة للكوارث للتدخل الإغاثي الأولي التابع له، لمساعدة المتضرّرين من الفيضانات القوية التي ضربت جمهورية نيبال مؤخراً، بصورة عاجلة، وذلك بدعم من صندوق قطر للتنمية وبالتنسيق مع الجمعية الوطنية النيبالية. وقام الهلال الأحمر القطري، فور اندلاع الكارثة، بتفعيل غرفة عملياته بمقره العام بالدوحة لمتابعة تطوّرات هذه الفيضانات أولاً بأول وتحديد المناطق المنكوبة، فضلاً عن إرسال فريق متخصص من قطاع الإغاثة والتنمية الدولية للمساهمة في الجهود الإنسانية الدوليّة ومساعدة الأهالي في المناطق المتضرّرة وتقليل الخسائر قدر الإمكان. كما أعلن عن إجراء تقييم شامل للوضع لتقديم مساعدات على مدار ثلاثة أشهر تغطي قطاعات الإيواء والمياه والإصحاح والمساعدات غير الغذائية لفائدة أربعة آلاف أسرة تضم حوالي 20 ألف شخص من الفئات الأكثر احتياجاً في المناطق المتضرّرة، وأنه سيتم اختيارهم بناءً على قوائم المستفيدين التي تمّ إعدادها من جانب الشركاء في نيبال. ولا تزال نيبال تعاني من آثار الفيضانات التي تعرضت لها عام 2014، والزلزال الذي ضربها عام 2015، ولم تتعافَ منهما بشكل كامل حتى الآن.
مشاركة :