وزير بريطاني يتهم جماعة الإخوان بـإخفاء أجندتها المتطرفة ويؤكد أن لندن ستفرض رقابة مشددة على أنشطة الجماعة.العرب [نُشر في 2017/08/26، العدد: 10734، ص(1)]رقابة مشددة على سلوك الجماعة المتطرفة القاهرة - جسدت تصريحات رسمية بريطانية انعكاسا لموجة تجتاح المجال العام في أوروبا، أساسها معاداة تنظيمات الإسلام السياسي، التي لعبت الدور المحوري في خلق بيئة حاضنة له أسفرت لاحقا عن سلسلة من العمليات الإرهابية ضربت قلب أوروبا. وبعدما كان العداء في السابق محصورا في صفوف قوى يمينية متشددة، يجد الإخوان المسلمون أنفسهم اليوم في مواجهة مباشرة مع حكومة تبدو مستعدة لاتخاذ إجراءات صعبة لحصار التنظيم المتجذر في بريطانيا، وقص أجنحته. واتهم وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت جماعة الإخوان المسلمين بـ”إخفاء أجندتها المتطرفة” في مصر، مؤكدا أن بريطانيا ستفرض رقابة مشددة على سلوك التنظيم الذي صنفته القاهرة “إرهابيا”. وكتب بيرت، الذي يزور القاهرة، في مقال نشرته صحيفة الأهرام الحكومية الخميس “أصبح من الواضح فعلا أن هذا التنظيم (الإخوان المسلمون) يلجأ إلى استخدام الغموض لإخفاء أجندته المتطرفة في مصر”. وكانت بريطانيا أعدت في 2015 تقريرا تضمن مراجعة لأنشطة تنظيم الإخوان المسلمين، الذي له مكاتب عدة في لندن، للنظر في قضية حظره، وذلك قبل أن يستبعد رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون هذا الأمر. لكن التقرير أثبت أن الانضمام إلى صفوف التنظيم أو التعاطف معه يعد مقدمة للتطرف والعنف. ووجهت عمليات إرهابية، استهدفت لندن ومانشستر منذ مطلع العام، الأنظار إلى أنشطة الإخوان، الذين يسيطرون على مساجد وجمعيات خيرية ومنظمات إغاثة ومواقع إخبارية عدة على الأراضي البريطانية. وأكد بيرت في مقاله أنه “على الرغم من عدم استيفاء الأدلة للحد الذي يفضي إلى حظر التنظيم، إلا أنه سيتم فرض رقابة مشددة على سلوك جماعة الإخوان المسلمين وأنشطتها (في بريطانيا) بما في ذلك طلبات استخراج التأشيرات، ومصادر تمويل الجمعيات الخيرية، وعلاقات التنظيم الدولية”. وأضاف “آن الأوان لكل من يدافع عن الإخوان المسلمين في لندن أو القاهرة أن يضع حدا لهذا اللبس والغموض”. وقالت مصادر في القاهرة لـ”العرب” إن الحكومة المصرية لم تطلب من بيرت كتابة مقال يهاجم الإخوان، كما لم يتم التنسيق بشأن سياسة بريطانية محتملة أكثر تشددا حيال التنظيم. وأضافت أن البريطانيين أخذوا زمام المبادرة من تلقاء أنفسهم، بعدما ازداد الضغط على الحكومة في لندن من قبل سياسيين في الحزب الحاكم والأحزاب المعارضة، أخذوا في طرح العديد من الأسئلة بشأن تساهل السلطات مع أنشطة المتشددين، وعلى رأسهم الإخوان. وعلى ما يبدو بدأت الحكومة البريطانية في الإصغاء إلى نصائح حلفائها العرب، خصوصا مصر ودول الخليج، حذروا لندن مرارا من عواقب تحول بريطانيا إلى ملاذ آمن للمتشددين، وانتقالها إلى مرحلة التحول إلى دولة مصدرة للإرهاب. وغادر بريطانيا أكثر من 850 مقاتلا من أجل الانضمام إلى صفوف تنظيم داعش وتنظيمات جهادية أخرى في سوريا والعراق. ويعتقد أن نصف هذا العدد قتل في أرض المعركة، وعاد ما يقرب من 350 مقاتلا.
مشاركة :