استبعد البيت الأبيض أمس (الجمعة) حصول أي عمل عسكري أميركي ضد فنزويلا «في مستقبل قريب»، وذلك بعد أسبوعين على تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب تطرق فيها إلى «خيار عسكري» محتمل ما أثار مفاجأة. وقال مستشار الأمن القومى في البيت الأبيض الجنرال هربرت ماكماستر «لا نزال ندرس مجموعة واسعة من الخيارات. وأي قرار سيتخذ بالتنسيق مع شركائنا في المنطقة، وما من عمل عسكري متوقع في المستقبل القريب». وفرض البيت الأبيض أمس عقوبات مالية جديدة على فنزويلا، تتضمن بشكل خاص حظر شراء سندات الخزانة التي تصدرها الحكومة الفنزويلية، أو شركة النفط الوطنية. في حين وصفت كراكاس هذه العقوبات بـ «الاعتداء». وجاء في بيان للبيت الأبيض تضمن إعلاناً عن هذه العقوبات «لن نقف مكتوفي الأيدي أمام انهيار فنزويلا». والمعروف أن فنزويلا غارقة في أزمة اقتصادية وسياسية ودستورية خانقة. ويواجه الرئيس نيكولاس مادورو منذ أكثر من أربعة أشهر تظاهرات مناهضة له تطالب باستقالته، كما تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع كبير في شعبيته. وتصل ديون فنزويلا إلى حوالى مئة بليون دولار، وهي تعاني من نقص كبير في السيولة، ويخشى من أن تصل إلى مرحلة العجز عن سداد ديونها. وتابع بيان البيت الأبيض «تم اختيار هذه الاجراءات بعناية لحرمان ديكتاتورية مادورو من مصدر تمويل مهم». وأضاف أن «الولايات المتحدة تكرر دعوتها فنزويلا إلى إعادة العمل بالديموقراطية وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وإطلاق سراح كل السجناء السياسيين على الفور ومن دون شروط وإنهاء القمع الذي يتعرض له الشعب الفنزويلي». وكانت المعارضة الفنزويلية هاجمت في حزيران (يونيو) الماضي مصرف «غولدمان ساكس» الأميركي لأنه اشترى سندات خزانة أصدرتها شركة النفط الوطنية الفنزويلية ما يعزز من موقع الحكومة الفنزويلية. إلى ذلك، طلب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس أن يحاكم عدد من قادة المعارضة يتهمهم بالسعي لدفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على بلده، بتهمة «خيانة الوطن». وفي تصريح أدلى به للاذاعة والتلفزيون، وجه مادورو نداء إلى رئيس محكمة العدل العليا مايكل مورينو ورئيسة الجمعية التأسيسية التي انتخبت أخيراً وتتمتع بصلاحيات واسعة جداً، ديلسي رودريغيز. وطالب مادورو بـ «حكم تاريخي لخيانة الوطن ضد كل الذين شجعوا على تبني العقوبات من قبل واشنطن». وذكر خصوصاً خوليو بورجيس رئيس البرلمان، المؤسسة الفنزويلية الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة وانتزعت الجمعية التأسيسية معظم صلاحياتها. وقال مادورو ان «خوليو بورجيس هو زعيم كل الذين ذهبوا للترويج لفرض قرارات على فنزويلا تؤثر علينا وتضر بنا».
مشاركة :