أبها : الوطن 2017-08-25 11:33 PM في عام 2002، استخرج مُزارع كان يحرث الأرض في حقله في مونتورو -جنوب إسبانيا- لوحا من الأرض بطول 1.5م، وعرض 85 سم، ورماه بين كومة من الأحجار على جانب الحقل، ولم يفكر فيه مطلقا. بعد سنتين، اكتشفه اثنان من الحراس المتجولين من الإدارة البيئية للحكومة الإقليمية، ولاحظوا وجود سلسلة من الرموز التي تغطي أحد جانبي اللوح. أخذ الحراس اللوح إلى المتحف المحلي، وبقي فيه قرابة 8 سنوات حتى قدم عالم الآثار جارسيا سانجوانودياز-جواردامينو من جامعة إشبيلية، لزيارة المتحف في 2012، ليضع حدا من الحيرة تجاه الرموز التي لم تعط شيئا مفهوما. اكتشاف مميز بدأ ليوناردو جارسيا سانجوان في دراسة اللوح الصخري، بعد أن قرأ ملاحظة صغيرة بخصوص الاكتشاف الذي نشرته النشرة الإخبارية لمتحف مونتورو الأثري، واستطاع رؤية شيء ما غير اعتيادي فيه، وذهب إلى رؤيته مع زميله مارتا دياز-جواردامينو في جامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة. عد اللوح الصخري قطعة أثرية، إذ تغطيه نقوش يُعتقَد أنها تعود إلى العصر الحجري، ويرجح أن تكون هذه النقوش حروفا للغة منقرضة، ولكن لم يستطع أي شخص قراءة ما تقوله من رموز. بدت غالبية الرموز سهلة التعرف عليها، إذ إنها كانت مأخوذة من مجموعة مختلفة من اللغات. لكنها أظهرت تساؤلات بحثية، ماذا تعني مجموعة الرموز هذه؟ كي نجيب عن هذا السؤال، أحد المشكلات المهمة كانت اكتشاف مدى قدمها، فهذا قد يعطي علماء الآثار فكرةً ما عن المحتوى الثقافي الذي كُتِبت فيه، لأناس يُعتَقد أنهم عاشوا في شبه الجزيرة الإيبيرية خلال العصر الحجري. وتقدر الفترة التي نقشت فيه هذه الرموز بين القرن التاسع ونهاية القرن الثالث قبل الميلاد. وكان هذا هو التوقع الأول. التوقع الثاني، هو أنه ربما نُقشت هذه الرموز بين القرن الخامس والقرن الثالث قبل الميلاد، وهي الفترة التي كانت تتوسع فيها الإمبراطورية الرومانية. وما تزال هذه الافتراضات متضاربة حتى الآن، إلى حين اكشاف مزيد من القطع الأثرية، ومع عدم وجود أي دليل إضافي يضع اللوح الحجري في نطاق ثقافي محدد، فإن الأصل الحقيقي الصحيح له سيكون متخيلا، ولكن الأمر الوحيد اليقين هو أن هذا اللوح الصخري يعدّ اكتشافا مميزا، بحسب الباحثين.
مشاركة :