أطلقت كوريا الشمالية صباح اليوم (السبت) ثلاثة صواريخ بالستية قصيرة المدى باتجاه بحر اليابان، بينما يشارك عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين والكوريين الجنوبيين في مناورات في شبه الجزيرة الكورية، بحسب ما أعلن الجيش الأميركي. وأوضح ديف بينهام، الناطق باسم قيادة العمليات الأميركية في منطقة المحيط الهادئ أن الصواريخ التي أطلقت من موقع كيتايريونغ الكوري الشمالي لم تشكل أي تهديد للولايات المتحدة أو جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ. وأضاف أن «الصاروخين الأول والثالث (...) تعطلا أثناء تحليقهما، أما الصاروخ الثاني (...) فيبدو أنه انفجر تقريباً فور إطلاقه»، مشيراً إلى أن عملية إطلاق الصواريخ الثلاثة استغرقت حوالى نصف ساعة. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن اطلاق الصواريخ بدأ عند الساعة 6:49 اليوم (21:49 بتوقيت غرينيتش الجمعة)، موضحة أنها قطعت مسافة 250 كيلومتراً تقريباً. وقالت سارا ساندرز، المكلفة الاتصال في البيت الأبيض إنه تم إبلاغ الرئيس دونالد ترامب بالأمر و«نحن نتابع من كثب الوضع». وكان ترامب أكد الأربعاء الماضي أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ اون بدأ «يحترم» واشنطن. وقالت اليابان إن أراضيها لم تصب بأذى. وأوضح الناطق باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا «نؤكد أنه لم يسقط أي صاروخ باليستي على أراضي بلادنا، ولا في منطقتها الاقتصادية الخاصة في البحر». وأضاف وزير الدفاع الياباني ايتسونوري اونوديرا «قد يكون الأمر صواريخ باليستية أو عادية. نحن بصدد القيام بتحاليل». ويمثل اختبار الصواريخ الرد التقليدي لكوريا الشمالية على المناورات العسكرية السنوية الأميركية - الكورية الجنوبية التي تعتبرها بيونغيانغ تدريباً على غزو كوريا الشمالية. وتشهد هذه المناورات التي تقوم أساساً على محاكاة بالحاسوب، تعبئة آلاف العسكريين الأميركيين والكوريين الجنوبيين. وبدأت الإثنين الماضي ومن المقرر أن تستمر أسبوعين. وقال المحلل ايل وو إن عمليات الإطلاق الكورية الشمالية الجديدة تشكل «استفزازاً ضعيفاً» ضد المناورات. ورأى أن انفجار أحد الصواريخ يمكن أن يعني أن كوريا الشمالية اختبرت تكنولوجيا جديدة. وأضاف «عادة تطلق صواريخ غير مجربة سابقاً من الساحل باتجاه البحر لتفادي أن تسقط في أراض مأهولة». وفي وقت إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية قالت وكالة الأنباء الرسمية إن الزعيم الكوري الشمالي أشرف على تدريب عسكري يحاكي هجوماً للقوات الخاصة الكورية الشمالية على جزر في كوريا الجنوبية مع مشاركة طائرات وقاذفة صواريخ متعددة الفوهات ومدافع. وأصابت قذائف جزراً كورية شمالية باعتبارها، في التدريب، جزيرتا بيكريونغ وتيونفيونغ الكوريتين الجنوبيتين، في حين هجمت القوات الخاصة بزوراق مطاطية وبالمظلات و«أبادوا العدو» بحسب الوكالة الكورية الشمالية. وأضافت الوكالة أن «كيم يونغ اون عبر عن رضاه الكبير إزاء هذا النجاح» للتدريب. وشهد التوتر بين واشنطن وبيونغيانغ في الأونة الأخيرة أوجه مع إطلاق صاروخين باليستيين عابرين للقارات يمكنهما إصابة أراضي الولايات المتحدة. وهدد حينها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإطلاق «نيران الغضب» على كوريا الشمالية إذا لم تتوقف عن تهديد كوريا الجنوبية. وردت بيونغيانغ بالتهديد بإطلاق صواريخ متوسطة المدى قرب جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادىء التي تؤوي قواعد عسكرية مهمة لتوجيه «تحذير حاسم» لواشنطن. بيد أن زعيم كوريا الشمالية أعلن لاحقاً أنه تم تأجيل هذا المشروع ما فسر على أنه بادرة انفتاح. لكنه صرح بعد ذلك بأنه أمر بتكثيف تصنيع محركات صواريخ ورؤوس للصواريخ العابرة للقارات. وفي سياق متصل، قالت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أمس إن كوريا الشمالية كثفت جهودها لإنتاج أجزاء لمفاعل نووي جديد تقوم ببنائه في الوقت الذي تواصل فيه العمل في المفاعل الرئيس الموجود الذي يوفر الوقود لقنابلها الذرية. وأجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين وعشرات من التجارب الصاروخية منذ بداية العام الماضي متحدية القوى الدولية، وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي أمس «هذا يبعث على القلق، ويظهر أن كوريا الشمالية لم تتراجع.. لم توقف ما تفعله ولهذا فإننا نظل متيقظين فيما يتعلق بكوريا الشمالية». ولم يتضح ما إذا كان بوسع بيونغيانغ تصغير قنبلة نووية بما يكفي لوضعها على رأس صاروخ من هذا القبيل، ومن المعتقد على نطاق واسع أنها لا تستطيع حتى الآن وقاية مثل هذا الرأس الحربي من الحرارة المتولدة عندما يعود صاروخ لدخول الغلاف الجوي للأرض. لكن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» قالت في تقرير لمؤتمرها العام السنوي إن جهود بيونغيانغ لإنتاج مواد لازمة للقنابل النووية مستمرة. ولا تستطيع الوكالة دخول كوريا الشمالية وتراقب أنشطتها بشكل أساسي من خلال صور الأقمار الصناعية. وقال تقرير الوكالة الذي نُشر عبر الموقع الإلكتروني للمؤتمر العام «هناك ما يشير في منطقة بناء مفاعل المياه الخفيفة إلى زيادة في الأنشطة تتوافق مع صنع مكونات معينة للمفاعل. الوكالة لم ترصد علامات على تسليم أو إدخال مكونات رئيسة إلى المبنى الذي يضم المفاعل». ومن المتوقع أن يكون المفاعل الجديد أكبر من المفاعل التجريبي الحالي في يونغبيون. لكن الوكالة قالت إنه لم تظهر علامات في العام الماضي على أن كوريا الشمالية استخدمت المختبر الواقع قرب مفاعلها الرئيس حيث تنتج عادة البلوتونيوم من قضبان الوقود المستنفد. ويبدو أن هذا يتناقض مع تقرير أصدره معهد بحثي أميركي في الآونة الأخيرة قال فيه إن المختبر كان يعمل بشكل متقطع. وعلى رغم عدم معرفة الكثير عن جهود كوريا الشمالية لإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب وهو مادة أخرى يمكن أن تزود المفاعلات النووية بالوقود، أشار التقرير إلى أن تلك الأنشطة استمرت في يونغبيون. وقال التقرير «هناك إشارات تتوافق مع استخدام منشأة التخصيب بالطرد المركزي الموجودة داخل المحطة. جرت عمليات تشييد مبنى يجاور منشأة التخصيب بالطرد المركزي المذكورة». إلى ذلك، حظرت وزارة التجارة الصينية أمس قيام الأفراد والشركات من كوريا الشمالية بأعمال جديدة في الصين تمشياً مع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي هذا الشهر. وقالت الوزارة في إشعار عبر موقعها الإلكتروني إن الصين حظرت الشركات الجديدة المشتركة وتوسع الكيانات القائمة التي تشمل أفراداً أو شركات من كوريا الشمالية. وأضافت الوزارة أنها لن توافق على طلبات شركات صينية لاستثمارات جديدة أو توسعات في كوريا الشمالية.
مشاركة :