فرقة موسيقية فلسطينية تنتشل الجمهور من جحيم السياسة

  • 8/27/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - التقوا على المقاهي في بيت لحم وعبر أصدقاء مشتركين لكن أول أغنية لهم معا، وهي "باجي وينك"، حققت أكثر من مليون مشاهدة على موقع يوتيوب. وبعد أن شكل هؤلاء الشبان المقيمون في الضفة الغربية المحتلة فرقة "آبو آند ذي أبوستلز" وانتهجوا نمطا موسيقيا يمزج بين الموسيقى العربية وتأثيرات البوب والروك بدأوا يكتسبون جمهورا عريضا تعجبه موسيقاهم النابضة بالحياة والتي تشيع أجواء يغلب عليها التفاؤل. ويوضح مغني الفرقة الأول وعازف الجيتار آبو ساهاجيان أن موسيقاهم تهدف إلى انتشال الناس، مؤقتا، من بؤسهم اليومي والمصاعب التي يعيشونها وجحيم السياسة الإقليمية إلى عالم من البهجة والحبور. وقال "هناك من حيث جئنا توجد وفرة في التوتر والضغوط والاضطرابات وكل شيء، لذلك نحاول أن نقدم للناس ساعتين، نحاول أن نبعدهم عن الأعباء التي تثقل كاهلنا. وأظن أن الناس يقدرون ذلك. إننا نحاول ونقدم لهم ذلك، لأننا جميعا في نفس الخندق ونحاول جميعا الخروج منه". وجذب الحفل الذي أحيته فرقة "آبو آند ذي أبوستلز" في شرق لندن مزيجا من عشاق الموسيقى العرب والفلسطينيين والغربيين. وبعد لندن توجهت الفرقة للمشاركة في مهرجان غرين بيلت في وسط إنكلترا ثم إلى جيرنسي. وقال عازف البوق فراس حرب إن شعار الفرقة هو أن تأخذ الحفل معها وأن تساعد الجمهور على ترك كل شيء وراء ظهره. وأضاف "كفرقة بنحاول إحنا إنه يكون ما لنا دخل في كل السياسة وكل اللي بيصير من حوالينا. إحنا بس بنحاول إنه، زي ما حكيت، نأخذ الموسيقى معنا، نأخذ الحفلة معنا وين ما بنروح، وين ما بنكون". وتعتبر الفرقة نفسها متعددة الجنسيات. فهي تضم مغنيا من أرمينيا هو ساهاجيان بينما عازف الغيتار كريم ماركوس من كندا والموسيقيون الثلاثة الآخرون من الفلسطينيين. ويعيش جميع أعضاء الفرقة في بيت لحم باستثناء ساهاجيان الذي يقول إن بيته هي القدس. ويُقدر مهندس كمبيوتر فلسطيني من الجمهور الذي حضر حفل لندن ويدعى أكرم دويكات ما يرى أنه تميز هذه الفرقة عن الفرق الموسيقية الأخرى العادية. وقال دويكات "بأحب كثير الأغاني تاعتهم لأني بأحسها كثير قريبة من اللهجة العامية أو لهجتنا بالفلسطين وكمان بأحب كيف إني بأحسها أقرب للشباب أكثر. وبأحسها كيف بتربط الواقع مع الأغاني. حسيت فيها شيء غريب غير عن الأغاني المعتادين عليها". وعلى الرغم من استمتاعه بأول حفل لفرقته في بريطانيا يرى ساهاجيان أن "آبو آند ذي أبوستلز" أن فرقته أكثر من معلم بالنسبة للفرق الموسيقية الأخرى ويعبر عن أمله في أن تصبح ملهمة أكثر لغيرها. وقال ساهاجيان "دائما ما نقول إن فرقتنا فرقة على الهامش، لذلك نحن نسلك طريقا للفرق الأخرى في الوطن. ربما يُلقى بنا في سلة مهملات التاريخ في غضون سنوات لكننا نأمل أن يساعد الطريق الذي نسلكه فرقا أخرى في الوطن على أن تقتفي أثرنا وتصبح أكبر وأكبر". وقالت فلسطينيية من جمهور حفل لندن، وهي مؤسسة جمعية المساواة بين الجنسين، وتدعى نوف نصر الدين "أنا بأعرف الفرقة إنه فرقة فلسطينية من بيت لحم وبأسمع عنهم كثير، وكثير بأحب أغانيهم. وكثير لما تيجي فرق على لندن كثير بأحب آجي أحضرها علشان أشوف أصحابي وبأعتبره محل كثير منيح نلتقي مع بعض ونتبادل الأخبار الاجتماعية بطريقة معينة مع بعض ونسمع أغاني عربية وفلسطينية. فبأحس إنه كثير مهم لي". وعلى الرغم من نزيف الدم والعنف المحتدم في القدس والضفة الغربية يحاول أعضاء فرقة "آبو آند ذي أبوستلز" ترك وقائع حياتهم القاسية وراءهم وأن يعيشوا اللحظة مع الجمهور في أي مكان يحيون فيه حفلاتهم.

مشاركة :