إعداد: إبراهيم باهو عرف التاريخ العديد من الحروب، واستمر بعضها لقرون، كالحروب الجرمانية التي دارت بين الرومان والقبائل الجرمانية بين عامي 113 قبل الميلاد و569 أي نحو 7 قرون، إلا أن التاريخ شهد أيضاً حروباً قصيرة جداً، مثل الحرب الإنجليزية الزنجبارية، التي اندلعت وانتهت في مثل هذا اليوم من عام 1896، ولم تستمر سوى 45 دقيقة، لتكون بذلك أقصر حرب شهدها التاريخ.اندلعت الحرب بعد وفاة السلطان حمد بن ثويني البوسعيدي خامس سلاطين زنجبار، فجأة قبل يومين من اندلاع الحرب، واستولى ابن عمه ونسيبه خالد بن برغش على الحكم، الأمر الذي اعتبره البريطانيون تمرداً عليهم؛ إذ كانوا يميلون لأن يتولى السلطة السلطان حمود بن محمد.وحسب بنود معاهدة عام 1886، فإن حالة ارتقاء عرش السلطنة تكون بموافقة القنصل البريطاني؛ لذا فإن خالد لم يفِ بتلك الشروط، ما اعتبره البريطانيون إعلان حرب، وأرسلوا إنذاراً نهائياً إليه ليتنازل عن الحكم، إلا أنه رفض طلبهم وشكل جيشاً عداده 2800 رجل معهم يخت السلطات المسلح، وأوكلت لهذه القوة مهمة تحصين القصر.انتهت مدة الإنذار في تمام الساعة ال 9 بتوقيت شرق إفريقيا يوم 27 أغسطس/آب، وسبق ذلك تجهيز الإنجليز سفنهم الحربية، ونحو 150 بحاراً من البحرية الملكية، إضافة إلى 900 من الجنود الزنجباريين، وتجمعوا في منطقة الميناء.كان آمر البحرية الملكية آنذاك الأميرال هاري راوسون، بينما خضع الجيش الزنجباري لإمرة العميد فيه لويد ماثيوز، أما القوة التي أعدها السلطان خالد لحماية القصر فكانت مكونة من المتطوعين المدنيين وحرس القصر السلطاني وآخرين.تمترس المدافعون أمام القصر ووجهوا نيران أسلحتهم صوب السفن البريطانية، التي بدأت بقصف القصر وتدمير المدفعية، وإغراق اليخت السطاني مع سفينتين صغيرتين بواسطة قوة من البحرية. وحصل إطلاق النار المتقطع باتجاه القوة الزنجبارية الموالية للبريطانيين لدى تحركها باتجاه القصر، وأُعلن وقف إطلاق النار الساعة 09:45.تكبدت قوات السلطان حوالي 500 شخص ما بين قتيل وجريح، ولم يخسر البريطانيون سوى جريح، وتراجع السلطان فاراً إلى المستشار الألماني؛ حيث حصل على حق اللجوء ونفي إلى دار السلام عاصمة تنزانيا السابقة، ونصب الإنجليز حمود بن محمد علي حاكماً وشكلوا له حكومة اسمية، وأنهت تلك الحرب زنجبار كدولة وبدأ عصر من الهيمنة البريطانية المباشرة عليها.وزنجبار اسم يطلق على مجموعة جزر واقعة بالمحيط الهندي وهي تابعة الآن لتنزانيا في شرق إفريقيا وتبتعد نحو 29 ميلاً عن شمالي دار السلام، و750 ميلاً عن مدغشقر و500 ميل عن جزر القمر، وتتمتع بسلطة ذاتية واسعة.
مشاركة :