إعداد: عمار عوض قالت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية إن النتائج غير المقصودة لسياسات مكافحة الإرهاب التي اتبعتها الولايات المتحدة، ساهمت إسهاماً كبيراً في تعزيز الإرهاب العالمي، إذ وفرت سياسة ملاحقة الأفراد والغض عن دعم الحكومات للإرهاب، في توفير غطاء للممارسات القطرية الداعمة للإرهاب والمتطرفين، والتي تتبنى خطاب الكراهية والتحريض على القتل.وحذرت الصحيفة الأمريكية، في التقرير الذي كتبه أنجيلو كوديفيلا الأستاذ الفخري في العلاقات الدولية في جامعة بوسطن، من أن المسؤولين في واشنطن يعتقدون أن المسؤولية عن الإرهاب تقع على عاتق الأفراد والمجموعات والحركات «المارقة»، ولكن الواقع هو أن بعض الحكومات الأجنبية تلعب دوراً حاسماً في تحديد حجم التجنيد في القضايا المتطرفة، وأسوأ المجرمين قد سمح لهم وتم تحفيزهم من قبل الحكومة الأمريكية لدعم الإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية المختلفة.واعتبرت «ذا هيل» أن قطر أبرز الأمثلة على هذه السياسة الأمريكية الخاطئة، إذ تصل قناة الجزيرة إلى عشرات الملايين من المسلمين مع التحريض اليومي على العنف، وعليه فإن إراقة الدماء وعدم الاستقرار الناجم عن خيارات السياسة الخارجية الأمريكية تطغى على الفوائد التي تجنيها. وقالت في هذا الصدد، تصل الجزيرة إلى نحو 40 مليون مشاهد في العالم من الناطقين بالعربية، بما في ذلك العديد من المجتمعات في الولايات المتحدة، مع رسالة متطرفة قتالية واستفزازية. وهي تحرض عمداً المشاعر بتمجيد صور العنف وقتلى المتطرفين، إضافة إلى أنها تشيد بالعمليات العسكرية للجماعات المتطرفة مثل القاعدة وداعش. وقالت «وليس من الصعب معرفة سبب توجه العديد من مشاهديها إلى التطرف من خلال تغطيتها»، مشيرة إلى أن المسؤولية تقع على عاتق قطر التي تمتلك الجزيرة بالكامل وتؤيد الحكومة الأمريكية هذه الحكومة لأن لديها 11 ألف جندي متمركزون في قاعدة «العديد» الجوية في قطر. كما تستثمر الحكومة القطرية مبالغ غير عادية في السياسة الأمريكية والأعمال. وواصل تقرير الصحيفة في القول «غير أن الدعم السياسي هو أمر قابل للاستبدال مثل المال، حيث تستفيد حكومة قطر من دعم الولايات المتحدة للسياسات الخارجية التي تسعى إلى إطاحة الوضع الراهن في الشرق الأوسط من خلال دعم الجماعات الإسلامية الراديكالية. وتبدأ هذه السياسة بالتحالفات التركية والإيرانية، وتنتهي بدعم قوي جداً لجماعة الإخوان والقاعدة (جبهة النصرة) في سوريا، والتي تصفها الجزيرة على الهواء بأنها «معارضة معتدلة».وقالت «ذا هيل» إن الدعم السياسي الذي تقدمه الحكومة الأمريكية لقطر ضروري لدعم هذه الدويلة للإرهاب. وأشارت إلى حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لباكستان هذا الأسبوع، حيث قال «لا يمكن للشراكة أن تُبقي دولة تؤوي الميليشيات والإرهابيين الذين يستهدفون أعضاء الخدمة والمسؤولين في الولايات المتحدة»، وأعربت الصحيفة عن أملها في أن يأخذ ترامب بنصيحتها الخاصة في التعامل مع قطر.
مشاركة :