توفي، أمس السبت، أول سجين من أعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين (أعلى هيئة تنفيذية بالجماعة) في مصر، والذي كان محبوساً على ذمة عدة قضايا بسبب الإهمال الطبي من قبل إدارة السجون، كما تمنع سلطات نظام عبد الفتاح السيسي، صحافي قناة الجزيرة المعتقل لديها من تلقي العلاج بعد تعرضه لكسر بالذراع الأيسر.في تصريحات لوكالة الأناضول؛ قال مصطفى الدميري -عضو هيئة الدفاع عن متهمي «الإخوان»- إن عبد العظيم الشرقاوي عضو مكتب إرشاد الجماعة «توفي بالعناية المركزة في مستشفى محافظة بني سويف (حكومي/ وسط)». وأوضح أن الشرقاوي «تمّ نقله للمستشفى مؤخراً عقب أزمة صحية، حدثت له أثناء إجراءات أمنية متعلقة بإعادة محاكمته في قضية متهم فيها بمحافظته بني سويف». واستطرد قائلاً: «هناك إهمال طبي لاحق الشرقاوي منذ القبض عليه (يونيو 2015)، وإيداعه سجن العقرب (جنوبي القاهرة)؛ مروراً بوصوله لبني سويف، ممّا فاقم حالته الصحية». فيما ذكر الموقع الإلكتروني لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، اليوم، أن الشرقاوي -الذي يبلغ نحو 67 عاماً- توفي «نتيجة الإهمال الطبي». وأوضح المصدر ذاته أن «الشرقاوي احتجز منذ 6 أيام داخل العناية المركزة بمستشفى بني سويف، لتدهور حالته الصحية داخل سجن المحافظة، ومُنع عنه الدواء والعلاج؛ رغم إصابته بعدة أمراض (لم يحددها) منذ اعتقاله». وأشار الموقع إلى «إصابة الشرقاوي في 23 نوفمبر 2016، بجلطة دماغية في سجن العقرب، ونقله للمستشفى بعد تدهور حالته الصحية وقتها». وبدورها، حمّلت جماعة الإخوان المسلمين السلطات المصرية المسؤولية عن وفاة الشرقاوي، واعتبرته «بمثابة إعدام متعمد لبريء، بعد منع الدواء والعلاج عنه». في سياق متصل، يعاني الزميل محمود حسين الصحافي بقناة الجزيرة للإهمال الطبي من قبل السلطات المصرية التي تمنع نقله إلى مستشفى لتلقي العلاج، بعد أكثر من شهرين من تعرضه لكسر في مرفقه الأيسر، بات يتطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً. وحذرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان -ومقرها في بريطانيا- من خطورة الوضع الصحي للزميل محمود حسين المعتقل تعسفياً في سجن طرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، وندّدت برفض السلطات المعنية نقله إلى مستشفى مختص؛ من أجل إجراء عملية جراحية في ذراعه المكسور منذ أكثر من شهرين. وقالت المنظمة -في بيان أصدرته، أمس السبت- إن أطباء مختصين أكدوا أن التأخر في إجراء عملية جراحية لمعالجة كسر مرفق محمود حسين قد يؤدي إلى تكلس يستحيل معه التدخل الجراحي لإعادة المرفق إلى وضعه الطبيعي، وبالتالي احتمال تعطّل يده اليسرى بشكل كامل. وأكدت المنظمة -في بيانها- أن حالة محمود حسين الصحية دليل جديد على انهيار منظومة العدالة في مصر، وانتشار الإهمال الطبي في السجون المصرية بشكل منهجي؛ يهدف إلى إلحاق أقصى ضرر بالمعتقلين. وحمّلت المنظمة العربية لحقوق الإنسان السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن تدهور الحالة الصحية للزميل محمود حسين، «فالظروف التي يعتقل فيها، وتمديد حبسه، ومنع العلاج عنه؛ هي إجراءات انتقامية بسبب عمله في قناة الجزيرة». وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت الزميل محمود حسين في ديسمبر 2016، خلال عطلته السنوية، ولم يكن حينها في مهمة رسمية، بل في زيارة عائلية لأسرته بمصر. وتقوم السلطات المصرية منذ ذلك التاريخ بتجديد اعتقاله دون محاكمة، وبتهم واهية.;
مشاركة :