دعت سلطات إقليم كردستان العراق المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة بعد تدفق جماعي يقدر بنحو 15 ألف لاجئ سوري إلى أراضي الإقليم خلال الأيام القليلة الماضية، ليرتفع عددهم الإجمالي إلى نحو 200 ألف لاجئ منذ نشوب الأزمة السورية، فيما حذر رئيس الإقليم مسعود بارزاني من أن إخلاء المناطق الكردية السورية من مواطنيها يضع حقوقهم القومية في دائرة «الخطر». وتعرضت حكومة الإقليم إلى ضغوط من قوى المعارضة ومنظمات حقوقية لفتح معبر فيشخابور، وهو المعبر الوحيد مع الجانب السوري، بعد أشهر من اغلاقه نتيجة خلافات مع حزب «الاتحاد الديموقراطي» القريب من حزب «العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله اوجلان. وقال مدير مكتب الهجرة والمهجرين في الإقليم شاكر ياسين لـ «الحياة» إن «تدفق اللاجئين السوريين إلى الإقليم ينقسم إلى مرحلتين، الأولى بدأت مع اندلاع الأزمة في سورية، وبلغ عددهم حينها نحو 157 ألف لاجئ، جرى إيواء 14 ألفاً منهم في محافظة السليمانية، و40 ألفاً في اربيل، وأكثر من 100 ألف آخرين في دهوك». وأضاف أن «المرحلة الثانية بدأت الخميس الماضي، متأثرة باشتداد المعارك بين أكراد سورية والجماعات المتشددة، وتم تسجيل دخول أكثر من 15 ألفاً لغاية اليوم، وتم نقل 4 آلاف إلى السليمانية، والبقية إلى محافظة اربيل»، وأضاف انه «كإجراء احتياطي، طالبنا حكومة الإقليم بتأمين مخيمات، ولدينا حالياً مخيم دومير في دهوك الذي يؤوي نحو 75 ألف لاجئ، ومخيم كوركوسك الموقت في اربيل، وينتظر أن يتم نقل اللاجئين فيه إلى مخيم داره شكران الذي يمتاز بخدمات أفضل، وفي السليمانية التي استقبلت أخيراً 4 آلاف وزعوا على مبان حكومية، في انتظار الانتهاء من أعمال تشييد مخيم جديد». وأوضح ياسين أن «وصول اللاجئين مستمر، وعقدنا اجتماعاً مع منظمات الأمم المتحدة لوضع آلية مناسبة لتزويدهم بالمساعدات، والإعداد لاستقبال أعداد اكبر»، مشيراً إلى أن «دور الإعلام كان ضعيفاً في إيصال صوت هؤلاء إلى العالم، كما حصل لإخوانهم في لبنان والأردن وتركيا، وهذا الملف يتطلب أموراً عدة منها تأمين الدراسة والإقامة والأمن والمساعدات، وإيجاد فرص عمل، وعلى المجتمع الدولي أن يولي اهتماماً بهم أكبر عبر تقديم مساعدات عاجلة». وأبدى رئيس الإقليم مسعود بارزاني في بيان أمس أسفه لـ «عدم إيلاء المجتمع الدولي الاهتمام الكافي لملف اللاجئين السوريين في الإقليم»، وقال «نعرب عن قلقنا إزاء تدفق العدد الكبير من اللاجئين من غرب كردستان (المناطق الكردية السورية) إلى الإقليم، ولا نرغب في أن تخلى هذه المناطق من أبنائها، وبقاء الأكراد فيها ضروري كي لا تقع المطالب والحقوق القومية في دائرة الخطر»، داعياً «المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الى تحمل مسؤوليتها في تقديم المساعدة، لأن إيواء وتأمين احتياجات هذا العدد الكبير من اللاجئين يشكل حملاً ثقيلاً على الإقليم». وقال منسق حكومة الإقليم مع الأمم المتحدة ديندار زيباري أن «عدد اللاجئين تجاوز التوقعات والإمكانات، وعلى الحكومة العراقية تقديم مساعدات عاجلة». وفي السياق ذاته، نظم العشرات من الأكراد السوريين مساء أول من أمس في مدينة السليمانية، تظاهرة أمام مكتب برلمان الإقليم، للمطالبة بمساعدات.
مشاركة :