تحرك أقوى إعصار يجتاح ولاية تكساس الأمريكية منذ أكثر من 50 عاما، ببطء فوق اليابسة يوم السبت فهطلت أمطار غزيرة يتوقع أن تتسبب في سيول كارثية بعدما ضرب الساحل برياح عاتية بلغت سرعتها 209 كيلومترات في الساعة. وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير إن الإعصار ضعف أكثر وهو يتحرك عبر جنوب تكساس وبات على وشك أن يتحول لعاصفة استوائية. وأضاف المركز أن سرعة الرياح المصاحبة للإعصار بلغت 121 كيلومترا في الساعة بحلول التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي. وأقل من تلك السرعة ينخفض تصنيف الإعصار لعاصفة استوائية. وقالت شركات مرافق في تكساس إن الكهرباء انقطعت عن نحو ربع مليون عميل. وتواصل هبوب الرياح وهطول الأمطار على الساحل فيما بدأ السكان تقييم الأضرار. ويعد هارفي أقوى إعصار يجتاح تكساس، مركز صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة، منذ 1961. وبدا أن بلدة روكبورت، التي تقع على بعد 48 كيلومترا إلى الشمال من مدينة كوربوس كريستي، من أكثر البلدات المتضررة بالإعصار هارفي. وانهارت العديد من المنازل وتضررت الكثير من المنشآت والبنايات الأخرى واقتلعت الرياح أسقف بعض المنازل. وقبل وصول الإعصار إلى اليابسة أصدر رئيس البلدية إرشادات للسكان بكتابة أسمائهم على أذرعهم ليسهل التعرف عليهم في حالة الوفاة أو الإصابة. وقال مسؤولو طوارئ ووسائل إعلام محلية إن مدرسة ثانوية وفندقا ومجمعا لرعاية المسنين ومنشآت أخرى لحقت بها أضرار من بينها ما يستخدم كملاجئ من الأعاصير. وانقطع التيار الكهربائي عن مدينة بورت لافاكا الساحلية إلى الشمال وأغرقت المياه بعض الشوارع. وقال رئيس بلدية المدينة جاك ويتلو لرويترز بعد أن تفقد المدينة يوم السبت “هناك الكثير من الأشجار التي سقطت والحطام لدرجة أن تكلفة عمليات التطهير ستكون هائلة”. كان الإعصار هارفي وصل إلى اليابسة قرب بورت لافاكا في وقت متأخر يوم الجمعة محملا برياح تصل سرعتها إلى 209 كيلومترات في الساعة مما جعله يرتفع إلى الفئة الرابعة من العواصف على مقياس سافير-سيمبسون، وهي ثاني أعلى فئة، ويصبح أقوى عاصفة تجتاح البر الرئيسي الأمريكي منذ أكثر من عشر سنوات.. وخلت شوارع مدينة كوربوس كريستي التي يقطنها نحو 320 ألف نسمة من المارة في وقت مبكر من صباح السبت بالتوقيت المحلي مع استمرار هبوب الرياح العاتية مما تسبب في تحطم لوحات إعلانات ضخمة. وتخضع المدينة لأمر إخلاء طوعي من قبل وصول العاصفة إليها. ومن المتوقع أن يستمر هارفي في التباطؤ فوق تكساس لأيام وأن يتسبب في هطول أمطار يصل منسوبها إلى أكثر من مئة سنتيمتر على بعض أجزاء الولاية. وأظهر أحدث تتبع للعاصفة يتوقع مسارها أن هارفي سيستدير عائدا نحو ساحل خليج المكسيك قبل أن يستدير مجددا نحو الشمال يوم الثلاثاء. وفي مواجهة أول كارثة طبيعية كبيرة منذ توليه المنصب قال الرئيس دونالد ترامب عبر تويتر قبل قليل من وصول هارفي لليابسة إنه وقع إعلان كوارث “سيطلق يد الحكومة للمساعدة بكامل قوتها”. وقال ترامب يوم السبت عبر تويتر “تقومون بعمل جيد.. العالم يراقب” في إشارة لوكالة إدارة الطوارئ الاتحادية التي تنسق الاستجابة للكوارث الكبرى. ومع وصول العاصفة لليابسة كتبت امرأة تدعى دونا مكلور، وهي من سكان كوربوس كريستي، على تويتر “الدنيا ظلام والإنترنت متوقف والراديو متعطل. هل من أحد هناك؟ أنا وحدي وأحاول ألا أخاف”. وهارفي أول إعصار من الفئة الثالثة أو أكثر يضرب البر الرئيسي الأمريكي منذ أن اجتاح الإعصار ويلما ولاية فلوريدا في 2005. وأعلنت تكساس ولويزيانا حالة الكوارث مما يسمح للسلطات باستخدام الموارد. واستيقظ سكان هيوستن، رابع أكبر مدن البلاد من حيث الكثافة السكانية، على تحذيرات على هواتفهم المحمولة من حدوث سيول. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الإعصار هارفي يضعف بعد وصوله تكساس وتوقعات بسيول “كارثية”
مشاركة :