إعصار هارفي يتسبب بمقتل شخص ويخلف دمارا وفيضانات في ولاية تكساس الأمريكية

  • 8/27/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ضرب الإعصار "هارفي" ولاية تكساس السبت وصنف في الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات، فتسبب بمقتل شخص وحدوث فيضانات "بالغة الخطورة". وتراجع الإعصار ليتحول إلى عاصفة استوائية مع رياح بلغت سرعتها 110 كلم في الساعة، إلا أن تراجعه البطيء يجعله خطيرا لأن "أمطارا غزيرة" ستستمر في الانهمار على المناطق نفسها لأيام عدة. شهدت ولاية تكساس السبت فيضانات "بالغة الخطورة" جراء الإعصار هارفي، الأقوى الذي يضرب الولايات المتحدة منذ 2005، فسقط قتيل على الأقل حتى الآن، وحذرت السلطات من أن إعادة الإعمار ستتطلب "سنوات". وبعدما ضرب هذه الولاية الجنوبية قرابة الساعة 22,00 (3,00 ت غ) مصنفا في الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات، تراجع الإعصار ليتحول إلى عاصفة استوائية مع رياح بلغت سرعتها 110 كلم في الساعة، وفق آخر تقرير للمركز الوطني للأعاصير السبت في الساعة 18,00 ت غ. لكن تراجعه البطيء جدا يجعله خطيرا لأن "أمطارا غزيرة" ستستمر في الانهمار على المناطق نفسها لأيام عدة. ونبه المركز الوطني للأعاصير إلى "حصول فيضانات بالغة الخطورة" متوقعا هطول أمطار حتى الخميس سيناهز منسوبها مئة سنتم، ما سيؤدي إلى "فيضانات كارثية قد تكون قاتلة". وأعلن مسؤول محلي السبت تسجيل أول وفاة جراء الإعصار في تكساس، وقال القاضي سي إتش ميلز إن شخصا قضى "بعدما حاصره حريق اندلع في منزله خلال الإعصار" في مدينة أرنساس على ساحل الولاية، مشيرا أيضا لإصابة 12 شخصا على الأقل بجروح طفيفة. وأشار حاكم تكساس غريغ أبوت إلى "أضرار كبيرة جدا" في العديد من المناطق محذرا بدوره من فيضانات "خطيرة". أما الرئيس دونالد ترامب الذي وقع الجمعة إعلان كارثة طبيعية فدعا فرق الإغاثة السبت إلى "البقاء في استنفار كامل" لأن تداعيات هارفي ستتجلى في الأيام المقبلة وفق البيت الأبيض. وقال براندون غونزاليس الذي يملك متجرا في كوربوس كريستي، المدينة الساحلية التي يقطنها 300 ألف شخص وتحولت مدينة أشباح بعد إجلاء العدد الأكبر من سكانها، "سبق أن اعتدنا على رياح شديدة لكن ما حصل الليلة الفائتة غير مسبوق، أصبت بالرعب". وأوردت شيريلين بويد التي فضلت عدم الفرار كما فعل آلاف من سكان المناطق الساحلية بناء على إلحاح السلطات "أنها العاصفة الأكثر إثارة للرعب في حياتي". آثار واضحة صباح السبت، كانت آثار وصول الإعصار واضحة جدا: طرق أغرقتها مياه الأمطار، منازل بلا سقوف، لوحات هوت أرضا، وأشجار اقتلعت من جذورها. وقال سي جاي واكس عمدة روكبورت لقناة "إم إس إن بي سي" إن "شركات ومنازل دمرت بكاملها". وأصيب عشرة أشخاص على الأقل الجمعة في هذه المدينة التي يقطنها عشرة آلاف شخص جراء انهيار سقوف المنازل، وفق ما صرح المسؤول البلدي كيفن كاروث لوسائل إعلام محلية. وطاولت الأضرار أيضا مطار المدينة ومدرستها. وأضاف واكس عبر "سي إن إن" بقوله "تعرضنا لضربة قاسية بسبب العاصفة لكننا نتوقع أخرى جراء الفيضانات التي ستصل من داخل الأراضي". وأكد عمدة بورت أرنساس كيث ماكولين عبر التلفزيون إن طلائع فرق التنظيف وصلت إلى قسم من المدينة "المدمرة بالكامل". وحذر المركز الوطني للمناخ من أن الخطر "لا يزال حقيقيا. فالمياه تهدد الحياة بمقدار ما تهددها الرياح". وبين 1963 و2012 تسببت الرياح فقط بـ11 بالمئة من الوفيات التي نتجت من الأعاصير على الساحل الأطلسي للولايات المتحدة في حين تسببت المياه بـ82 بالمئة (49 في المئة جراء ارتفاع مستوى البحر و27 في المئة بسبب الأمطار وستة في المئة بسبب الأمواج). ودعي سكان العديد من المدن إلى إخلاء منازلهم طوعا. وبدأ أيضا إجلاء نحو 4500 سجين من سجن مدينة روشارون جنوب هيوستن مع ارتفاع مستوى المياه في بحيرة قريبة. وأكد حاكم تكساس أن التيار الكهربائي انقطع عن أكثر من 338 ألف شخص، لافتا إلى أن "ذلك سيستمر أياما عدة". وأوضح براين ماكنولدي الباحث في جامعة ميامي لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الأماكن نفسها ستتعرض للأمطار في الأيام المقبلة"، مضيفا "من غير المألوف أن يستمر إعصار في المكان نفسه طوال ستة أيام". وإضافة إلى المطر، تسبب هارفي بارتفاع مستوى مياه البحر حتى وصل إلى أربعة أمتار في بعض المناطق. ويضم ساحل تكساس نحو ثلث مصافي النفط في الولايات المتحدة فيما يمثل خليج المكسيك عشرين بالمئة من الإنتاج الأمريكي. وحتى ظهر السبت، تم إخلاء 112 منصة نفطية تشكل 24,5 بالمئة من الإنتاج اليومي للنفط الخام و26 بالمئة من إنتاج الغاز. وأعاد الإعصار "هارفي" إلى الأذهان كارثة الإعصار "كاترينا" الذي تسبب في 2005 بكارثة إنسانية كانت حصيلتها أكثر من 1800 قتيل فضلا عن تدمير أحياء برمتها في مدينة نيو أورلينز في ولاية لويزيانا المجاورة. يومها، أدى عدم استعداد السلطات الفدرالية إلى عواقب مأساوية. واتهم الرئيس الأسبق جورج بوش الابن بأنه لم يبال بسكان منطقة مهمشة جدا غالبيتهم من السود. فرانس24/أ ف ب نشرت في : 26/08/2017

مشاركة :