صاحبات الهمم يحتفين بيوم المرأة بإبداعات تقهر الإعاقة

  • 8/28/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» تخطف بقدميها ريشتها بخفة، لتنسج بها لوحة؛ امرأة تُسخِّر ما بقي في جسدها من أجزاء قادرة على العطاء، لإبراز موهبتها. لم تسعفها إعاقتها للبوح بالكلمات عن قصتها في التحدي والإنجاز، لتتكفل لوحاتها الفنية بتخليد إنجاز امرأة ذات شلل دماغي، استبدلت قدميها، بيدين أصابهما الشلل، لتحكي إبداعها وتميزها. قدمان مبدعتان موزة عبد الله بن ذيبان، فنانة من صاحبات الهمم، ترسم لوحاتها بقدميها، ومحياها لا يخلو من الابتسامة ونظرات تشعّ أملاً وفرحاً، تبرق أساريرها ابتهاجاً، وتتراقص عيناها، كلما أدركت إنجاز واحدة من قريناتها من صاحبات الهمم.العشرينية موزة، تنشر بيوم المرأة الإماراتية، سعادة أبدية بلوحاتها الفنية، عنوانها الإصرار والتحدي والهمة، نحو تحقيق إنجاز يضاف إلى إنجازات نساء الوطن، لتبعث برسالة إلى العالم، بأن الإعاقة حتى لو كانت شللاً دماغياً، لا تبرر تقاعس العطاء.ووفقاً للتقرير الصادر عن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، حققت صاحبات الهمم، الكثير من الإنجازات البارزة محلياً وعربياً ودولياً. وبدعم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، منحت الشارقة صاحبات الهمم، حقوقهن كاملة، ودفعتهن نحو الوصول إلى إنجازات دولية بارزة.وإن إمارة الشارقة التي أطلقت عدداً من المبادرات الأولى من نوعها، الداعمة لصاحبات الهمم، من شتى بقاع الأرض، أسهمت في تحفيز أدائهن، وترسيخ حضورهن الاجتماعي.وأبدت الكثير منهن، عن امتنانهن لجهود إمارة الشارقة، في مناصرة حضور صاحبات الهمم، وتعزيز قدراتهن، بفضل الرعاية الدائمة من صاحب السموّ حاكم الشارقة، وقرينته سموّ الشيخة جواهر.وأثنين على دور مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بقيادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، المديرة العامة، واهتمامها بجميع فئات المجتمع، ما أسهم في فرض حضورهن وتحدي الصعوبات التي تواجههن. مناصرة ذاتية كليثم عبيد المطروشي، نموذج نسائي متميز محلياً ودولياً، فلم يقعدها حادث سير، عن إثبات حضورها البارز والفاعل في المجتمع، ولم يعق إرادتها وطموحها في دعم مجتمعها، ومساندة برامجه التنموية والفكرية.ولها أنشطتها البارزة داخل الدولة، فهي إدارية تبوّأت كثيراً من المناصب في جهات عدة، ويسجل لها إطلاق مبادرات إنسانية تعدّ الأولى من نوعها، منها تأسيس «رابطة تمكين المرأة»، التي عقدت عبرها شراكات مع المؤسسات والمجتمعات المتخصصة.وتمثل المطروشي قريناتها في المنظمة العربية لذوي الإعاقة، التي تتبع إدارة المجتمع المدني في جامعة الدول العربية؛ إذ إنها واحدة من خمس عربيات في المنظمة.والمطروشي، خريجة إدارة عامة في جامعة الإمارات، حضورها البارز في الفعاليات المحلية والدولية التي أعدت لها الكثير من أوراق العمل، والدراسات التي تدعم أصحاب الهمم، لتمثل المدينة بالمناسبات الخارجية.تقول كليثم: إن الرابطة التي تشكل واحدة من مبادرات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وتديرها «صاحبة همم»، تسهم في بناء استراتيجيات للارتقاء بالمرأة من هذه الفئة، لافتة إلى أن آلية عمل الرابطة تتمحور حول حصر المشكلات والصعوبات، لبناء استراتيجيات محكمة قادرة على بناء المعاقة وتعزيز أدائها. سطور من ذهب سطرت الأولمبية الإماراتية ثريا الزعابي، لوطنها العربي تاريخاً رياضياً ذهبياً حافلاً بالإنجاز والعطاء، بتحقيقها المراكز الأولى في عدد من البطولات الدولية خليجياً وعربياً وآسيوياً وعالمياً.وأحرزت أكثر من 500 ميدالية تنوعت بين الذهبية والفضية والبرونزية، في ألعاب القوى، لتقهر بإرادتها إعاقتها، وتطوع الظروف لإنجازات بارزة، تعافت فيها بإرادتها وتنمية قدرتها وإنجازاتها النوعية في الرياضة.تسرد الزعابي قصة عطائها، بالثناء على جهود الدولة، في دعم المرأة عموماً التي دفعتها نحو المقدمة، مشيرة إلى دعم أسرتها وتشجيعها.وتقول: «يوم المرأة الإماراتية، هو يوم الأمل والفرح لكل امرأة حققت مكانتها بجهودها وكفاحها ودعمتها قيادتها». الأيادي أصدق من الوجوه بثينة عبد الله بن بيات، المعاقة حركياً، ترى الصورة رسالة وحكاية في الوقت نفسه، تنقل بها قضايا مجتمع، وتخلد بها لحظات قيمة.تجذب بثينة الأيادي وتتقنن تصويرها، كونها برأيها تختصر حكايا الناس، فهي تحمل الذاكرة والأمل، وفيها الكثير من المعاني، لتعبر عن صاحبها. الأيادي بعدسة بثينة أصدق أحياناً من الوجوه.تقول إن هواية التصوير، بدأت منذ طفولتها، وطورتها بإرادتها وإصرارها نحو التميز بدور فاعل في المجتمع، وإلى جانب هوايتها تتقن بثينة الرسم على الفخار والابتكارات الفنية. الرماية أولاً بدأت إعاقتها منذ 8 سنوات، عندما أصابها شلل نصفي كامل، لتلتحق بعدها بنادي الثقة للمعاقين الذي صقل موهبتها في رياضة الرماية بالبندقية، وحققت ميداليات مختلفة.تقول بشرى إدريس، إن إطلاق السهم يجرد صاحبه من الهموم، وفيه الإرادة والتصميم نحو التصويب، وهو ما يعكس تحدي أصحاب الهمم، لإثبات حضورهم وتميزه. بشرى ربة أسرة، وأم لأربع بنات، تعرب عن بالغ تقديرها لدولة الإمارات التي قدمت للمرأة المعاقة مواطنة ووافدة دعماً متكاملاً. الحياة تشرق ولأم المعاق قصتها في العطاء، بكفاحها ودعمها لأطفالها، وتطويع الظروف لبناء قدرة ابنها المعاق وعدم استسلامها لما يعيق حلمها بتطويره وبنائه.الأم رحاب إبراهيم، لدى ابنها حالة شديدة من الشلل الدماغي، لتكافح معه وتثبت لنفسها أنها على قدر المهمة التي كلفت بها. تمكنت من تعزيز ثقة ابنها العشريني بنفسه، والاعتماد على ذاته، وتبذل جهدها لتوفير كل ما يحقق له التفاعل والدمج مع الآخرين.تقول رحاب، الموظفة في نادي الثقة، والمتطوعة في رابطة «تمكين المرأة»: تحديت العالم وفرضت ابني على المجتمع، ليكون جزءاً فاعلاًً فيه، ومسهماً ولو بقدر قليل. يوم الإماراتية تدرك الفنانة موزة بن ذيبان، ما حققته قريناتها من صاحبات الهمم، من حضور وتميز وإنجاز، تنظر إليهن وإيماءات السعادة والتشجيع تملأ محياها، لتعكس «تحدي إماراتية» نموذج محبة وعطاء، لدعم مجتمعها بما لديها من قدرات.

مشاركة :