قال المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم اليوم (الأحد) إن ثمانية جنود لبنانيين خطفهم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منذ العام 2014 ماتوا على الأرجح. وأضاف أن الجيش انتشل رفات ستة أشخاص حتى الآن وينقب عن رفات إثنين آخرين، لكن لا تزال هناك حاجة لإجراء فحوص الحمض النووي الوراثي «دي إن إي) للتأكد من الهوية. ولم يعرف بعد مصير الجندي التاسع. وخطف التنظيم المتشدد تسعة جنود لبنانيين منذ العام 2014 كانوا ضمن مجموعة من 30 عسكرياً احتجزوا من قبل «جبهة النصرة» و«داعش» بعد معارك عنيفة شهدتها بلدة عرسال في 2014. وأفرج عن 16 من هؤلاء العسكريين في 2015، بعدما أعدمت «جبهة النصرة» أربعة وتوفي خامس متاثراً بإصابته. وكان الجيش اللبناني من جهة، والجيش السوري و «حزب الله» من جهة أخرى أعلنوا اليوم (الأحد)، وقف هجوم على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الحدود الشمالية الشرقية مع سورية، وفتح باب للمفاوضات في شأن مصير عسكريين مختطفين لدى التنظيم. وذكر بيان للجيش أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت غرينيتش)، لإفساح المجال للمفاوضات المتعلقة بمصير عسكريين مختطفين لدى «داعش». وقال الجيش اللبناني إنه «بدأ اليوم سريان وقف لإطلاق النار للسماح بإجراء مفاوضات في شأن مصير الجنود». وقال مصدر أمني لبناني إن «مفاوضات عبر وسيط بدأت مع المتشددين»، مضيفاً أن «أعضاء في حزب الله دخلوا منطقة في القلمون الغربي للتأكد ما إذا كانت رفات الجنود اللبنانيين مدفونة هناك». من جهته، وافق الجيش السوري على اتفاق بين «حزب الله» و«داعش» يسمح بنقل متشددي التنظيم من منطقة الحدود السورية - اللبنانية إلى شرق سورية، بحسب وسائل إعلام رسمية. ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله «بعد النجاحات التي حققتها قواتنا المسلحة بالتعاون مع المقاومة الوطنية اللبنانية (حزب الله) في جرود القلمون الغربي... تمت الموافقة على الاتفاق الذي نظم بين حزب الله وتنظيم داعش الإرهابي». ولم يتضح بعد ما إذا كان الاتفاق يتضمن متشددي «داعش» على الجانب السوري فقط من الحدود أم على الجانب اللبناني كذلك. ومن شأن أي تنسيق بين الجيش اللبناني من جهة، و«حزب الله» والجيش السوري من جهة أخرى، أن يثير حساسيات سياسية في لبنان وقد يهدد المساعدات العسكرية الكبيرة التي تقدمها الولايات المتحدة لبيروت. وقال الجيش اللبناني إنه «لا ينسق هجماته مع حزب الله أو الجيش السوري». وأشاد ديبلوماسي غربي بأداء الجيش اللبناني في معركة الحدود «في عملية خطرة ومعقدة» قال الديبلوماسي إنه «لم يكن من الممكن تصورها ببساطة قبل عقد»، مضيفاً «لا نرى أي أدلة لتعاون حقيقي بين الجيش وحزب الله». وقال مصدر مطلع على المحادثات إنه كان هناك اتصال ما بين الجيش اللبناني و«حزب الله» قبل الإعلان المتزامن لوقف إطلاق النار اليوم. واعتقل الجيش اللبناني أمس شخصاً يشتبه بانتمائه لتنظيم «داعش» متهم بالتخطيط لشن هجمات ضد قواته. وقال البيان العسكري إن الرجل أرسلته عناصر نشطة من «داعش» في سورية لاغتيال ضابط كبير في الجيش وإنه كان يراقب منزل الضابط. وتابع البيان أن المشتبه به «عمل على تأمين الأسلحة والمتفجرات اللازمة لتنفيذ هذه العملية، بالإضافة إلى هجمات ضد الجيش في قرى في شمال البلاد». وقال مصدر أمني إن السلطات اعتقلت المشتبه به، وهو لبناني في قرية وادي خالد في شمال البلاد على الحدود مع سورية. ومنذ الأسبوع الماضي يشن الجيش اللبناني هجوما من جانبه من الحدود ضد جيب «داعش» قرب بلدة رأس بعلبك في شمال شرقي البلاد.
مشاركة :