أزمة فائض الألبان تدفع المزارعين الألمان لإيقاف الإنتاج تشير البيانات إلى تراجع حاد في أعداد الأبقار في ألمانيا بسبب توقف الكثير من المزارعين عن إنتاج الألبان بسبب انخفاض أسعارها قياسا إلى تكاليف الإنتاج. وقد أدى ذلك لاقتياد 1.3 مليون بقرة حلوب إلى المجازر في العام الماضي.العرب [نُشر في 2017/08/28، العدد: 10736، ص(10)]احتجاجات على انخفاض أسعار الحليب إيسن (ألمانيا) – تحظى البقرة “إيريكا” البالغة من العمر 14 عاما، بشعبية واسعة في مدينة مونشنغلادباخ الألمانية، بعد أن تأسست جمعية خيرية باسم “رابطة إيريكا وأصدقاؤها” وهي قائدة القطيع الذي يضم 60 بقرة في المزرعة الواقعة قرب المدينة. وتقول سابرينا هوتس الناشطة في الرابطة في بلدة فيجبيرغ بشمال غرب ألمانيا إن الأبقار مثل البشر لكل منها شخصيتها المستقلة. وتطالب هوتس ونشطاء آخرون “بمنح الأبقار المزيد من الوقت والإبقاء عليها” بعد أن تم التخلي عن إنتاجها من الحليب لأسباب تتعلق بالتكلفة، وهو تحرك جاء في ذروة أزمة فائض الألبان في ألمانيا. وتفاقمت الأزمة منذ عام، عندما كان المزارعون يحصلون على 0.2 يورو مقابل لتر الحليب. ومنذ ذلك الحين ارتفعت الأسعار ثانية. غير أن عدد الأبقار في ألمانيا يواصل الانخفاض.1.3 مليون بقرة حلوب تم اقتيادها إلى المجازر في ألمانيا خلال العام الماضي بحسب بيانات رسمية وتظهر حسابات هيئة معلومات الأسواق الزراعية أن عدد الأبقار الحلوب في ألمانيا تراجع بنحو 58 ألف رأس عما كان عليه قبل عام. وبالنظر إلى العدد الإجمالي للأبقار الذي يبلغ 4.21 مليون بقرة، فإن ذلك يعني أن هناك انخفاضا بنسبة 1.4 بالمئة. ويحاول إيلمار هانين المزارع من بلدة كليفه في منطقة الراين السفلى الذي لديه 120 بقرة، أن يتحدى ما يعتبره سعرا منخفضا للغاية لألبانه. وحتى مع ارتفاع الأسعار إلى 0.33 ويورو للتر الحليب، مازال لا يغطي تكلفته. بالنسبة له يتعين أن يصبح سعر اللتر عند مستوى يصل إلى 0.42 يورو. ويقول هانين “في الوقت الحالي أعيش على مدخراتي”. ومما يساعد على دعم دخله وجود منفذ لبيع الألبان في مزرعته، حيث يمكن للزبائن الحصول على الحليب الطازج مباشرة مقابل أسعار تصل إلى يورو واحد للتر. في العام الماضي تم اقتياد نحو 1.3 مليون بقرة حلوب إلى المجازر في ألمانيا بزيادة نسبتها 5.5 بالمئة عن العام السابق. وقالت هيئة معلومات الأسواق الزراعية إن انخفاض أسعار الألبان هو السبب في ذلك. وفي ظل ظروف المزارعين الاقتصادية الصعبة، تخلى 3983 مزارعا عن الأبقار المنتجة للألبان منذ شهر مايو الماضي، لينخفض عدد مزارع الألبان في ألمانيا إلى 67319 مزرعة. والآن مع الارتفاع المحدود في السعر، انخفض عدد الأبقار التي اتجهت إلى المجازر هذا العام مرة أخرى.باربرا هندريكس: ينبغي التوجه للأعلاف الطبيعية بدل المستوردة من أجل خفض إنتاج الألبان ولا توجد إحصاءات دقيقة لعدد الأبقار التي أرسلت إلى المجازر بسبب توقف بعض المزارع عن إنتاج الألبان أو خفض المزارعين لعدد رؤوس الماشية لديهم. ويشير هانز فولديناور من اتحاد منتجي الألبان الألمان إلى أن كل عام يتم استبدال ما يتراوح بين 20 إلى 33 بالمئة من الأبقار الحلوب على أي حال. وأكد أنه “في الماضي، كان يسمح للأبقار بأن تتقدم في السن”. وبعد ثلاث سنوات من إنتاج الألبان، فإن ذلك يعنى اقتياد البقرة البالغة من العمر 5 سنوات إلى المجزرة. وعندما تتوقف مزرعة لإنتاج الألبان تماما عن العمل، تباع غالبية الحيوانات التي تتمتع بصحة طيبة إلى مزارع أخرى. وقال فولديناور “لقد قيل لنا مرارا أن نعرض منتجاتنا بأقل الأسعار الممكنة”. وتنتج الأبقار في ألمانيا هذه الأيام ألبانا أكثر مما كانت تنتجه منذ سنوات قليلة. ففي عام 2016، كانت البقرة المتوسطة تنتج 7746 كيلوغراما من الحليب. ويزيد هذا بنحو 661 كيلوغراما أي 9 بالمئة عما كان عليه الحال في عام 2010. في العام الماضي دعت وزيرة البيئة الألمانية باربرا هندريكس المزارعين إلى الابتعاد عن الأبقار ذات الإدرار العالي للألبان وعدم الاحتفاظ بحيواناتهم في حظائر كبرى وتغذيتها بفول الصويا المستورد المعدل بالهندسة الوراثية. وقالـت الـوزيـرة إنــه يتعـين على المــزارعـين أن يعودوا إلى الطريقة المنـاسبة لتـربية حيـواناتهـم بمـا فيهـا إطعـامهـا أعـلافا منتجـة محليا. وسيؤدي ذلك إلى خفض التكاليـف وإنتـاج كميـة أقـل من الألبان. وفي الوقت ذاته، فإن البقرة “إيريكا” المرقطة باللونين الأسود والبني لها مرعاها الخاص بها في مزرعة فيجبيرغ وتتم تغذيتها بعلف خاص. وتقول هوتس من “رابطة إيريكا وأصدقاؤها الخيرية” إن البقرة يمكن أن تعيش حتى يصبح عمرها 25 عاما، وهي تسعى للإبقاء على البقرة إيريكا وباقي قطيعها وإنقاذها من الذبح. وتسعى الرابطة إلى جمع تبرعات مالية لتغطية التكلفة التي تصل إلى 150 يورو شهريا لرعاية إيريكا. وعلى الرغم من العديد من الاستفسارات، إلا أنه حتى الأن لا توجد مشروعات أخرى تقلد مبادرتها. وعلى أي حال ففي مزرعتها لا يوجد مكان لأي أبقار أخرى.
مشاركة :