ألمانيا تتحرك لإنهاء الأزمة بين باريس وروما حول صراع النفوذ في ليبيا

  • 8/28/2017
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

مراقبون يعتبرون قيام إيطاليا بعملية تحريك بوارجها نحو ليبيا خطوة لقطع الطريق أمام استحواذ فرنسا على الملف الليبي ما يكشف صراع النفوذ الصامت بين البلدين.العرب  [نُشر في 2017/08/28، العدد: 10736، ص(4)]مشهد أغضب روما باريس- تنطلق الإثنين في العاصمة الفرنسية باريس أعمال قمة استثنائية أوروبية أفريقية حول التصدي للهجرة غير الشرعية، ويتوقع مراقبون أن تلعب فيها ألمانيا دور الوسيط بين فرنسا وإيطاليا بشأن صراع النفوذ في ليبيا. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا في وقت سابق إلى قمة رباعية أوروبية بباريس، لبحث قضية تدفق الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، وكذلك العلاقات مع أفريقيا، بحضور رئيسي تشاد والنيجر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق. وأخرج اللقاء الذي جمع فايز السراج والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر نهاية يوليو الماضي في باريس، صراع النفوذ الصامت بين فرنسا وإيطاليا في ليبيا. واعتبرت إيطاليا اللقاء الذي توج باتفاق بين الرجلين يقضي بوقف إطلاق النار وإجراء انتخابات عامة السنة المقبلة، بمثابة سعي فرنسي إلى استفراد بالملف الليبي. وعقب أيام من اللقاء حركت روما بوارجها نحو ليبيا وقالت إن العملية محدودة وتهدف إلى مساعدة خفر السواحل الليبي على الحد من تدفق المهاجرين، لكن مراقبين اعتبروا الخطوة قطعا للطريق أمام استحواذ فرنسا على الملف الليبي. وعارضت عدة دول من بينها روسيا الوساطة الفرنسية لحل الأزمة الليبية وهو ما عكسته تصريحات وزير خارجيتها سيرغي لافروف الذي أكد عقب لقاء حفتر أن الأزمة يجب أن يتم حلها تحت مظلة الأمم المتحدة. وقال حفتر في تصريح إعلامي على هامش الزيارة “يبدو أن لقاء فرنسا أزعج الإيطاليين، لكننا ماضون قدما”. إلا أن مراقبين رأو أن حفتر تراجع عن اتفاق باريس بضغط روسي وهو ما عكسته تصريحاته “المغازلة” لروما. وقال حفتر، الذي أمر قواته بالتصدي للبوارج الإيطالية، إن أطرافا إيطالية اتصلت بهم وأوضحت لهم أن العملية تهدف إلى مساعدة خفر السواحل الليبي وليس لها أي هدف عسكري، لافتا إلى أن الأزمة بينه وبين إيطاليا انتهت. وأضاف قائلا “نحن لا نضرب ضيوفنا”. وتدعم روما بقوة حكومة الوفاق، ولديها قوات في مدينة مصراتة تقول إنها تحرس مستشفى ميدانيا أعدته لعلاج جرحى عملية “البنيان المرصوص”، لكنها لم تغادر المدينة رغم تحرير سرت من تنظيم داعش منذ ديسمبر الماضي. في المقابل، تساند فرنسا منذ سنة 2014 قوات الجيش الليبي في حربه على الجماعات الإرهابية.إيطاليا تسعى من خلال ورقة الهجرة إلى كسب نفوذ أكبر في إقليم فزان، وهو ما تعتبره فرنسا منافسة لوجودها التقليدي في منطقة الساحل المطلة على الجنوب الليبي وقالت تقارير إعلامية إن ألمانيا تعمل من خلال المراهنة بقدراتها اللوجستية والمالية الضخمة، على لعب دور الوسيط بين البلدين اللذين تعد الخلافات عميقة بينهما خاصة في ما يتعلق بملف الهجرة. ووعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عشية القمة الأوروبية الأفريقية، ليبيا بالمزيد من الدعم لوقف تدفق اللاجئين، كما دعت المستشارة إلى التحقيق في الإدعاءات بشأن عرقلة خفر السواحل الليبية لعميات الإنقاذ في المتوسط، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت ميركل إنه يجب دعم ليبيا حتى تتمكن من حماية سواحلها، كما دعت إلى تقديم المهرّبين المسؤولين عن وفاة الكثير من اللاجئين للعدالة. وأكدت المستشارة على ضرورة احترام خفر السواحل الليبية للقوانين الدولية ذات الصلة، سواء في ما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين أو مع المنظمات غير الحكومية. وتحوّلت ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، إلى مركز جذب للآلاف من الراغبين في الهجرة من بلدانهم نحو أوروبا، وخاصة المنحدرين من الدول الأفريقية الفقيرة. ويبدأ خط تهريب المهاجرين الأفارقة من حدود ليبيا الجنوبية المشتركة مع النيجر والتشاد، حيث يتم تجميع المهاجرين على الحدود ليقع إرسالهم باتجاه مدينة سبها وضواحيها، ثم تنطلق الرحلة من سبها نحو سرت عن طريق الجفرة ومنها إلى المنطقة الغربية وتحديدا إلى المدن الساحلية. ونجحت حكومة الوفاق عقب اتفاق وقّعته مع إيطاليا من تقليص معدلات الهجرة نحو أوروبا. وقال تقرير نشرته وكالة “رويترز” للأنباء، الأسبوع الماضي، إن أعداد من وصلوا من شمال أفريقيا إلى إيطاليا، وهي طريق الهجرة الرئيسية إلى أوروبا هذا العام، هبطت بأكثر من 50 في المئة عن أعدادهم في العام السابق. ويتم توطين المهاجرين الذين يتم إرجاعهم من البحر إلى ليبيا، وهو ما بات يشكل عبئا على السلطات الليبية. ومن المقرر أن تطلع إيطاليا قمة باريس على نتائج اتصالات وزير الداخلية ماركو مينيتي، الجمعة الماضي، مع ممثلي 14 من بلديات الجنوب الليبي، وعن تفاصيل الخطة الإيطالية للعب دور أكبر في منطقة فزان. وأعلنت وزارة الداخلية الإيطالية، السبت، التوصل لاتفاق مع 14 بلدية ليبية على التنمية لتكون بديلة عن الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، واعتبار من يعمل في هذا المجال “عدوًا”. وتسعى إيطاليا من خلال ورقة الهجرة إلى كسب نفوذ أكبر في إقليم فزان، وهو ما تعتبره فرنسا منافسة لوجودها التقليدي في منطقة الساحل المطلة على الجنوب الليبي. وكان عميد بلدية سبها حامد الخيالي اتهم القاعدة العسكرية الفرنسية الموجودة في النيجر وتحديدا بمنطقة مدامة المتاخمة للحدود الليبية بعقد شراكة مع شبكة تهريب مهاجرين لا تقتصر على أفريقيا فقط وإنما في دول آسيا أيضاً، موضحاً أن المهاجرين باتوا يعبرون إلى ليبيا عبر النيجر وغيرها. وقال في تصريحات صحافية في شهر أبريل الماضي إن قوافل الهجرة غير القانونية تعبر من أمام القاعدة المجهزة بجميع الإمكانات دون أن تقوم بردعها وإرجاع المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية. وأوضح أن هناك دوراً تلعبه القاعدة الفرنسية في مساعدة المهاجرين على الدخول إلى الأراضي الليبية خاصة أن منطقة مدامة تبعد حوالي 70 كيلو مترا عن أول نقطة حدودية ليبية.

مشاركة :