حُكم في العام 2015 على الممرض الألماني نيلز هوغل بالسجن المؤبد لإدانته بقتل مريضين، لكن السلطات تحقق معه اليوم مشتبهة بأن عدد ضحاياه يراوح بين 90 و180، في قضية لم تشهد لها ألمانيا مثيلاً من قبل. وقالت آرن شميدت رئيسة لجنة التحقيق «بعد تحليل 134 جثة مدفونة، وجمع مئات الشهادات، يمكننا أن نقطع بوقوع تسعين جريمة على الأقل، وهناك عدد مماثل يجري التثبت منه». وأضافت «إنه رقم فريد في تاريخ الجمهورية الاتحادية» الألمانية. وقالت دانييلا بوليمان المدعية العامة في المدينة إن الممرض «لا يذكر كل الحالات، لكنه في أكثر من ثلاثين حالة يذكر المرضى وكيف تصرّف» لقتلهم. وأوضح يوهان كوم قائد الشرطة في أولدنبرغ شمال ألمانيا للصحافيين «ما توصّلنا إليه مريع، ويتجاوز كل ما كنا نتخيله». وعمد الممرض نيلز هوغل إلى الإجهاز على ضحاياه بجرعات كبيرة حين كانوا في غرفة الإنعاش. ويشكّ المحققون في أن يتمكنوا من تحديد عدد ضحاياه بدقّة. ولم يكن للممرض تفضيل لعمر الضحايا الذين يختارهم أو جنسهم، بل كان يختار الذي كانوا في أكثر الأوضاع حرجاً. وقال توماس ساندر المحقق في أودنبرغ «لا أحد يعرف كم هو عدد الجرائم التي ستكتشف بعد». تكشّفت خيوط هذه القضية في العام 2005، حين فاجأته زميلة له وهو يحقن مريضا بعقار لم يصفه له الأطباء. وحكم عليه في العام 2008 بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بتهمة الشروع في القتل. وأثناء مكوثه وراء القضبان، صار الممرض يقرّ لمعالجيه النفسيين في السجن عن جرائمه، متحدثا عن خمسين من المرضى أودى بحياتهم، الأمر الذي جعل السلطات تعيد فتح التحقيق.
مشاركة :