ربما لا يتمتع تطبيق "صراحة"، بالخصوصية التي يبدو عليها؛ إذ تبيَّن أنَّ التطبيق يُحمِّل جهات الاتصال الخاصة بمستخدميه على خوادم الشركة، لسببٍ غير وجيه على ما يبدو. و"صراحة"، هو موقع يتيح لمستخدميه فرصة البوح والتعبير عن مشاعرهم، أو تقديم ملاحظات أو حتى انتقادات لأشخاص آخرين دون الكشف عن هويتهم، إلا أن السلوك الأخير للموقع الذي كشفه المحلل الأمني زاكاري جوليان، يضع علامات استفهام. وقال مبتكر التطبيق زين العابدين توفيق إنَّ "قوائم جهات الاتصال تُحَمَّل على خوادم الشركة من أجل ميزة "البحث عن أصدقائك" المُخطَّط لها مسبقاً، والتي تأخر طرحها بسبب مشكلةٍ تقنية"، بحسب تقرير لموقع . وبعد أن أشار موقع ذا إنترسبت إلى هذا الإجراء، غرَّد زين العابدين قائلاً: "سيُحذف طلب الحصول على البيانات في التحديث القادم للتطبيق"، مؤكداً أنَّ خوادم موقع "صراحة" لا تحتفظ بجهات اتصال أيٍ من المستخدمين حالياً. ولا يُخفي التطبيق اهتمامه بالحصول على جهات الاتصال الخاصة بك كلياً؛ ففي نسختيه على نظامي التشغيل "أندرويد" و"آي أو إس"، يطلب تطبيق "صراحة" إذناً للوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بكل مستخدم، وحتى لو رفضتَ ذلك يمكنك الاستمرار في استخدام التطبيق. ولكن، ربما يتوقع المستخدمون الذين يوافقون على وصول التطبيق إلى قائمة جهات الاتصال الخاصة بهم أنَّ ذلك يضيف نوعاً من الوظائف للتطبيق، ولكنَّه لا يضيف أي شيء حتى الآن.لا وجود لقائمة الأصدقاء لا توجد قائمة أصدقاء داخل التطبيق، وعندما تكون هناك ميزة للبحث لن يمكنك البحث عن أشخاص باستخدام رقم الهاتف. ولا يوجد قسم خاص يُظهر لك أياً من جهات الاتصال الخاصة بك تستخدم التطبيق بالفعل كما في موقع إنستغرام. اكتشف جوليان هذا الإجراء باستخدام برنامج مراقبة؛ لرؤية أي البيانات كان موقع "صراحة" يرسلها ويستقبلها على هاتفه الذي يعمل بنظام أندرويد. ومن بين هذه البيانات، كانت جهات الاتصال الخاصة ببريده الإلكتروني وهاتفه، والشيء نفسه يحدث في نظام تشغيل iOS أيضاً، حسبما أكد جوليان لاحقاً. ولا يعد تحميل قوائم جهات الاتصال إجراءً غير شائع لهذه الدرجة، ويُستخدم عادةً بطرقٍ مفيدة بشكلٍ شرعي، ولكنَّه يُعد شيئاً يجب ألا تفعله التطبيقات حقاً إلا إذا كان المستخدمون يستفيدون منه بطريقةٍ ما. وفي كلتا الحالتين، يصبح الناس منزعجين للغاية عندما تُستخدم بياناتهم الشخصية دون علمهم. وفي وقتٍ مبكر من العام الجاري، أبدى مستخدمو تطبيق Unroll.me (وهو تطبيق لتنظيم رسائل البريد الوارد) ضيقهم عندما ذُكر أنَّ الشركة باعت بياناتهم لشركة أوبر. وفي حين أن هذا النوع من الأنشطة يكون موضحاً، عادةً، في بنود خدمة أي تطبيق، فإنَّ ذلك لا يعني أن معظم المستخدمين سيكونون على علمٍ به. ويحاول مبتكر تطبيق "صراحة" أن يجعل الأمر يبدو كأنَّ الشركة لا تفعل أي شيء بالبيانات التي تجمعها، ولكن في جميع الحالات، ليس هناك داعٍ لإرسال المعلومات إلى خوادم الشركة عندما لا توجد حاجة لذلك. جدير بالذكر أن موقع "صراحة" قد انتشر على الشبكات الاجتماعية مطلع هذا العام، وما زال الكثيرون يستخدمونه رغم توقع البعض فشله بعد فترة قصيرة. ولقيت الفكرة استحسان الكثير من المستخدمين، رغم أنها ليست جديدة، بحيث كان موقع "ask" يوفرها من قبل. وقد ارتفعت نسبة مستعملي الموقع في وقت وجيز. ويرى البعض أنه يُقدم فرصة للبوح والمصارحة في مجتمع تعقدت فيه العلاقات بين الأفراد، وصار التعبير عن الحقيقة صعباً، خصوصاً مع اختلاط الحقيقة بالإثارة على الشبكات الاجتماعية.
مشاركة :