في الحلقة السابقة تأثرت أمينة رزق بوفاة والدها في حادث سير، وانتقلت مع أسرتها للإقامة في القاهرة، وهناك تسللت إلى مسارح «روض الفرج»، لمتابعة بروفات الممثلين، وبدأت مع خالتها الصغيرة تقليد ما شاهدته أمام المرآة، وفي السطور التالية، نسلط الضوء على فصل جديد من فصول حياة راهبة الفن. ظلت أمينة تذهب إلى المدرسة، ومن حين لآخر ترتاد مع خالتها المسارح خلال فترة البروفات، لتشاهدا الممثلين والممثلات وتقلداهم، ومرت الأسابيع حتى بداية شتاء 1920، حيث توقفت المسارح الصيفية، وانتقلت الفرق إلى شارع "عماد الدين" وسط العاصمة، لتقديم عروضها الجديدة، ما جعل أمينة وخالتها تتوجهان إلى هذه المسارح لمشاهدة البروفات الجديدة. في القاهرة لم تكن أسرة أمينة مختلطة بالجيران، ما دفع أمينة إلى مصارحة والدتها بأنها ترغب في الذهاب إلى المسرح لمشاهدة العروض التي تقدمها الفرق المختلفة، بشكل كامل وليس مجرد اختلاس ساعة أو اثنتين من الكواليس. • يا نينا أنا نفسي نروح نتفرج على المسرح. - ليه يا أمينة ما انت شفتيه قبل كده؟ • بس بيقولوا في مسرحيات كثيرة حلوة، وإحنا مش بنخرج خالص إلا للمدرسة. • خلاص يا أمينة هنروح مرة في الشهر. حصلت أمينة على وعد من والدتها بحضور مسرحية شهرياً، وهو انتصار معنوي كبير بالنسبة لها، ليس فقط لكونها ستشاهد المسرحيات كاملة مجددا، بل لأنها ستجلس في مقاعد المتفرجين وتتفاعل معهم دون قيد الصمت المفروض عليها عندما تتسلل للبروفات. وكررت الأسرة ذهابها إلى المسرح مرة شهريا، وأحيانا كانت والدة أمينة تصطحبها مرتين كمكافأة لها على تفوقها الدراسي، وهو ما لم يؤثر على ترددها على كواليس المسارح لمشاهدة مقاطع منها، فكانت تختار المسرحيات الأفضل بناء على ما تشاهده في البروفات، ليزداد تعلقها بالمسرح. ذات مرة كانت أمينة وخالتها تراقبان فرقة شهيرة حتى فوجئتا بالمسؤول عن الفرقة يبحث عن فتاتين غابتا عن الفرقة، فتشجعت خالة أمينة، وأمسكت يدها وصعدت إلى المسرح. • يا أستاذ. - أيوه يا شاطرة. • إحنا حافظين دورهم وممكن نعمله. - انتم مين؟ - انا وبنت أختي، إحنا شفنا بروفات اليومين اللي فاتوا وحفظنا الدور وممكن نعمله. • طيب وروني كده. تعاقد للتمثيل قدمت أمينة وخالتها الدور على أكمل وجه، ما أثار دهشة مسؤول العرض، فطلب منهما أن تعودا في المساء برفقة أقاربهما لإمضاء تعاقد التمثيل على المسرح، الذي يضمن إلزامهما بالحضور يوميا في المواعيد المحددة للبروفة والعرض في المساء، فطارت الفتاتان فرحا، وعادتا للمنزل لإبلاغ الأسرة بالعرض الجديد. وأثناء تناول الغداء تحدثت أمينة مع والدتها بخصوص هذا الأمر. - نينا أنا وأمينة عاوزين نمثل. • الأم (منفعلة): ايه اللي أنت بتقوليه ده إزاي تفكري كده؟ - إحنا مسؤول العرض شافنا ومعجب بتمثيلنا قوي وعاوزك تمضي العقد. • إزاي ده حصل؟ وشافكم فين؟ سردت أمينة وخالتها للأسرة تفاصيل ما حدث وترددهما على المسارح لحضور البروفات، ما جعل الجدة تضرب أمينة وخالتها للمرة الأولى علقة ساخنة، وأجبرتهما على عدم مغادرة المنزل، لتقوم والدة أمينة بشراء مستلزمات المنزل، وترافقها في الذهاب يوميا والعودة من المدرسة، وتتوقف الفتاتان عن التمثيل حتى في المنزل، وتتوقف الأسرة عن عادتها في ارتياد المسرح شهريا، وشعرت أمينة أنها خسرت أولى محاولاتها في التمثيل، فلم تذهب للمسرح مجددا، ولم تعرف شيئا عن مصير دور الفتاتين في العرض الذي تمنت أن تكون شريكة فيه. عاشت أمينة حياة حزينة في المنزل، ولم تستطع الحديث مع والدتها التي كانت توقف أي محاولة منها للذهاب إلى المسرح مجددا، لكنها ظلت تتمسك بالأمل الذي لم تكن تراه قريبا في ظل الظروف التي عاشتها بعد انتقالها إلى القاهرة. رحلة مدرسية في تلك الفترة كان أمينة على موعد مع إعلان في مدرستها لزيارة الإسكندرية، وهي رحلة طالما حلمت بها... كان رسم الاشتراك زهيدا، ويمكن اصطحاب مرافق من خارج المدرسة، فذهبت أمينة إلى المنزل مسرعة وهي تحلم باليوم الذي تركب فيه القطار مجددا للذهاب إلى الإسكندرية ونزول البحر. دخلت المنزل والحماس يملأها، كانت تفكر في أن تكون خالتها رفيقتها في الرحلة، فطالما شاركتها حلم النزول إلى البحر، لكن ما إن دخلت من باب المنزل حتى تذكرت العقبات التي يمكن أن تمنعها من رحلة العمر، فوالدتها التي ترفض خروجها بمفردها بعد المدرسة ربما ترفض الرحلة. • نينا في رحلة للمدرسة عاوزة أروحها هي يوم واحد بس. • فين يا أمينة؟ • إسكندرية. - ما عندناش بنات تسافر وحدها. • دي يوم واحد وممكن خالتي أمينة تيجي معايا. - لا يا أمينة السفر مرفوض. • بس أنا بابا كان واعدني برحلة قبل كده أشوف فيها البحر وأنزله. صمتت الأم لحظات وظهرت الدموع في عينيها، بينما انهمرت طفلتها في البكاء، فردت الأم قائلة: هي الرحلة بكام؟ • مسحت الطفلة دموعها وردت: "3 صاغ بس وهانروح بالقطار كمان". دخلت الأم غرفتها وفتحت كيس نقودها وخرجت لابنتها قائلة: "خدي 10 صاغ علشان تدفعي ليكي ولخالتك، والباقي خليه معاكم في الرحلة يمكن تشتروا حاجة من هناك". طارت أمينة فرحا، ودخلت لتبلغ خالتها بالرحلة وبدأتا معا في اختيار الملابس التي يمكن أن تنزلا بها البحر، فلم يكن لديهما أي ملابس مناسبة، ما دفع الأم إلى وعدهما بشراء ملابس مناسبة لنزول البحر مع زميلات أمينة في الرحلة. وسددت أمينة قيمة الرحلة وسافرت مع خالتها، وهناك قضت مع زميلاتها في المدرسة يوما على الشاطئ لا ينسى، وعدن بعد العصر في القطار، حيث ظلت الفتيات تلعبن داخله متنقلات من عربة إلى أخرى، ومستكملات أجواء الرحلة القصيرة. لقاء القطار تعثرت قدم أمينة، وهي تسير في العربة برفقة خالتها، فوجدت رجلا في العقد الرابع من عمره، اطمأن أولا على الجرح الذي تسبب فيه انطراحها أرضاً، ثم دار حديث بينهم تعرف فيه على الفتاتين وإقامتهما مع والدتهما في "روض الفرج"، وعرفهما بنفسه: "أحمد عسكر سكرتير فرقة رمسيس"، وما إن سمعت الصغيرتان اسمه حتى سردا له عشقهما للتمثيل، وغرامهما بالمسرح، وزيارتهما السابقة لكواليس الفرق، وحدثته أمينة عن جارهم محمد الذي يعمل معهم في الفرقة ملقنا، وأبديتا رغبة في الالتحاق بالفرقة التي كانت الأكثر شهرة نظرا لالتزمها بالمواعيد، ولكونها تقدم عروضا هادفة يقوم ببطولتها يوسف وهبي وفاطمة اليوسف. وكان يوسف وهبي عاد قبل سنوات قليلة من إيطاليا، وباع ميراث والده ليؤسس الفرقة وينفق عليها كل ما يملك، بينما اشتهر بحزمه ودقته في المواعيد، فالستارة على مسرحه كانت ترفع في التاسعة والنصف مساء، على عكس باقي المسارح التي كانت تتأخر كثيرا أو تقدم موعد رفع الستار، وهو ما ساعد في خلق صورة ذهنية إيجابية عن الفرقة لدى المتهمين بالفن، فتأثر بطلها ومؤسسها بالمسرح الأوروبي كان سببا في تحقيقها نجاحا كبيرا. لم يتمكن سكرتير الفرقة من وعدهما بتحقيق أمنيتهما في التمثيل، خاصة بعدما علم بمعارضة أهلهما، لكنه رحب بزيارتهما لمسرح الأزبكية، حيث كانت الفرقة تجهز عرضا جديدا، لكي يقدمهما ليوسف وهبي، واختبار موهبتهما في التمثيل، وهو الاقتراح الذي جاء بعد إصرار أمينة وخالتها على التمثيل أمامه، حيث أبدى إعجابه بالمقطع الذي قدمتاه أمامه، وأكد أنه سينتظرهما في اليوم التالي. فكرت أمينة وخالتها في كيفية تحقيق حلم الوقوف على المسرح، ففرصة الوقوف أمام يوسف وهبي لأداء اختبارات التمثيل ليست سهلة، ووعد سكرتير الفرقة أحمد عسكر مشروط بموافقة الأهل، لكن أمينة قررت التغلب على هذه الأزمة واللجوء إلى جارهم محمد، حيث استغلت زيارته العائلية يوم الخميس، وأخبرته بأنها ترغب في الذهاب للمسرح معه، وعليه أن يقترح الأمر على والدتها حتى لا تشعر بأن هذا الطلب رغبة أمينة، وأن تصطحب خالتها معها حتى لا تكونا بمفرديهما. وافق محمد على طلب أمينة، لكن والدتها أبدت اعتراضا لم ينته إلا بتدخل والدته التي طلبت من أم أمينة أن تترك الفتاتين تشاهدان المسرح للخروج من المنزل، خاصة أن الجمعة عطلة من المدرسة فوافقت الأم على مضض، فهي لم تخبر أحدا بحديث شقيقتها وابنتها عن رغبتهما في التمثيل، وأن هذا الأمر هو السبب الحقيقي وراء التمسك بالرفض الذي انتهى بتعهد من محمد بإعادتهما إلى المنزل مع انتهاء المسرح مباشرة. خرجت أمينة من المنزل مع خالتها، وبينما ظل محمد طوال الطريق يحكي لهما عن يومياته في المسرحية وأهمية مكانته، كانت هي لا تفكر سوى في تصفيق الجمهور لها... شردت بذهنها وهي تسير لا ترى أمامها السيارات والحناطير وتقاطعات الطريق، وشعرت بأنها تسير في طريق المجد وليس شوارع المحروسة لتذهب إلى المسرح. مقابلة يوسف وهبي دخلت أمينة رزق وخالتها أمينة محمد الكواليس برفقة جارهما الشاب، استأذنهما للذهاب لتجهيز عمله، بينما بدأت الفتاتان في السؤال عن سكرتير الفرقة أحمد عسكر الذي اصطحبهما لغرفة يوسف وهبي، حيث كان يتبقى على رفع الستار أكثر من ساعة، حيث اعتاد أن يصل المسرح قبل ساعتين تقريبا من رفع الستار، إلى جانب تواجده الصباحي في البروفات، فكان دائما يتفاخر بأن مسرحه الوحيد بين مسارح المحروسة الذي يضبط رواده ساعتهم على موعد رفع ستارته. قدم أحمد أفندي الفتاتين ليوسف وهبي، بعدما استأذنه في دخولهما لكي يتعرف عليهما، وطلب وهبي منهما تقديم مشهد تمثيلي، فقالت أمينة رزق وصوتها لا يكاد يخرج: "أنا شفت رواية قبل كده وممكن أعمل دور البطلة"، فرد يوسف وهبي ضاحكاً: "بطلة مرة واحدة وريني شطارتك". وقفت أمينة تمثل وشاركتها خالتها التي تلعثمت أكثر من مرة، بسبب عدم حفظها النص ومحاولة الارتجال، على العكس من أمينة رزق التي قدمت أداء مثاليا، ونالت الفتاتان رضا يوسف وهبي الذي طلب من عسكر إعداد عقود لهما براتب شهري، شرط موافقة عائلتهما على توقيع التعاقد. خرجت أمينة رزق من غرفة يوسف وهبي، وذهبت إلى محمد الذي حجز لهما مقعدين في أحد جوانب المسرح، وسردتا له تفاصيل لقائهما مع يوسف وهبي، وطلبتا منه عدم إخبار عائلتهما بما حدث لانتظارهما وقتا مناسبا لاقناعهم بالفكرة، وهو ما وافق عليه محمد ووعد أمينة رزق، التي كان يحبها، بأن يظل هذا الأمر سرا بينهم، فكان يجد في حفظ سر الفتاتين تقربا من محبوبته التي لم تكن تعيره اهتماما، بسبب عدم تفكيرها في الارتباط، فرغبتها في العمل المسرحي سيطرت على طموح المراهقة الشابة التي وجدت في فرقة رمسيس إشباعا لطموحها، ومحاولة لتحقيق حلم اعتقدت طويلا أنه صعب المنال. شاهدت أمينة رزق العرض المسرحي الجديد من داخل المسرح، وكانت في غاية السعادة، بعدما اقتربت من تحقيق حلمها، ومرت سنواتها الماضية في التمثيل بالمنزل وذكريات المرة التي ذهبت فيها إلى المسرح في طنطا مع والدها كشريط سريع أمام عينيها، وخلال طريق العودة مع خالتها كانت تفكر في كيفية إقناع والدتها وجدتها بالعدول عن موقفهما الرافض للتمثيل، وكيف تتجنب هي وخالتها علقة ساخنة جديدة إذا تحدثتا في هذا الأمر مجددا، وقد تصل العقوبة وقتها إلى حد الحرمان من الذهاب إلى المسرح، وربما عدم الخروج من المنزل حتى الزواج، فكانت الفتاتان قريبتين من سن الزواج الشائع في تلك الفترة، فوالدة أمينة رزق نفسها تزوجت، وهي لم تكمل 13 عاماً. • أمينة رزق: هنعمل إيه في نينا يا أمينة؟ خالتها: مش عارفة بس إحنا ممكن نروح من وراهم؟ أمينة رزق: إزاي؟ خالتها: مش عارفة بس لازم يكون في حل. أمينة رزق: هاقول لنينا على الغداء بكرة. خالتها: أكيد مش هاتوافق، لأ إحنا لازم نفرض عليهم الموضوع، لو قلنا زي المرة اللي فاتت ممكن يحبسونا في البيت. أمينة رزق: إزاي طيب نحل المشكلة دي؟ خالتها: أستاذ يوسف عاوز موافقة أهلنا، إحنا لو خدنا ختم نينه واتمضى العقد مش هيعملوا حاجة. أمينة رزق: لكن...! خالتها: مافيش وقت للتردد يا أمينة لازم الفرصة ماتروحش منا زي المرة اللي فاتت. أمينة رزق: وهانعمل ده إزاي، أكيد يوسف بيه مش هيوافق إن إحنا اللي نمضي بالختم. خالتها: إحنا هانقول محمد هو اللي يختم العقد كأنه جاي مكان نينا علشان هي مش هتقدر تيجي، وهو هايوافق مش هايعترض هو بيحبك ومش هايرفضلك طلب. أمينة رزق: لكن أنا مش باحبه وانت عارفه إني مش بافكر في الزواج دلوقت. خالتها: مقولتلكيش حبيه يا أمينة هو بيحب يحكي حكايات الفشر بتاعته عن مكانته في المسرح اسمعيها وخلاص وأي طلب منك هايوافق عليه. أمينة رزق: طيب لو قال لنينا هنعمل إيه. خالتها: مش هايقولها وبعدين هي هتضربنا أول ما تعرف لكن الشرط الجزائي اللي في العقد هيخليها توافق في الآخر ماعندناش حل تاني بكرة نعدي على محمد ونقوله وأنا هكون جبت الختم. كواليس مسرح رمسيس في منزل أمينة خلال الفترة التي انقطعت فيها أمينة رزق وخالتها عن التردد على المسارح بسبب عقاب أسرتها، ذهبت مرة واحدة إلى المسرح بدعوة من محمد جارهم الشاب العشريني الذي يعمل ملقنا في مسرح رمسيس، فمحمد جارهم في نفس العقار الذي يقيمون فيه، وكانت زيارته لهم تتكرر مع والدته بحكم الجيرة، حيث وجه لهم دعوة لحضور العرض برفقة والدته ولم تستطع العائلة رفضها. رغم ملامح الحب التي كان يبديها محمد لأمينة رزق التي لم تكن أتمت عامها الثالث عشر إلا أنها كانت تحب الاستماع إلى حكاياته وتجلس معه فترات طويلة، ليس لإعجابها به وإدراكها مشاعر الحب التي يحملها لها، لكنها كانت ترغب في التواجد في مسرح يوسف وهبي الذي كان يعتبر أشهر مسرح في بداية العشرينيات. كانت حكايات محمد لا تتوقف عن الممثلات وما يحدث بينهن في الكواليس، إضافة إلى دوره المهم في المسرح، فعمله بالتلقين ساعده على أن يكون قريبا منهن جميعا، بينما كانت تكتم ضحكاتها عند مبالغته في الحديث عن نفسه وعن علاقته بهن وقدرته على السيطرة على خلافاتهن وتأكيدهن عليه بضرورة ألا يورطهن في أي خطأ. جلسات أمينة ومحمد التي كانت تحضر خالتها جزءا كبيرا منها كانت محاولة منها لتعويض عدم تمكنها من الذهاب إلى المسرح وحضور البروفات التي اعتادت التسلل لها، كانت ترى نفسها في أحاديثه كممثلة تنتظر الملقن أن يقول لها النص، فرغم قدرتها على حفظ النصوص التي كانت تسمعها سريعا فإنها تشعر بأهمية دوره لأن وجود الجمهور قد يربكها، وهمساتهم قد تجعلها تنسى بعض ما يفترض أن تقوله في الحوار.
مشاركة :