يعود الفنان المصري محمد رياض إلى المسرح بعد غياب نحو ثلاث سنوات بمسرحيته الجديدة «الحفلة التنكرية» المقرر عرضها قريباً. في دردشته مع «الجريدة» يتحدث رياض عن المسرحية، وتجربته الدرامية الآخيرة في مسلسل «كفر دلهاب»، الذي عرض خلال رمضان الماضي. ما سبب حماستك للعودة إلى المسرح من خلال «الحفلة التنكرية»؟ «الحفلة التنكرية» عمل مميز يمزج بين الغناء والكوميديا والاستعراض والسياسة، وهي مأخوذة من رواية مهمة في الأدب العالمي كتبها الروائي الشهير مورافيا، وهي إحدى الروايات التي درسناها في المعهد وجذبتني أحداثها. تحمست لتقديمها الآن لأنني أعشق الوقوف على خشبة المسرح عموماً، ومسرح الدولة خصوصاً، لأنه أبو الفنون ويمتاز بطبيعة خاصة تجعلني متشوقاً دائماً إليه. كذلك أشعر مع كل عمل مسرحي بأنني أعود إلى بيتي، لا سيما أن دراستي في معهد الفنون المسرحية زادت من عشقي للمسرح. المسرحية مأخوذة من الأدب العالمي، ألم يجعلك ذلك تشعر بالقلق؟ أبحث عن نصوص جيدة تضيف إليّ مسيرتي، وهو ما وجدته في هذه المسرحية، فهي تمسّ الواقع، لذا لم أتردد لحظة بالموافقة عندما اتصل بي المخرج هشام جمعة وأخبرني بترشيحي، وبدأنا جلسات العمل التحضيرية، وأهم معيار بالنسبة إلي القصة، فضلاً عن المعالجة. لكن تأجّل عرض المسرحية أكثر من مرة؟ التأجيل مرتبط بتداخل مواعيد العرض مع عروض آخرى على المسرح نفسه، لكن نقوم راهناً بالتمرينات تمهيداً للعرض خلال النصف الثاني من الشهر الجاري. هل تشعر بأن عروض مسرح الدولة في مصر مظلومة؟ ينجح العمل الجيد سواء على مسرح الدولة أو على مسرح خاص، والحقيقة أن الظروف توافرت لنا لتقديم عرض مسرحي جيد بالإمكانات التي طلبناها. لماذا لا تفكر في الإطلالة من خلال المسارح الخاصة؟ أتمنى عودة المسرح الخاص الذي يقدم أعمالاً مميزة بميزانيات جيدة، وفي رأيي مسرح الدولة هو المكان الوحيد الذي يقدم عروضاً مسرحية طوال العام. حدثنا عن تفاصيل دورك في المسرحية. أجسد شخصية حاكم يسعى إلى أن يكون قدوة لأبناء مدينته، وينجح في ذلك لكن الفتاة المتحررة التي يحبها تغير حياته بسبب نظرتها الدونية إلى أبناء الطبقات الأقل دخلاً، ونشاهد كيف يتصرف في هذه الحالة. دراما قدّمت في رمضان مسلسل «كفر دلهاب»، كيف وجدت التجربة؟ المسلسل تجربة مختلفة على المستويات كافة. لا أنكر أنني في البداية شعرت بقلق من الفكرة وطريقة تناولها، خصوصاً أنها المرة الأولى التي أقدِّم فيها عملاً فنياً يتضمن أحداثاً مرتبطة بالسحر. بذلت جهداً خلال التصوير، وسعيد برد الفعل الكبير الذي حققه المسلسل رغم عرضه في موسم درامي صعب ووسط منافسة شديدة. ما هو أصعب مشهد بالنسبة إليك؟ التجربة صعبة للغاية واستغرقت وقتاً طويلاً، لكن أكثر المشاهد التي أجهدتني نفسياً مشهد خروج الجن من ابنتي التي قدّمت دورها سهر الصايغ، لأنه ارتبط بالمشاعر بشكل كبير. تردد أن ثمة مقترحات بتقديم جزء ثان من العمل. هذا الأمر غير صحيح حتى الآن، لكن الفكرة بالنسبة إلي ليست مرفوضة، إذا كان الجزء الجديد بجودة الجزء الأول نفسها ويحمل القدر عينه من التشويق والإثارة، فالتجربة مميزة مع فريق قدّم عملاً بمعايير عالمية، بداية من السيناريست عمرو سمير عاطف مروراً بالمخرج أحمد نادر جلال قائد العمل، وبقية الأعضاء. ماذا عن تعاونك مع يوسف الشريف؟ يوسف ممثل مجتهد للغاية ويسعى إلى تقديم عمل مميز ومختلف سنوياً، وأجد راحة في التعامل معه وسعيد بتعاوننا. منافسة وجديد كيف ترى المنافسة في الدراما الرمضانية؟ منافسة قوية، خصوصاً أن أقوى الإنتاجات الدرامية تعرض في رمضان، وسنوياً نشاهد تجارب مميزة، وتصبّ كثرة الأعمال الدرامية في صالح المشاهد لاختيار المناسب له. كذلك أنا متحمس للمسلسلات خارج رمضان لأن حضور الدراما طوال العام ينعش هذه الصناعة ويجعلها في الصدارة في مواجهة الأعمال المدبلجة. ماذا عن الجديد لديك خلال الفترة المقبلة؟ أواصل تمرينات المسرحية بشكل منتظم تمهيداً لبداية العرض، ولدي أكثر من فكرة لم أحسم موقفي منها بين السينما والتلفزيون. سينما حول أسباب غيابه عن السينما يقول محمد رياض: «غيابي عن السينما مرتبط ببحثي عن أدوار ترضيني على المستوى الفني، وهو ما لم أعثر عليه في أي عمل عُرض عليّ خلال الفترة الماضية. أتمنى أن أجد فيلماً مؤثراً يرضيني قريباً، فلدي شوق إلى السينما لأنني غائب عنها منذ سنوات».
مشاركة :