بحركات سريعة يحاولون جمع بضاعتهم قبل أن تصل «البلدية» لتصادر مصدر رزقهم، الذى انتظروه مع قدوم أهم المواسم لديهم «عيد الأضحى»، وذلك لبيع الشوايات والأدوات التى تستخدم لطهى وشوى اللحوم، فتصبح بذلك البلدية عبئا آخر يضاف على كاهلهم مع ركود السوق وغلاء الأسعار. فى السيدة زينب، وتحديداً عند شارع السد، وقفت «أم محمد» لتحصى ما تبقى لديها من الشوايات بعدما جاءت البلدية وأخذت الباقى، فهى اعتادت الوقوف هناك منذ أكثر من 20 عاماً، انتظاراً للأشخاص الذين يتهافتون لشراء الشوايات قبل هذه الأيام تحديداً. تقول «أم محمد»: «السوق السنة دى واقف أكتر من أى سنة تانية، بالرغم من ثبات أسعار الشوايات التى تبدأ من الـ15 جنيها وتصل إلى 80.. لا أنا ولا التاجر غلينا على الزبون السنة دى، عشان عارفين اللى فيها». ثبات أسعار الشوايات هذا العام يرجع إلى طريقة صنعها التى صممت خصيصاً حتى لا يزيد سعرها، وفقاً لحديث أم محمد، وتقول: «صُنعت هذا العام الشوايات بحيث تصبح وزنها أخف حتى لا تزيد من الأسعار.. هى كلها صاج بس عملوها خفيفة مش زى زمان». شراء الشوايات يحتاج لكماليات، منها الأسياخ والشبك والريشة والفحم، وتقول «أم محمد»: «الموضوع على بعضه ممكن يعمل 100 جنيه، والناس بتقف تقولى هى فين اللحمة اللى هنشتريها عشان نجيبلها شواية؟». وعلى بعد خطوات تجلس «أم هاشم» أمام فرشتها، ترد بضحكة ساخرة على حال الإقبال: «فيه سنين بنقول مثلا الدنيا مريحة شوية، لكن السنة دى مش بس مريحة، لا ده مفيش خالص». «أنا الزبون بيصعب عليا والله، بيبقوا عايزين كيلو لحمة مع الشواية»، تقولها أم هاشم وهى تبتسم ابتسامة ساخرة. عمر الشواية لا يدوم طويلا، ما بين عام وعامين، تشرح أم هاشم ما قد تتعرض له الشواية: «مش بنخزنها من السنة للسنة عشان بتصدى، والناس برضه مش بيستخدموها صح ومش بيحطوا رمل، عشان كده مش بتعيش معاهم». متوسط البيع لدى أصحاب المحال والفرشات قل بنسبة تصل إلى 80%، يقول أحمد، صاحب محل لبيع الشوايات: «كان ممكن نبيع 15 فى اليوم، السنة دى لو بيعنا 2 يبقى كرم من ربنا».
مشاركة :