فجأة... بدأ الحديث عن الوافدين في الصحف والمنتديات وقنوات التواصل الاجتماعي، وبعد هذه الإثارة المصطنعة تدخل بعض النواب ليدغدغ مشاعر الكويتيين بأنه سيتبنى قوانين ضد الوافدين في دور الانعقاد المقبل. بدل أن نشكر الوافدين المخلصين الذين كان لهم الفضل بعد الله عز وجل في تطوير الكثير من المجالات يكون هذا جزاؤهم... لأنهم بالنسبة للنائب غير مهمين كونهم لا صوت لهم ولا ممثل. وموضوع الوافدين يجب أن يناقش بطريقة مهنية بعيداً عن الحلول العاطفية، فهناك الكثير من المهن ما زلنا بحاجة للوافدين فيها خصوصاً في مجال التعليم والصحة والبناء، نتيجة قلة بعض الخبرات الوطنية وهذا ليس بعيب، وأصلاً مع بداية تطور ونهضة الكويت بدأ الكثير من الوافدين يأتون للكويت من أجل العمل، بفضل النعم الكثيرة التي حبانا الله بها خصوصاً النفط، حيث فضل الكثير من المواطنين العمل المكتبي على بعض الوظائف، وإذا كان المواطن قادرا على بعض الأعمال والمهن، فمن الطبيعي والمنطقي أن نقدمه، وفِي التعيينات يجب أن نرفض التنفيع في هذا الأمر سواء كان من وافد أو مواطن. هناك حالات فردية سيئة نعم، ولكن يجب عدم التعميم واتخاذ الإجراءات السلبية ضدهم في جو وتهييج إعلامي والطلب بإبعادهم على أتفه الأسباب، وقد تكون بسبب مخالفة بسيطة. الانصاف مطلوب والتعامل بكل حيادية لأنهم شركاء في نهضة بلدنا الحبيب، خصوصاً ونحن على أبواب عام دراسي جديد، وضع نفسك مكانهم هل تقبل أن تعامل بهذ الطريقة؟ بعض نوابنا الأفاضل خلال الفترة الماضية تحدثوا عن الوافدين بأنهم سبب البطالة وغالبية مشاكلنا، وأن الوافدين أكلوا حقوق المواطنين، وهذه فرصة من النواب للتكسب على ظهرهم، حيث إنه ليس لهم ممثلون يدافعون عنهم ولا أصوات انتخابية يسعون إليها، ولكن يبقى السؤال: من الذي يضع الكوادر والمكافآت لهؤلاء الوافدين؟ أليست الإدارات الكويتية المتعاقبة؟ تصريح موفق للنائب د. جمعان الحربش عن الوافدين، عندما قال: «لكن من المهم أن ننتبه جميعا ونحن نؤكد على هذا الحق ألا يتحول هذا الأمر الى خطاب انتقاص أو هجوم على وجود الوافد في الكويت أو التقليل من قيمة ما يقدمه الكثير منهم للكويت وأهلها أو تحميله فوق طاقته فنحن لا نعيش وحدنا في هذا البلد ففي الكويت 3 ملايين وافد يعيشون معنا في ظروف معيشية مماثلة يسمعون ويتأثرون بما نقول سلبا أو ايجابا وبعضهم ضحايا لأصحاب عقود وهمية أو تجار اقامات، وهو يطحن مواصلا الليل بالنهار ليدفع الاتاوة التي اثقلت كاهله وكسرت ظهره للتجار الاقامات». الخلاصة أن الوافدين حالهم حال غيرهم، بينهم الذي يعمل بكل اخلاص وهذا يجب أن يكرم، أما المهمل فيجب أن يحاسب على إهماله، وكما يقولوه الدنيا دوارة، وعامل الناس بما تحب أن يعاملونك فيه. akandary@gmail.com
مشاركة :