لم يصمد فريق الجبلين لكرة القدم أمام الصراع الأليم الذي عايشه طيلة الأعوام الخمسة الماضية التي قضاها في دوري الدرجة الثانية بحثا عن هويته المفقودة وإعادة تاريخه العريق، حيث خيب آمال محبيه في العودة لمكانه الذي عاد منه بين أندية دوري ركاء للمحترفين لأندية الدرجة الأولى، وعكس مساره متجها نحو القاع وهوى للدرجة الثالثة ليعود من حيث أتى قبل 12 عاما في الدرجة الثالثة وسط صمت وعزوف شرفي كبير من عدد من المؤثرين والداعمين للنادي سابقا، وقد أعلن أحدهم في اجتماع شرفي موسع بداية الموسم وقوفه المادي والمعنوي مع النادي وتكفله برواتب الفريق الأول إلا أن الشرفيين غابوا، ووقفوا موقف المتفرج على ناديهم الذي كان يحتضر حتى فقد أنفاسه الأخيرة في دوري الدرجة الثانية، وزف للدرجة الثالثة. وخيم الحزن على عشاقه وجماهيره الذين بدأوا يطالبون إدارة النادي التي يقودها فهد الموكاء بتشخيص علة فريقه التي لازمته طيلة السنوات الماضية واجتثاثها وبناء فريق جديد يستطيع رسم البسمة على شفاه محبيه، والسعي لإعادة الهيكلة الشرفية وتصنيف أعضائها لفئات معينة والبحث عن أعضاء شرف داعمين يستطيعون الوقوف مع النادي ماليا ومعنويا وانتشال الفريق من قاع الدرجة الثالثة وإعادة هيبة الكيان. وسعت إدارة النادي لتلبية مطالب محبيه وتعاقد مع جهاز فني مصري بقيادة محمد درويش وتعيين القائد السابق علي الغازي مديرا للفريق وراجح الشمري مشرفا عاما، كما قامت بغربلة لأعضاء مجلس الإدارة، ودخول أعضاء مجلس إدارة جدد إضافة إلى السعي لاستقطاب أعضاء شرف ليكونوا عونا لإدارة النادي في مسيرتها الصعبة نحو الصعود. من جانبه، أوضح فهد الموكاء رئيس الجبلين أن الأسباب التي هوت بفريقه لدوري الدرجة الثالثة متعددة ومتشعبة، وقال "أنا أتحمل جزءا منها، وإن شاء الله - سنحاول بشتى الطرق معالجة جميع المشاكل التي تعترض طريق النادي مستقبلا". وأكد الموكاء أن "النادي يحتاج إلى إعادة نظر، هناك سياسة قديمة في النادي يجب أن تتغير وهي هدر الأموال دون فائدة"، مبينا أن أكثر من 23 مليونا صرفت خلال ثمانية أعوام ماضية من عام 2008 وحتى 2013 والحصيلة الفريق لا يزال هشا ويحتاج إلى دعم لأننا سنبني فريقا للمستقبل". وأشار الموكاء "الجميع فوجئ برواتب اللاعبين العالية التي تتجاوز 4000 ريال، وأكثر لاعبي الأندية يتقاضون هذه الرواتب في الدرجة الثانية وإذا لم نقوم بتغييرها في الدرجة الثالثة سنعاني مستقبلا". وحيال ميزانية النادي المستقبلية، قال فهد الموكاء "الميزانية 2.300 مليون والإيرادات المتوقعة لا تتجاوز 300 ألف، إذن هناك عجز في الميزانية نحومليوني ريال، يجب توفيرها من قبل أعضاء الشرف الذين لدي الثقة الكاملة بأنهم يدركون حجم المعاناة التي يعانيها فريقهم في دوري الدرجة الثانية وسيقفون معه لتجاوز محنته والعودة لسابق عهده". وأضاف "خزانة النادي تلقت دعما من الدكتور ناصر الرشيد بمبلغ 250 ألف ريال وسنقوم قريبا بترتيب اجتماع شرفي موسع لأعضاء الشرف بعد التنسيق مع علي الجميعة رئيس هيئة أعضاء الشرف لحث أعضاء الشرف على الدعم". وأوضح الموكاء "أتمنى من الجميع الحضور للنادي والوقوف في صفنا لأننا بحاجة إلى الصغير قبل الكبير فهذه المرحلة هي مرحلة رجاله فأنا لا أوجه دعوة لشخص بعينه وإنما أوجهها لكل جبلاوي لاعبا ومدربا وعضو شرف ومشجعا، فالجبلين بحاجتكم وإن - شاء الله - بوقوفكم سنعود به إلى مكانه الطبيعي". ونفى الموكاء عدم فتح المجال للاعبي النادي القدامى في الالتحاق بالتدريبات، وقال "نحن لا ننظر لعمر اللاعب بقدر ما ننظر لمستواه داخل الملعب، اللاعب الذي يفيد الفريق نحن بحاجة إليه والمجال مفتوح للجميع وهذا الحكم يبقى أخيرا للمدرب". وأكد فهد الموكاء أن هناك توجها لإقامة معسكر إعدادي في المنطقة الشرقية، وقال "سنقوم بدعم فريقنا بعدد من اللاعبين من الأندية الأخرى حيث يخضعون للتجربة الميدانية".