عائدات القريدس تُثني الفيتناميين عن زراعة الرز

  • 8/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بساعة ذهبية، لا يعكس تانغ فان كول صورة مزارع الرز الفيتنامي التقليدي، إلا أنه بات قادراً على التمتع بهذا المستوى من الترف بفضل تركيزه على تربية القريدس بدلاً من الرز. يعيش كول في دلتا نهر ميكونغ الملقب بـ «قصعة الرز» في فيتنام، إذ إن المنطقة ذات إنتاج ضخم من هذه الحبوب التي تشكل أساس الغذاء في آسيا. لكن بعد سنوات طويلة جهد خلالها لتأمين لقمة العيش بين حقول الرز وزراعة البصل وتربية البط، انتقل الى تربية القريدس (الروبيان). ويقول كول بحماسة وهو يتناول طعام الغداء المؤلف من الرز واللحم والقريدس، إن «تربية القريدس تدر الكثير من المال». ويتوقع أن تصل أرباحه هذه السنة إلى بليون دونغ (44 ألف دولار) وهو مبلغ ضخم في هذه المنطقة المعروفة بفقرها. وشكل اعتماد القريدس نعمة لولاية سو ترانغ، إذ حلت الدراجات النارية محل الهوائية وباتت الطرقات تتمتع بصيانة جيدة، فيما انتشرت فيها منازل حديثة. إلا أن المدافعين عن البيئة يحذرون من مساوئ انتشار مزارع القريدس في دلتا أحد أكبر أنهار العالم الذي يعاني في الأساس مشكلة الملوحة في مياهه. وهذه الظاهرة مرتبطة بالاحتباس الحراري وزراعة الرز المكثفة. ويقول مسؤول برنامج حفظ «دلتا ميكونغ» في منظمة «الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة» غير الحكومية أندرو وايت، إن «الأمر لا يمكن أن يستمر، إذ ثمة عناصر كثيرة تسيء إلى التنمية المستدامة»، مضيفاً: «لبناء مزارع القريدس أتى مزارعون مثل كول على غابات مانغروف لها قيمة كبيرة، لأنها تحول دون تآكل الساحل وتضم نظاماً بيئياً مهماً في جنوب شرق آسيا خصوصاً». ووضع «الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة» برنامجاً لتشجيع المزارعين على الحفاظ على «المانغروف» وإعادة زرعها فضلاً عن تربية القريدس العضوي وهي ثورة فعلية في بلد يعتمد كثيراً على المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى. إلا أن الكثير من المزارعين يفضلون الربح السريع على رغم أنهم يبيعون القريدس الذي ينتجونه بسعر أقل من العضوي. ويذكر تانغ فان توي وهو مزارع رز أباً عن جد، المرحلة التي كان لا يملك فيها سوى كوخ سقفه من أغصان أشجار جوز الهند وما يكفي فقط لإعالة عائلته. إلا ان تسرب المياه المالحة الى حقول الرز التي يملكها بسبب ارتفاع مستوى البحر، دفعه إلى الانتقال إلى تربية الروبيان في التسعينات. ويقول تويو الرائد في هذا المجال وهو جالس في منزله أمام جهاز تلفزيون متطور، إن «الأوضاع تطورت اليوم. أصبح لدينا سيارات وطرقات. الكثير من الامور تغير». وعندما يكون الموسم جيداً قد يحقق 44 الف دولار هو ايضاً. وتمكن بفضل ذلك من بناء ثلاثة منازل لعائلته وشراء دراجات نارية عدة وهي وسيلة التنقل الرئيسة في فيتنام. ويقول هذا الرجل وهو أب لستة أولاد فيما حفيدته تلعب بهاتفه الذكي: «لدينا المال، لدينا كل ما نحتاج اليه». ويقر بحصول نكسات في السنوات الأخيرة مع أمراض فتكت بأحواض القريدس التي يملكها احياناً. وعلى رغم الأخطار في هذا القطاع، لا يفهم المزارعون تحفظ السلطات على فتح كامل منطقة الدلتا أمام تربية القريدس. ويغضب الراغبون بالانتقال إلى تربية القريدس من هذا التحفظ، على رغم اشارة الدولة الشيوعية إلى خطر تدهور البيئة وارتفاع ملوحة المياه واستثمارها ملايين الدولارات للحفاظ على حقول الرز من ارتفاع الملوحة. ويعود ذلك إلى أن سعر القريدس الذي يباع خصوصاً الى أوروبا والولايات المتحدة أعلى من سعر الرز. ويسجل انتاج الرز في فيتنام تراجعاً مستمراً منذ العام 2011، إذ در نحو 2.3 بليون دولار عام 2016، في مقابل نحو 3 بلايين للقريدس. وتطمح الحكومة في مضاعفة هذا الرقم ثلاث مرات من دون أن تشرح كيف ستحل هذه المعضلة بين السعي إلى الربح السريع والحفاظ على النظام البيئي الهش في دلتا ميكونغ.

مشاركة :