يبدو أن نزيف الخسائر المستمر الذي تتكبده شركة الخطوط الجوية القطرية منذ بداية المقاطعة مطلع يونيو/ حزيران الماضي، أفقد أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للشركه صوابه بصورة لم يسبق لها مثيل.ومثلما يفعل التاجر حينما يشهر إفلاسه، بدأ الباكر بالبحث في دفاتره القديمة، عله يجد عصا موسى التي تنقذ شركته من نزيف الخسائر المزمن التي تعانيه منذ ما يقرب من 3 أشهر.وبعد عناء البحث في دفاتره القديمة، أهداه شيطانه إلى فكرة «خبيثه» خيل له خياله المريض أنها قد تكون وسيله لكسب التعاطف العالمي معه. حيث فوجئ الجميع بإعلان الخطوط الجوية القطرية، أمس الأول، أن رئيسها التنفيذي، أكبر الباكر، أُنتخب لتولي رئاسة مجلس المحافظين في اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، اعتباراً من شهر يونيو/ حزيران عام 2018، وستمتد فترة رئاسته لمدة عام واحد.وتعمدت الشركة خلال إعلانها الخبر تجاهل توقيت انتخاب الباكر الذي جري في مايو/ آيار الماضي، أي قبل أن تتكشف حقيقة الدور القطري في دعم ورعاية الإرهاب في عدد من دول العالم. تجاهل موعد هذه الانتخابات جاء متعمدا من قبل الشركة حتى يتم خداع القارئ بأن هذا الاختيار وليد الأمس القريب، في محاولة لتجميل صورة الشركة التي فقدت الكثير والكثير طوال أشهر المقاطعة.ورافق الخبر حملة موسعة على مواقع التواصل الاجتماعي احتفاء بالمنصب الجديد، ما يشي بأن الأمر مدبر، وأن الغرض الأول هو محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تسير الشركة إلى المجهول، بعد أن فشلت كافة المحاولات في وقف نزيف الخسائر. وإمعانا في محاولة تزييف الحقائق، أدلى الباكر بتصريحات أقل ما يمكن أن توصف به،أنها خلط متعمد لحقيقة الأمور على أرض الواقع حيث أدعى أن هذه الاختيار جاء في وقت يواجه فيه قطاع الطيران العديد من التحديات عالمياً على مختلف الصعد، وأنه يتطلع للتغلب عليها، متجاهلا تماما أن «فاقد الشيء لا يعطيه»، بمعنى أكثر وضوحا، كيف يمكن لرئيس شركة خاسرة أن ينجح في منصبه الدولي؟.
مشاركة :