شاب سوري يحول قصة هروبه إلى لعبة كمبيوتر

  • 8/29/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تتحدى الصور التي قد نراها من مناطق الحرب الخيال. قد نرى أناساً فقدوا كل شيء، حياتهم وأطرافهم ومنازلهم، فهذه الصور تؤكد لكل من يراها أن أسوأ كوابيسهم يمكن أن تصبح حقيقة، عبدالله كرم شاب سوري نجا من معاناة لا يمكن لأي صورة أن تجسدها، لقد عانى السوري البالغ من العمر 21 عاماً من الخوف على عائلته وصدمة رحلة اللجوء، تجارب لا يتمنى أي شخص أن يمر بها، وعندما روى مأساته لمطور البرمجيات الألماني جورج هوبير كانت النتيجة لعبة كمبيوتر. يقول كرم عن اللعبة "تساعدني على تذكر ما مررت به، أشعر بأنني أقوى من خلال مشاركة قصتي"، ولازالت اللعبة قيد التطوير، وتم إصدار نسخة تجريبية، ومن المقرر أن يتم إصدار النسخة النهائية في أكتوبر المقبل. وكشف هوبير، المقيم في مدينة كارلسروه الواقعة غربي ألمانيا، عن كيفية تنفيذ المشروع المشترك، قائلاً "التقيت بعبدالله في سالزبورغ "فيينا" في حدث مسرحي، وكان هناك لمدة أسبوعين فقط، متحمساً تماماً، وكانت معه رسوم تخطيطية". وكان كرم قد عثر على مسكن مشترك مع صديق لهوبير يعيش في فيينا. وسرعان ما ولدت فكرة تحويل رحلة هروب كرم من سورية إلى لعبة كمبيوتر، على الرغم من وجود عقبات بيروقراطية بسبب وضعه كلاجئ. يقول هوبير: "في البداية لم نتمكن من أن ندفع له، لأن هذا كان مستحيلاً من الناحية القانونية". واليوم، وبعد ثلاثة أعوام من مغادرة سورية، يخضع كرم للتدريب الرسمي كمصمم للرسوم التوضيحية في شركة "كوسا كرييشنز" لألعاب الكمبيوتر. وفي اللعبة، المسماة "باث أوت" "طريق الخروج"، يظهر كرم بصورة افتراضية من منظور رأسي وهو يسير عبر حقول الألغام ويمر على جيران يناصبونه العداء ويكتبون تقارير عن تحركاته للحكومة. وعلى الرغم من الخلفية الجادة، تشبه اللعبة سلسلة ألعاب نينتندو الخيالية الشهيرة "ذا ليجيند أوف زيلدا" التي خرجت إلى النور لأول مرة في عام 1986، والتي يقوم بطلها المدعو لينك، بإنقاذ الأميرة زيلدا في إصدارات مختلفة. وفي "باث أوت"، تم الابقاء على الحرب بعيداً عن القصة. جزء من هذا يعود إلى معالج الرسومات المستخدم في بناء اللعبة "16 بت" المعالج النموذجي لألعاب الفيديو خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، كما تم تصوير الحرب عبر تفاصيل صغيرة، بدلاً من مشاهد عملاقة للمعارك، وفي اللعبة، يقول كرم وهو يمر بجوار شجرة مدمرة: "لقد عرفت هذه الشجرة طوال حياتي، والآن ماتت"، وعندما يظهر كرم الحقيقي في لقطة توضيحية مصورة على حافة الشاشة، يتضح في هذه اللحظة للاعب أن اللعبة في الواقع ما هي إلا قصة حقيقية، ويقول هوبير: "إن الواقع يتضافر مع اللعبة من خلال مقاطع الفيديو". وكان كرم قد بدأ بالتفكير في الهرب بعد أن شارك شقيقه في عملية تبادل لإطلاق النار خلال مظاهرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، عندها حثته أسرته على الفرار. وهو ليس السوري الوحيد الذي شارك تجربته، ففي بداية أغسطس، نشرت رانيا مصطفى صوراً من رحلة هروبها من كوباني السورية إلى فيينا بتشجيع من المخرج النرويجي أندرس هامر. ونشرت صحيفة "جارديان" البريطانية على موقعها فيلم المرأة البالغة من العمر 20 عاماً، ومدته 22 دقيقة، ونقلته بعد ذلك وسائل الإعلام في العالم.

مشاركة :