الجربا: شفاعة خادم الحرمين تهدف لنشر ثقافة التسامح

  • 7/30/2014
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

أفاد ضاري بن مشعان الجربا عضو لجنة شفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعفو عن القصاص إن غاية خادم الحرمين الشريفين من الشفاعة هي فعل الخير وطلب الأجر من الله والإصلاح بين رعيته، والصلح فيما بينهم، وتعزيز وحدة المجتمع، ونشر ثقافة التسامح والعفو بين أفراده، إلى جانب التقليل من حوادث القتل، من خلال توعية المجتمع بخطورة ذلك، وأثره على النفس المؤمنة، وتأثيره على حياة الناس. وقال الجربا ل"الرياض" عقب استقبال صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض المشرف على اللجنة لأولياء الدم ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك الذين تنازلوا لوجه الله عن قاتلي أبنائهم: "الملك عبدالله يعدّ مدرسة عظيمة في قضايا عتق الرقاب، ولديه مقولة كثيراً ما يرددها عبر وسائل الإعلام أنّ الشعب هم أبناؤه وبناته، وإن قتل أحدهم كأنما قتل أحد أبنائه، وإن حكم على أحدهم بالقصاص فقد حكم على أحد أبنائه، وإن ذهب أحدهم لا يريد أن يذهب الآخر"، مشيراً إلى حرصه وتشديده على السعي في طلب العفو بكل حكم بالقصاص قدر المستطاع دون إرغام. الماجد: اللجنة لا تنظر قضايا جنايات العرض والفواحش والاعتداء على رجال الأمن ولفت إلى توسع جهود اللجنة لتشمل الأقطار العربية والإسلامية تأكيداً من خادم الحرمين على إصلاح ذات البين والتي يجسدها في أجمل معانيها من خلال اهتمامه بأحوال المسلمين في العالمين العربي والإسلامي، كما أنهم في اللجنة وامتثالاً لتوجيهاته يسعون بالصلح بين الناس مهما اختلفت جنسياتهم وأديانهم، تجسيداً لسماحة ويسر الإسلام. وأضاف: إنهم بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بما يحظى به مقام خادم الحرمين من مكانة وحب في قلوب أبناء الأمتين العربية والإسلامية فقد تكللت جهودهم بالنجاح طيلة الستة الأشهر الماضية في إعتاق اثنتي عشرة رقبة من القصاص لتتجاوز حالات العفو إلى أكثر من مئة رقبة، منوهاً بأن اسم الملك عبدالله في وجاهتهم عند أولياء الدم كان المفتاح لكل عقبة تعترض طريقهم، وكان البلسم الذي يزيل آلامهم ويزيح أوجاعهم في من فقدوهم، حيث كانت كلمتهم التي يرددونها "الحي منا والميت.. فداء لعبدالله بن عبدالعزيز". وفي ختام حديثه رفع شكره لخادم الحرمين على حرصه وشفاعته بالعفو عن القصاص والتنازل عن الدماء وإعتاق الرقاب، داعياً الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، كما عبر عن شكره لجهود أمير الرياض لما يقوم به من متابعة وتوجيه مستمر، ونقل شكره لأولياء الدماء على عفوهم وتنازلهم واستجابتهم لرغبة الملك. من جانبه، قال محمد بن سعد الماجد عضو اللجنة في حديث ل"الرياض": "بعد فضل الله عز وجل ثم الجهد المبارك لخادم الحرمين الذي يولي عتق الرقاب اهتماماً كبيراً، ويعطيه من وقته ويدعو له دوماً، وبفضل هذه الجهود المباركة تم إعتاق أعداد كبيرة، وها قد احتفلنا ليلة التاسع والعشرين من رمضان بعتق اثنتي عشرة رقبة من جنسيات مختلفة، ليكون الأجر أجرين في هذه الليلة المباركة بختم القرآن الكريم وختام عتق الرقاب وليكون ختامها مسكاً بحمد الله". وأردف: "إنهم يجدون الاستجابة من أولياء الدم احتساباً للأجر ثم استجابة لشفاعة خادم الحرمين التي وبلا شك لها الأثر الكبير في نفوسهم بعد سماعهم أن الشافع هو الملك عبدالله، حينها يزول ترددهم ويذهب تمنعهم تقديراً لمقامه". وبين الماجد أن الشفاعات التي تقدم للجنة وصلت إلى 300 شفاعة ولكن يؤخذ منها ما يتوافق مع شروط اللجنة، والتي منها ألا يكون القتل بسبب جناية عرض أو تعدٍ على رجال الأمن أو لارتكاب فاحشة، أو اعتداء مجموعة مترصدين على فردٍ ليقتلوه، ومثل تلك الحالات تستبعد، أما ما تقوم به اللجنة ويستجاب لطلب الشفاعة فيها حسب توجيهات خادم الحرمين، هو ما يحدث من قتل نتيجة خصومة أو شجار أودى إلى القتل. واستطرد: "أحياناً يتعنت بعض أولياء الدم خاصة بعض إخوة المقتول أو أمه التي في قلبها حرقة، ومن حرصهم في اللجنة على عدم تشتت الأسرة فإنهم يحرصون على كسب رضاهم إلى أن يسلموا بقضاء الله وقدره ويكونوا جميعاً على قناعة بما يفعلون محتسبين ما يقومون به عند الله سبحانه وتعالى". وناشد الماجد أولياء الدم أن يعلموا أن العفو عند الله خير وأبقى امتثالاً لقوله تعالى (وإن تعفوا أقرب للتقوى) لأن العفو عند الله أفضل بلا منازع مهما كانت ظروف القضية، كما ناشد المسلمين بعدم الاستهانة بالدماء لأن القاتل يبقى معلقاً بهذا الدم إلى يوم القيامة حتى وإن عفا ذوو المقتول، فالمقتول يأتي يقوم القيامة ويقول (يا رب سل هذا لم قتلني)، والله توعد القاتل بوعيد شديد لأن هدم الكعبة عند الله أهون من إراقة دم امرئ مسلم.

مشاركة :