قصة إنقاذ «القذافي» فريقًا ألمانيًا من الإفلاس: هدّد اللاعبين بالقتل

  • 8/29/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كان الوضع مآسويًا بالنسبة للاعبين والإدارة وكل من يعمل في النادي الألماني، الضرائب تراكمت على النادي والأمر يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، وكان لابد من منقذ من كل هذه الفوضى، وكان المنقذ بعيدًا في بلد عربية يحمل في يده مفتاح حل كل تلك المشكلات، فقط كان على الفريق أن ينفذ له شرط وحيد.. وغريب. القصة هي لنادي إي إس دي أيسرلون لهوكي الجليد، ناديًا ألمانيًا كان يعاني في نهاية الثمانينات من أزمة مالية طاحنة، طالت الجميع في النادي حتى اللاعبين، الذين وجدوا رجال الضرائب في بيوتهم يطلبون الاطلاع على عقودهم مع النادي وبيانات دخولهم، إلا أن تلك الأوراق كانت بالفعل مع محاسب النادي، «الساحر ميرلين»، كما أطلق عليه رئيس النادي هاينز فايفنباخ، لكنه لم يكن ساحرًا أبدًا، فعاقبت الضرائب اللاعبين جميعًا بدفع مبلغ ألف مارك لكل منهم، المبلغ الذي لم يحتكم عليه معظمهم، «لقد أخذوا تلفزيوني ومعطفي الجلدي وكرة قدم امتلكها بالإضافة إلى قفاز بيسبول»، يشرح بروس هاردي، أحد لاعبي الفريق حينها ما مر به خلال هذه الفترة. أما زميله دان أولسن فكان عضوًا جديدًا للفريق، ولحسن حظه لم يعرف موظفو الضرائب محل سكنه ليهرب من مطاردتهم، كما روى لصحيفة «جارديان» البريطانية. كان رئيس النادي يتمتع بشخصية قوية وغريبة معًا ما كان ليفسر ما سيفعله لاحقًا من أجل إنقاذ ناديه، ويرسم «هاردي» ملامح هذه الشخصية قائلًا: «كان مليء بالحياة، وكان محبًا جدًا للهوكي، ولم يخشى أبدًا الإفصاح للاعبين عن رأيه في أدائهم، أحيانًا كان يدخل إلى غرف الملابس إذا كنا لا نلعب بشكل جيد ويبدأ في السباب بالألمانية، وفي مرة من المرات أخرج من بنطاله مسدسًا». ورغم المعاناة المالية والشخصية الغريبة لرئيس النادي إلا أنه استطاع بناء فريقًا جيدًا وصل إلى نصف نهائي دوري هوكي الجليد الألماني، حتى وصل الوضع المالي به في الموسم اللاحق إلى نقطة الانهيار، النادي مديون بحوالي 3 ونصف مليون وتوقف اللاعبون عن التدريب والمدربون يأتون ويرحلون، وكان عليه أن يجد حلًا لهذه الفوضى. وأتته الفكرة بمساعدة عمدة مقاطعة أيسرلون، عليك أن تطير إلى ليبيا وتطلب من رئيسها معمر القذافي أن يصبح راعيًا للفريق، ولم ينتظر الرئيس طويلًا قبل أن يضع نفسه على متن طائرة متجهًا إلى طرابلس، وهناك قابل الرئيس الزعيم الليبي حينها، الذي استقبله بنفسه ووافق على طلبه، سيعطيه 900 ألف دولار في الموسم، إلا أن الموافقة بقت معلقة بشرط وحيد، أراد الرئيس الليبي أن يضع إعلانًا ترويجيًا لـ«الكتاب الأخضر» على قميص الفريق، ولم يكن أمام رئيس النادي إلا الموافقة. سعد اللاعبون بالخبر وبالرعاية، أخيرًا سيستمتعون باللعبة دون تلك المشكلات المالية، إلا أن الأمر كان لا يزال في بدايته، فلم تتقبل الصحافة الألمانية الأمر واعتبرته ترويجًا للإرهاب، كما انتقد المدير الفني للمنتخب الألماني لهوكي الجليد ما فعله رئيس النادي، هاجت الجماهير كلما نزل اللاعبون إلى الملعب بتلك القمصان المزينة بصورة كتاب «القذافي» الأخضر وكان الوضع يخرج عن السيطرة، «الآن بدأنا تلقي التهديدات، لم يكن هناك أي ضمانات لحياتنا، ترتدي هذه القمصان وتصبح في ورطة». وقبل إحدى المباريات قرر اللاعبون عقد تصويت بينهم، الاختيار الأول هو أن يرتدوا القميص الجديد لكنهم سيخاطروا بالبقاء تحت هجوم الإعلام كما يخاطرون بحياتهم أو تعرضهم للأذى على الأقل، أم الاختيار الثاني فهو لعب المباراة بالقميص القديم والمخاطرة بانهيار النادي اقتصاديًا، وصوت اللاعبون للاختيار الثاني، وهو ما احترمه رئيس النادي حين دخل إلى غرفة الملابس وعلم بالأمر إلا أنه أخطرهم أنه في هذه الحالة ليس بوسعه إلا إعلامهم أن هذه المباراة ستكون الأخيرة للنادي ككل، حيث أن النادي لن يمكنه البقاء بدون أموال الرعاية من «القذافي»، وكانت بالفعل النهاية لكل شيء، المعاناة المالية، والرعاية الليبية والتهديدات ونهاية النادي ككل.

مشاركة :