قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن الحكومة الإسرائيلية لا تضغط على حماس اقتصاديا لأنها مهتمة باستقرار حكمها بغزة، ولا تريد اللجوء إلى إجراءات قاسية حتى من أجل استعادة الأسرى. وأوضح المسؤول في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن اهتمام إسرائيل باستقرار الحكم الحالي في غزة ينبثق من خشيتها من أن البديل سيكون أسوأ بكثير. وتابع قائلا: "إسرائيل اليوم لم تعد إسرائيل ذاتها التي كانت عشية صفقة شاليط (أكتوبر عام 2011)". وأوضح أن هذه المرة الحديث يدور ليس عن جندي أسير، بل عن مواطنين يتحملون مسؤولية وقوعهم في أيدي حماس ولو جزئيا، لذلك يريد المجتمع الإسرائيلي دفع "ثمن أقل" من أجل الإفراج عنهم. وشدد قائلا: "البعض في صفوف السياسيين والاستخبارات والجيش وفي المجتمع أيضا، يريدون استبدال الجثث بجثث بدلا من دفع ثمن الإفراج عن سجناء أحياء، ولا يقبلون، طبعا، الإفراج عمن تلطخت أيديهم بالدماء".إقرأ المزيدليبرمان: لن نكرر أخطاء صفقة شاليط وردا على سؤال حول إمكانية اللجوء إلى الضغوط الاقتصادية وفرض الحصار المطلق على القطاع، أقر المسؤول بأن هذا الخيار "غير مرغوب فيه"، معيدا إلى الأذهان أن وزارة الدفاع الإسرائيلية قد لجأت إلى المقاطعة الاقتصادية عندما حاولت إجبار حماس على الإفراج عن شاليط، لكن هذه الخطوة لم تنجح آنذاك. وأوضح قائلا: "لم نحصل على شاليط رغم كل الخطوات التي اتخذناها، من عمليات القصف أو تشديد الحصار على غزة". وتابع أن السبب الثاني لامتناع إسرائيل عن آلية الضغط الاقتصادية، يعود إلى وصول الأزمة الإنسانية في غزة لدرجة تجعل تل أبيب تخشى من انفجار يؤدي لانهيار حكم حماس والفوضى وحرب ضد إسرائيل. واستخلص المسؤول الإسرائيلي قائلا: "في الواقع، إسرائيل مهتمة باستقرار حكم حماس في غزة، لأن البديل أسوأ بكثير، ولذلك لا توجد هناك ضغوط أكثر قسوة من أجل استعادة الأسرى أو جثتي الجنديين". وذكّرت الصحيفة باستقالة ليور لوتان، من منصب منسق الحكومة الإسرائيلية المكلف بشؤون الجنود الإسرائيليين الأسرى، قبل أيام. فيما أكدت مصادر رفيعة المستوى في الاستخبارات الإسرائيلية أن المفاوضات مع حماس حول الإفراج عن 3 مواطنين إسرائيليين أسرى وجثتي جنديين آخرين وصلت إلى طريق مسدود نهائيا. وحاول لوتان لمدة 3 سنوات دون جدوى، استعادة جثتي جنديين قتلا أثناء حرب إسرائيل على قطاع غزة صيف 2014 والإفراج عن ثلاثة إسرائيليين تسللوا إلى القطاع. وتحتجز حركة حماس هشام السيد وأبراهام مينغيستو منذ سبتمبر/أيلول 2014 وأبريل/نيسان 2015 على التوالي. أما المواطن الإسرائيلي الثالث الذي يدعى جمعة أبو غانم، فتعتبر قضيته "أمنية" من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، وهناك شكوك في أنه يريد فعلا العودة إلى إسرائيل. ومن الجانب الفلسطيني يقود المفاوضات يحيى السنوار، رئيس مكتب "حماس" في قطاع غزة، ومساعده جهاد يغمور، اللذان تم الإفراج عنهما من السجون الإسرائيلية في 2011 في إطار صفقة شاليط. وذكرت "يديعوت أحرونوت" بأن الاثنين دخلا السجن الإسرائيلي بعد إدانتهما بتهم كثيرة بينها التخطيط لاختطاف الجندي الإسرائيلي نتشون واتشسمان. ولفتت الصحيفة إلى "تقلب قاس للقدر"، تمثل في أن لوتان شارك في المحاولة الإسرائيلية الفاشلة لتحرير واتشسمان في عام 1994، وأصيب بجروح خطيرة ومن ثم جاءت ترقيته من قبل قيادة الجيش. وذكرت الصحيفة أن السنوار قد سلّم إسرائيل عبر وسطاء شروطه الأساسية للصفقة وهي مشابهة بقدر كبير لشروط صفقة شاليط، إذ تريد الحركة الإفراج عن نحو ألف أسير إضافة إلى تسليم جثث المتوفين. المصدر: "يديعوت أحرونوت" أوكسانا شفانديوك
مشاركة :