بلهجة لا تخلو من السخرية كتب دبلوماسي أميركي في سفارة بلاده بالعاصمة السورية دمشق في برقية سرية إن الرئيس السوري بشار الأسد حصل على طائرة "سلاح الجو السوري رقم واحد"، في إشارة إلى الطائرة الرئاسية الأميركية التي تحمل وصف" سلاح الجو رقم واحد". بحسب بوابة العين الاخبارية. وكتب الدبلوماسي تشارلز هنتر في برقية سرية وجهها إلى وزير الخارجية الأميركي ووكالة المخابرات المركزية (CIA) ووزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين في الأول من فبراير 2010 إنه حصل على معلوماته من رئيس مكتب وزير الخارجية السوري آنذاك بسام صباغ. وقال في برقيته التي اطلعت عليها بوابة "العين" الإخبارية إن الصباغ قدم معلومات عن "الطائرة التي قدمها أمير قطر (السابق) حمد بن خليفة آل ثاني إلى الرئيس السوري بشار الأسد كهدية". وأضاف أن" الطائرة هي من نوع "إيرباص 340" تم تصنيعها في العام 2002 وبيعت إلى طيران الصين في العام 2003، وفي العام 2007 بيعت إلى شركة طيران ماندارين في تايوان قبل أن تشتريها الحكومة القطرية في العام التالي". وتابعت البرقية السرية الأميركية "لاحقا أرسلت قطر الطائرة إلى تكساس ( الولايات المتحدة الأميركية)، حيث تم تعديلها إلى طائرة كبار الشخصيات (VIP)، وأعيدت إلى قطر وأصبحت تحمل الرقم (A7-AAH)". ولفتت البرقية إلى أن السوريين أوضحوا في 3 لقاءات عقدها الرئيس السوري الأسد ووزير الخارجية السوري مع أعضاء في الكونجرس الأميركي الرغبة السورية الجامحة بالحصول على "سلاح الجو السوري واحد". وواجهت سوريا عقبات في تسلم هذه الطائرة بسبب قانون أميركي يمنع دمشق من حيازة طائرات من نوع "إيرباص". وقالت البرقية الأميركية: "في الاجتماع الأخير في وزارة الخارجية السورية تم إبلاغ السناتور الأميركي جورج ميشتيل بوجوب تمكين سوريا من الحصول على الطائرة سيما وإنها مستعملة وليست جديدة"، لافتا إلى أن ميتشيل والسفارة الأمريكية أوضحا أن الأمر قد يكون صعبا. وذكرت أن صباغ طلب لاحقا توجيهات حول كيفية تفسير موقف السناتور ميشتيل خلال اجتماعه مع الوزير المعلم بأنه "ينبغي تغيير القانون" بحيث يكون ممكنا لسوريا جلب الطائرة. وقالت "أوضحت السفارة أن هذا التصريح هو تعبير عن واقع وليس عرضا لتغيير القانون الذي يتطلب أمرا تنفيذيا وإخطارا للكونجرس". وأضافت البرقية "عندما طلب صباغ المزيد من الإيضاحات، فقد أوضحت له السفارة أنه لا يمكن تصدير أي منتج يحتوي على أكثر من 10% من المواد الأميركية إلى سوريا باستثناء الغذاء والدواء، ويبدو أن هذا التوضيح أقنعه بصعوبة تحقيق هدفهم بالحصول على طائرة رئاسية". والبرجوع إلى موقع (Planepotter.net) المتخصص فقد تبين أن أسطول الطائرات الأميري القطري يشمل 14 طائرة، 12 منها من طراز (إيرباص) وواحدة من طراز (بوينغ 747) وطائرة أخيرة لم يحدد طرازها. ويتضح منه أيضا أن الديوان الأميري القطري اشترى الطائرة (A7-AAH) في اغسطس 2007 وأن آخر صورة التقت للطائرة كانت في العاصمة البولندية وارسو في 5 مايو 2017، حيث ما زالت الطائرة مسجلة باسم الديوان الأميري القطري. و(إيرباص 340) هي طائرة نفاثة يزيد سعرها عن 238 مليون دولار أميركي وتتسع لـ 261-380 كرسي، وتصبح من النوع الفاخر جدا حال تحويلها إلى .(VIP).
مشاركة :