حتى ملاعب مدارس وزارة التربية «لعبت» فيها السوق السوداء... بعد أن بدأ مشروع «مباراتنا» ينحرف عن مساره الذي وضع من أجله بسبب انعدام الرقابة على حجوزات الملاعب على مايقارب 72 ملعبا في مختلف المحافظات. المشروع «الأمل» والذي أقيم بتعاون بين وزارتي التربية والدولة لشؤون الشباب والجمعيات التعاونية كان يهدف في الأساس لاستغلال ملاعب مدارس وزارة التربية خلال الإجازة الصيفية في ممارسة هواية لعبة كرة القدم، إلا أن سياسة وشروط الحجوزات على أرض الواقع فشلت في إتاحة الفرصة للشباب لتحقيق الهدف السامي من المشروع، بسبب انشغالها طوال أيام الأسبوع نتيجة سوق سوداء يقوم القائمون عليه بحجز الملاعب ثم بيعها مرة أخرى بسعر مضاعف في ظل غياب الرقابة والإدارة. وقال عبدالله العصيمي أحد مدربي كرة القدم إنه «وفق شروط الحجوزات فإنه يحق لكل شخص حجز أحد ملاعب المحافظة التابع لها مقر سكنه مدة ساعتين في الأسبوع، على أن يقوم بتسديد رسوم الحجز لدى مشرف الملعب، إلا أن ما يحدث عكس ذلك حيث إنك كلما طلبت حجز ملعب تخبر بأن هناك من سبقك لحجزه عبر الموقع الالكتروني»، مضيفاً «في بعض الأحيان عندما تذهب للملعب لا تجد أحداً فيه رغم أنه محجوز إلكترونياً». وزاد العصيمي بنبرة حزن «أتحداك أن تجد حجزاً لملعب طيلة أسبوع بسبب الإقبال الكبير على تلك الملاعب وتدخل سوق سوداء فيها، وقرصنة تسيطر على الحجوزات تهدف للربح في المقام الأول، ما يمنع الشباب من ممارسة رياضة كرة القدم». وأضاف «هناك من يحاول أن يجني أرباحاً من وراء هذه الحجوزات التي تُباع بسعر رمزي فيشتريها ثم يقوم ببيعها ثانية في نفس ساعة الحجز على الشباب بأضعاف ثمنها»، لافتا إلى أن الحجوزات دائماً full ولا تجد ساعة واحدة شاغرة في جميع الملاعب. من جانبه،طالب المواطن طلال عبدالعزيز وهو من الشباب العاشق للعبة كرة القدم بضرورة إعادة النظر في شروط وسياسة الحجوازت بهدف استثمار وقت الفراغ للشباب لممارسة رياضتهم المفضلة، وتوفير ملاعب إضافية للشباب بمبالغ رمزية.
مشاركة :