بداية الشكر والعرفان لكوكبة من المعلمين والمعلمات الذين جاءونا من بلادهم متطوعين وعلى حساب دولهم، مصر وفلسطين، لنشر التعليم في بلدنا قبل اكتشاف النفط، وهؤلاء وأبناؤهم وأحفادهم محل كل تقدير واحترام عندنا، وقد تم تجنيس من أراد منهم، كما أننا لا ننسى دور مصر القومي معنا منذ أيام الملكية وحتى اليوم، ونقدر ونحترم كل من يشارك معنا في بناء بلدنا، من خبرات مهنية وأيدٍ عاملة، وبالأخص من يعالجون مرضانا، ويعلمون أبناءنا، ولكن من دون مَنٍّ أو تباهٍ، فذلك من باب تبادل المنافع، أجر مقابل عمل. ولكننا اليوم أصبحنا أقلية في بلدنا، تصل إلى دون الربع قليلاً، وعجزت ميزانية الدولة في ظل هبوط أسعار النفط عن تقديم خدماتها المعهودة بصورة مرضية، وبدأ الحديث عن تعديل التركيبة السكانية وإعادة النظر في الرسوم الحكومية وأسعار الخدمات المقدمة منها، وأن على المقيم أسوة بالمواطن تحمل جزء من ذلك، ولكن وللأسف بعض الوافدين رفض ذلك وبدأنا نسمع كلاماً مسيئاً لنا ولبلدنا، فيه نوع من النكران والجحود للكويت، فهناك من قال: إن البلد بلدنا، ونحن نسيطر على مفاصله ونعمل ما نشاء، ومن قال: إن تعرضتم لنا فسنعيدكم لخيامكم ورعي الأغنام كما كنتم، ولم تكن في الكويت قط معسكرات خيام، ولا مدن صفيح، ولا عشوائيات، بل كانت هناك مدن للعمال، وبيوت شعبية، وبيوت دخل متوسط، وفلل توزعها الحكومة منذ ستينينات القرن الماضي. وقد ادعى شخص (أُبعد عن الكويت بسبب قضايا غير أخلاقية) أنه رفع قضايا على حكومة الكويت في المحافل الدولية وجمعيات حقوق الإنسان، يطالبها فيها بمساواة مواطنيه بالمواطن الكويتي تماماً في جميع الحقوق، ولم يستثن (المخبول) إلا الحقوق السياسية، بل وطالب مواطنيه بعمل توكيلات له لتحصيل حقوقهم إذا قُبلت هذه القضايا وصدرت أحكام علينا. أمور إن تكررت وصمتت عنها سفارات بلدانهم وروابط جالياتهم، لا بد أن تكون لها ردة فعل عكسية، شعبية وحكومية، كتضييق أبواب الإقامة أسوة ببعض الدول، وتحديد فترة الإقامة ورفع رسومها، بل ولا نستبعد إذا تم إبدال هذه الجاليات بجاليات أخرى، كما فعلنا مع الفلسطينيين بسبب وقوف قادتهم مع النظام العراقي الغازي، فتقلص عددهم من 600 ألف عندئذ إلى بضعة آلاف هذه الأيام، ولم تتأثر الدولة بشيء، فالحديث عن عودتنا إلى الخيام وعدم قدرتنا على إدارة بلدنا بأنفسنا وتشويه سمعتنا في الساحات الدولية أمور لا تحرك شعرة في رأس متخذ القرار الكويتي. إضاءة «دبور وِزَنّ على خراب عِشه»
مشاركة :