كثير من الدول العربية يدرك السبل الملتوية لـ «الإخوان المسلمين»

  • 8/30/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

زار النائب البريطاني وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط، اليستير بيرت، القاهرة، الأسبوع الماضي. وفي مقال، نشرت نصه صحيفة الأهرام المصرية، قال بيرت إن أساليب التضليل التي تبناها «الإخوان المسلمون» لكي يتجنبوا الكثير من التدقيق في أنشطتهم، قبل صدور التقرير البريطاني بشأنهم عام 2015، مازالوا يتبنونها حتى اللحظة. واستمر بيرت في حديثه قائلاً: «لقد حان الوقت لكل من يدافع عن (الإخوان المسلمين)، في لندن أو القاهرة، أن يكشف هذا الغموض». • منذ عام 2013 منعت بريطانيا 110 متطرفين أجانب من دخول البلاد، وجرّدت 155 شخصاً يقيمون خارج بريطانيا من جوازات سفرهم البريطانية، حتى لا يتمكنوا من العودة إلى بريطانيا، وألقت القبض على متطرفين، مثل أنجم شودري، وحوكموا وأدينوا وسجنوا، وقد تم ترحيل آخرين.• المتطرفون بارعون في خلق ساتر دخاني لإخفاء طبيعتهم الحقيقية، لكن توجد أدلة على أن مثل هذه الأساليب لن تنجح في بريطانيا على الأقل. ويُعتبر هذا تطوراً مهماً في التقييم البريطاني لجماعة «الإخوان المسلمين»، ومفهوم الحكومة البريطانية عن المخاطر التي يمثلها هذا التنظيم، وكل من عانى أنشطته. تقرير 2015 الذي يشير إليه بيرت، ليس مكتملاً ولا مقنعاً للذين يعرفون جيداً مخاطر «الإخوان المسلمين»، أو الذين يعانون أنشطتهم. ووصل التقرير إلى نتيجة بأن الشواهد المتاحة لا ترقى إلى الحد الأدنى الذي بموجبه يمكن أن يتم فرض حظر على المجموعة. وبدلاً من ذلك، أوصى التقرير بفرض مراقبة صارمة لسلوك «الإخوان» وأنشطتهم، بما في ذلك التدقيق في طلبات حصولهم على التأشيرات، ومراقبة مصادر تمويل الجمعيات الخيرية المرتبطة بهم. في عام 2013، كانت بريطانيا واحدة من الدول الغربية القليلة التي حذرت من خطر جماعة «الإخوان المسلمين»، ومنذ ذلك الحين، ومع استمرار مراقبة أنشطتهم، منعت بريطانيا 110 متطرفين أجانب من دخول البلاد، وجرّدت 155 شخصاً يقيمون خارج بريطانيا من جوازات سفرهم البريطانية، حتى لا يتمكنوا من العودة إلى بريطانيا، وألقت القبض على متطرفين، مثل أنجم شودري، وحوكموا وأدينوا وسجنوا، وقد تم ترحيل آخرين، مثل «أبي قتادة» و«أبي حمزة». أساليب غامضة وملتوية وصرّح بيرت في اجتماعاته في القاهرة بأنه، من خلال رصد أنشطة جماعة «الإخوان المسلمين» في المملكة المتحدة وحول العالم، كان واضحاً أن المنظمة تستخدم أساليب غامضة وملتوية لإخفاء أجندتها المتطرفة في مصر. وعندما زار البابا فرانسيس مصر، في أبريل الماضي، أطلق عليه حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة «الإخوان المسلمين» اسم «باب الإرهاب». وعلم أن «الإخوان المسلمين» ينظرون إلى رجال الأمن المصري، الذين يحرسونه خلال زيارته، بـ«الميليشيات المسيحية». وكانت هذه محاولة واضحة من قبل «الإخوان» لإشعال العنف الطائفي ضد المسيحيين، كما يفسر هذا التغيير الواضح في موقف بريطانيا. موقف غريب أتذكر عندما بدأت لندن في تسعينات القرن الماضي كملاذ للإرهابيين، الذين كانت دوافعهم واضحة، وكان موقف بريطانيا غريباً. وقد ناقش بعض السياسيين، وجهات إعلامية بريطانية، الأخطار التي يشكلها «الإخوان المسلمون». وقلت في ذلك الحين إن بريطانيا ستدفع ثمن سياسة الاحتواء، لكنني لم أكن أتصور شيئاً مثل الكوارث التي يمكن أن تتمخض عن أنشطتهم. المتطرفون بارعون في خلق ساتر دخاني لإخفاء طبيعتهم الحقيقية، لكن توجد أدلة على أن مثل هذه الأساليب لن تنجح في بريطانيا على الأقل. لقد حان الوقت للتذكير بأخطاء الماضي، والاستفادة من واقع الوضع الجديد. والحقيقة أن بريطانيا والعديد من البلدان الأوروبية الأخرى بدأت تدرك الخطر الذي تواجهه، وبدأت تتخذ العديد من التدابير لحماية حدودها ومجتمعاتها، وينبغي الاستفادة من هذه الفرصة، وينبغي أن نعمل معاً لتحقيق هدف مشترك. وفي هذا الصدد، فإن آراء السفير البريطاني لدى مصر، جون كاسون، مفيدة، فقد ظل كاسون في القاهرة على مدى السنوات الثلاث الماضية، وكان نائب السفير في الأردن، وشغل منصب مدير إدارة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية. والتقى بعدد من الزملاء أخيراً، وتحدث عن اتجاه جديد في السياسة البريطانية بشأن تعاملها مع الإرهاب، ووجهة نظر بريطانيا الجديدة بشأن جماعة «الإخوان المسلمين». وفي رده على سؤال عن ما إذا كان وضع «الإخوان المسلمين» ستتم مراجعته في بريطانيا، وما إذا كان سيتم تصنيفها كمجموعة إرهابية، قال كاسون إن «المملكة المتحدة لديها قوانين لكي تضمن بأن لديها كل القدرة على مواجهة التهديدات التي تواجهنا، بمن في ذلك أولئك الذين قد يرتكبون أعمال عنف». ويمضي قائلاً «نحن نريد دائماً التأكد من أننا لا نمتثل للشبكات والجمعيات الخيرية، والمواقع والحسابات المصرفية، والمساجد التي تدعم العنف والتطرف». وقال إن تطبيق مثل هذه القوانين يتعلق بجميع المجموعات، بمن في ذلك أي شخص مرتبط بجماعة «الإخوان المسلمين»، لأن المملكة المتحدة لن تسمح ولن تتسامح مع الإرهاب والتطرف، وأنها ستواجهه بكل قوة. وأضاف أن «كل من ينشر أفكاراً سامة، مثل أفكار الحرب بين الإسلام وبريطانيا، أو الأفكار التي تحرّض على العنف، سيتم التعامل معه بكل قوة وحسم، عندما نجد أي دليل على ارتكاب مثل هذه الأعمال». وأعتقد أن هذا تطور كبير في الرؤية البريطانية، التي أعتقد أننا يجب أن نبني عليها. عبداللطيف المناوي صحافي وكاتب عمود، غطى معظم مناطق الحروب والنزاعات في جميع أنحاء العالم.

مشاركة :