النخيل القزم.. يعود إلى الحياة

  • 8/30/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: هديل عادلتتعرض بعض النباتات البرية لخطر الانقراض، بسبب اختلاف الظروف البيئية، وقسوة الطبيعة، أو لأسباب أخرى كثيرة، وحماية هذه النباتات، ضمان للمحافظة على الحياة البرية للأجيال المقبلة، وتعتبر شجرة النخيل القزم، التي تنمو في أحد الأودية المرتفعة، ضمن متنزه جبل حفيت في مدينة العين. تتواجد أعداد قليلة ومبعثرة من شجرة النخيل القزم في باقي إمارات الدولة؛ من النباتات المهددة بالانقراض، بالرغم من أنها تتميز بقدرتها على التكيّف مع الجفاف الجوي والأرضي، ومقاومتها للعديد من الظروف القاسية، ومؤخراً نجح فريق من «بيئة أبوظبي»، في إكثار شجرة النخيل القزم، التي تعتبر الأكثر ندرة وتهديداً في الإمارة، وفي السطور التالية، يتحدث كل من الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في الهيئة، وماهر قبشاوي، رئيس وحدة الأنواع والموائل البرية المهددة بقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بالهيئة، عن جهودهما في حماية وإكثار النخيل القزم. تقول الدكتورة شيخة سالم الظاهري: يأتي مشروع إكثار أشجار النخيل القزم الذي أطلقته هيئة البيئة أبوظبي عام 2013، في إطار سعي الهيئة للحفاظ على الأنواع البرية، ضمن بيئاتها الطبيعية في مختلف أنحاء الإمارة، والذي يتم بشكل خاص عن طريق إنشاء وإدارة شبكة من المحميات الطبيعية، تحتوي على هذه النباتات، واستمرت محاولات إكثار النخيل القزم ثلاث سنوات متتالية، لم تخلُ من التحديات، التي لم تزدنا إلا إصراراً على العمل الدؤوب، الذي تكلل بالنجاح، في عام 2017، بإكثار هذا النوع من النخيل القزم شديد الندرة، باستخدام بعض البذور التي تم جمعها من بعض الإمارات الأخرى، والتي اتسمت أيضا بالصعوبة، نتيجة لقلة الثمار من جهة، وتغذية الحيوانات البرية، وخاصة الطيور منها على تلك الثمار، من جهة أخرى، لذا فقد تطلب الأمر، عمليات حفظ وتغطية للثمار في بداية الموسم، بواسطة شباك التغطية البلاستيكية، ذات الفتحات الصغيرة، كتلك المستخدمة لتغطية ثمار أشجار النخيل المثمرة في المزارع، ولا شك أن نجاحنا في إكثار النخيل القزم، دافعنا للاستمرار في البرامج المختلفة لصون وديمومة النباتات البرية في الدولة، ويحظى جبل حفيت عموماً باهتمام الهيئة، التي أعلنت في عام 2011، أنه يعتبر موطناً لعدد من النباتات النادرة في دولة الإمارات، والتي تحتاج إلى حماية فورية للحفاظ على التنوع البيولوجي الغني، لهذا النظام البيئي الفريد.ويتحدث ماهر قبشاوي، عن أهمية شجرة النخيل القزم، قائلاً: يعتبر النخيل القزم من النباتات البرية التي تنمو ضمن الأودية الصغيرة في البيئات الجبلية، وهو من النباتات الشجيرية المعمرة، التي تنمو بشكل باقات متجمعة، ونادراً ما تشاهد بشكل فردي، ويستخدم في عدد من الصناعات اليدوية، حيث تدخل أليافه في صناعة السلال والحصير والسروج والمراوح اليدوية، وتدخل أيضا في صناعة الحبال والشباك، كما تستعمل أجزاء أخرى من النبتة في تضميد الجروح، ويمكن استخدام شجرة النخيل القزم في التزيين الخارجي، نظراً لتحملها للجفاف الجوي والأرضي، ومقاومتها للعديد من الظروف القاسية، إضافة لما تتمتع به من جمال أوراقها، ذات الشكل المروحي، والمجاميع الثمرية التي تحملها، لمدة تتراوح بين 3و4 أشهر في السنة.50 نخلةوعن نتائج عمليات إكثار النخيل القزم، يضيف: نتيجة لعملية الإكثار، يوجد الآن في مشتل الهيئة المختص لإكثار وحفظ النباتات البرية، ما يقرب من 50 فرداً من النخيل القزم، وتحظى بعناية خاصة، ويجري التخطيط حالياً لمحاولة تجريب إعادة زراعتها ضمن أودية مختارة في متنزه جبل حفيت الوطني، كجزء من محاولات إنقاذ هذا النوع وإعادته إلى البرية، ليشكل مجموعة مستدامة من الشجيرات القادرة على البقاء والاستمرار، ووضع برامج خاصة للبحث والمراقبة والمتابعة لهذه الشجيرات بعد الزراعة، للتأكد من ضمان نجاحها. ويوضح قبشاوي الأسباب التي تهدد حياة النخيل القزم، قائلا: يتعرض النخيل القزم للعديد من العوامل التي تؤدي إلى تدهوره وتناقص أعداده، سواء كانت تلك العوامل طبيعية، كالجفاف والحرارة المرتفعة، وتفاوت كميات الأمطار، والتغيرات المناخية، إضافة إلى بعض العوامل المتعلقة بأنشطة الإنسان المختلفة، كجمع الأوراق والثمار، والرعي الجائر، وتدهور الموائل الطبيعية الحاضنة لهذا النوع، بسبب المشاريع التطويرية، فضلاً عن منافسة بعض الأنواع النباتية المدخلة والغازية للنخيل من هذه الفئة، ضمن بيئته الطبيعية، والتي تكون فيها المنافسة في الغالب، لصالح النبات الدخيل.

مشاركة :