العنابي أمام مهمة إثبات الوجود

  • 8/30/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: بغض النظر عن كل الاحتمالات التي باتت تدور في فلك الحسابات المعقدة، وفقاً لما آلت إليه النتائج السابقة، يبقى العنابي مطالباً بالسعي لتحقيق المطلوب منه في الجولتين الأخيرتين من عمر التصفيات الحاسمة والمؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم على أمل أن تخدمه نتائج المباريات الأخرى بحثاً عن الفرصة التي يتفق الجميع على أنها في غاية الصعوبة.. أما المطلوب من العنابي تحديداً فهو الفوز في مباراتيه الأخيرتين أمام سوريا الخميس في ماليزيا ثم أمام الصين هنا في الدوحة في الخامس من الشهر المقبل.. وفي تقديرنا أن الأمر، وبقدر ما يتعلق بهاتين المباراتين، يبقى ممكناً وفقاً للمؤشرات الفنية خصوصاً أن العنابي سبق أن فاز على سوريا ذهاباً في الدوحة بهدف وحيد بينما تعادل سلباً مع الصين هناك على ملعبه ووسط جمهوره.. ومع أن المنتخب السوري يتقدّم على العنابي في جدول الترتيب بإشغاله المركز الرابع بفارق نقطتين إلا أن الفوز عليه ليس بالأمر الصعب خصوصاً إذا ما أخذنا بالحسبان أن العنابي يمكن أن يخوض هذه المباراة بدون ضغوط من النوع الذي يمكن أن يؤثر سلباً في إمكاناته لاسيما أنه قادم من فوز لامع وكبير سبق أن حققه في مباراته الأخيرة التي هزم فيها المنتخب الكوري الجنوبي بثلاثة أهداف لهدفين إلى جانب أن كل المؤشرات تعكس حقيقة التصاعد في مستواه في الآونة الأخيرة خلال رحلته مع هذه التصفيات إذ كان قد خسر بصعوبة كبيرة وبأخطاء محدودة وبهدف وحيد أمام إيران وأوزبكستان رغم أنه كان يبدو هو الأفضل من حيث المستوى العام.. ومع أن العنابي سيكمل المشوار تحت قيادة مدرب جديد هو الإسباني سانشيز بعد استقالة المدرب السابق الأورجواياني فوساتي إلا أن مسيرة إعداده في الآونة الأخيرة كانت سليمة جداً حيث خضع لبرنامج متكامل وخاض أربع تجارب مهمة ثلاث منها في معسكره بإنجلترا والأخرى كانت هنا في الدوحة وتفوّق فيها على منتخب تركمانستان بهدفين لهدف، وبالتالي فإن المتوقع هو أن نشهده بالصورة التي تتفق مع الطموح في إمكانية الخروج بالنقاط الثلاث التي ستكون في غاية الأهمية حتى في ظل صعوبة الموقف على مستوى البحث عن فرصة القفز إلى المركز الثالث الذي يتيح لصاحبه حق خوض مباراة الملحق في هذه التصفيات.. ولكي تكون الصورة أكثر وضوحاً نقول: إن الفوز في مباراة الخميس هذه ستكون من بين أهم الأسباب التي قد تمنحنا إمكانية رؤية ضوء في نهاية النفق حتى وإن كان هذا الضوء خافتاً وتصعب رؤيته.. وهنا نقول إن على لاعبينا أن يحرصوا ويتمسّكوا بكل قوة بما هو مطلوب منهم، إن لم يكن من أجل البحث عن فرصتهم الصعبة فمن أجل سمعة الكرة العنابية وهي سمعة كانت قد تعزّزت فعلاً من خلال مباراتهم الأخيرة التي تفوقوا فيها على المنتخب الكوري الجنوبي المتخصّص بتمثيل آسيا في نهائيات كأس العالم حيث أثبتوا قدرتهم على تجاوز أي إخفاقات وهو أمر مهم حتى وإن جاء ذلك في وقت حرج وصعب وربما يكون أقرب إلى الوقت الضائع في هذه التصفيات.. فحتى مع تضاؤل فرصتنا سيبقى مطلوباً من لاعبينا تقديم كل ما لديهم في المباراتين الأخيرتين وهو ما نأمله ونتوقعه منهم بانتظار أن تسعفنا النتائج الأخرى على مستوى ما نأمله في هذه التصفيات أو بحثاً عما يؤكد مكانة الكرة العنابية آسيوياً إذا ما صبّت النتائج الأخرى في غير صالحنا. وبقدر ما ننتظر من لاعبينا الارتقاء إلى أفضل حالاتهم في المواجهتين الأخيرتين بهذه التصفيات وبالتالي إثبات حقيقة أنهم يمثلون رقماً صعباً فيها، بقدر ما ننتظر من المدرب سانشيز بصمته المهمة التي يمكن أن تسهم في تصعيد قدرات العنابي وبما يشكّل إضافة مهمة له معنوياً على الأقل في المتبقي من عمر هذه التصفيات.

مشاركة :