قالت الرئاسة الفلسطينية إن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية سيزول، رافضة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي تعهد فيها بعدم إخلاء أي مستوطنات إسرائيلية.وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة: «الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعلى رأسها القدس الشرقية، غير شرعي، وسيزول»، محذرا من الاستفزازات الإسرائيلية التي «ستقود إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، والحكومة الإسرائيلية تتحمل وحدها المسؤولية عنها».ووصف أبو ردينة تصريحات نتنياهو بأنها إعاقة حقيقية لجهود الإدارة الأميركية، ومحاولة لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر.وكان نتنياهو تعهد بأن لا تقتلع أي مستوطنات. وقال خلال مشاركته في حفل إسرائيلي للذكرى الخمسين للاستيطان في الضفة الغربية، أقيم في شمال الضفة الغربية (المنطقة الصناعية - بركان): «يجب أن أقول لكم إننا مررنا بفترة صعبة غير بسيطة، وهنالك قوة دفع من التطوير والبناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، هذا المسعى العظيم نقوده معا. فلا توجد حكومة عملت من أجل الاستيطان أكثر من الحكومة التي أقودها».وأضاف نتنياهو: «هذه أرض آبائنا. هذه أرضنا. رجعنا هنا حتى نبقى إلى الأبد، في أرض إسرائيل لن تقتلع أي مستوطنات». وتابع: «لقد ثبت أن هذا لا يساعد بتحقيق السلام. اقتلعنا مستوطنات وحصلنا على صواريخ. لن يكون هناك المزيد. نحن نعتني بهذا المكان ونحرسه وهو يحرسنا، كممتلكات استراتيجية لإسرائيل (....) نصون الاستيطان ونعززه، ونقوم بذلك بشكل يتحلى برشد وبعقلانية وبمسؤولية».وجاء حديث نتنياهو بعد جولة لوفد أميركي رفيع في المنطقة، في محاولة لدفع عملية السلام.وفي ما بدا استباقا لأي نتائج، قال نتنياهو: «السامرة منطقة استراتيجية لدولة إسرائيل. إنها أساسية لمستقبلنا».وأضاف: «قلت أمام الزعماء الأجانب الذي جاءوا إلى هنا، تخيلوا أن على هذه التلة تقيم قوات إسلامية متطرفة، كان هذا سيشكل خطرا علينا، كما سيشكله عليكم أيضا، وعلى باقي جيراننا والمنطقة كلها؛ عمليا الشرق الأوسط كله. في ضوء ما يحدث حولنا في الشرق الأوسط يمكن تخيل النتائج، التي قبل ذلك ستؤثر على (شارع 6) وعلى مطار بن غوريون. لذلك نحن لا نستسلم؛ سنحافظ على يهودا والسامرة أمام كل من يطالب بالاقتلاع بتعميق جذورنا... نبني، ونعزز، ونستوطن».وتابع: «وصلت هنا لأول مرة قبل 50 عاما. أتذكر رحلاتي جنديا في السامرة. لقد انفعلت لكوني أدوس على الأماكن نفسها التي خطا عليها أجدادنا، وعرفت إلى أين أنا ذاهب، وعرفت كل مكان لأنني تعرفت عليه في الكتب».وينسف حديث نتنياهو أي احتمال لعقد اتفاق سلام، لأنه يدمر الأساس الذي يقوم عليه الحل الذي ينشده الفلسطينيون، وهو حل الدولتين.ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 دولةً جارة لإسرائيل. ولطالما قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إنه لن يقبل ببقاء أي جندي إسرائيلي على هذه الدولة بعد إقامتها. ودعم وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، رئيسه نتنياهو، مؤكدا أن الاستيطان الإسرائيلي سيتواصل.وتعهد ليبرمان أمس، بدعم مزيد من البناء الاستيطاني، على الرغم من أن الولايات المتحدة لا ترغب في ذلك كما قال، مضيفا: «إنه زمن الاستيطان، من عام 2000 لم يجر استيطان كما اليوم. لقد جرى تسويق 3400 وحدة سكنية منذ بداية العام، وهناك 7000 أخرى في مراحل مختلفة في عملية التسويق».وأشاد ليبرمان بالإدارة الأميركية الجديدة لأنها لا تحول مسألة الاستيطان إلى حدث دبلوماسي.ولاقت تصريحات نتنياهو ترحيبا شديدا لدى أوساط المستوطنين. ورحب القيادي في حركة الاستيطان، يوسي دغان، بنتنياهو، وقال: «هذا يرسل رسالة واضحة بالنسبة لأهمية السامرة (نابلس)».وفي القاهرة، استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بشدة، أمس، تصريحات نتنياهو بشأن «بقاء المستوطنات الإسرائيلية للأبد» واستحالة اقتلاعها.وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، محمود عفيفي، في بيان صحافي، إن أبو الغيط يعد أن «هذه المواقف، المرفوضة بالكامل، لا يُمكن أن تصدر عن شخص يسعى للسلام، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليس لديه سوى أجندة داخلية، تتعلق بالبقاء في كرسيه، حتى ولو كان ثمن ذلك وأد أي فُرصة لإحلال السلام بين بلاده والفلسطينيين». وأضاف أبو الغيط أن هذه المواقف لا تُعد غريبة على تاريخ نتنياهو المعروف للجميع، «بل الغريب هو أن يظن البعض أن ثمة فرصة لأن يتخلى رئيس الوزراء الإسرائيلي يوماً عن الاستقواء بجماعات الاستيطان، أو الاحتماء بكتل اليمين المتطرف الرافضة لأي تسوية على أساس حل الدولتين»، مشيراً إلى أن «هذه الجماعات تُمثل الحاضنة السياسية لنتنياهو الذي صار أسيراً لها بشكل كامل».
مشاركة :