الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء من أن “كل الخيارات مطروحة” بعدما أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا حلق فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادئ في تصعيد خطير أثار قلق المجموعة الدولية. ودافعت كوريا الشمالية عن حقها في اتخاذ “إجراءات مضادة” في إطار الدفاع عن النفس في مواجهة ما وصفته بالنوايا “العدوانية” الأميركية. وتحدث سفيرها لدى الأمم المتحدة هان تاي-سونغ عن الحق في “الدفاع عن النفس خلال مؤتمر للأمم المتحدة في جنيف حول نزع السلاح وأعتبر أن “المناورات العسكرية المشتركة الأميركية-الكورية الجنوبية الجارية في الوقت الراهن، في خضم التوتر حول شبه الجزيرة الكورية وعلى الرغم من التحذيرات الحازمة من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، ليست سوى عمل مفرط يزيد من التوتر”. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بطلب من الولايات المتحدة واليابان التي دان رئيس حكومتها شينزو آبي إطلاق الصاروخ معتبرا انه “تهديد خطير وغير مسبوق”. وكان مجلس الأمن قد فرض أول عقوبات على كوريا الشمالية في عام 2006، وعزز تلك العقوبات لاحقًا ردًا على تجاربها النووية التي أجرتها لاحقًا، فضلًا عن قيامها بتجارب على إطلاق صواريخ بالستية تكثفت في الفترات الأخيرة.الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دان إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا بالستيًا جديدًا، معتبرًا أنه يشكّل "انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن" وأكد ترامب أن “العالم تلقى بوضوح شديد الرسالة الأخيرة لكوريا الشمالية، وأثبت هذا النظام ازدراءه بجيرانه وبجميع أعضاء الأمم المتحدة وبأبسط معايير السلوك الدولي المقبول”. وأضاف أن “الأعمال المهددة والمزعزعة للاستقرار لا تؤدي سوى إلى زيادة عزلة النظام الكوري الشمالي في المنطقة والعالم. حيث أن كل الخيارات مطروحة”. وأجرت كوريا الشمالية الشهر الماضي اختبارين لصواريخ بالستية عابرة للقارات يبدو أنها وضعت جزءا كبيرا من أراضي القارة الأميركية في مرماها. وتوعد الرئيس الأميركي حينذاك كوريا الشمالية “بالنار والغضب”. وردت بيونغ يانغ متوعدة بإطلاق صواريخ بالقرب من غوام الجزيرة الأميركية في المحيط الهادئ. وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الثلاثاء أن الصاروخ حلق فوق اليابان لكنه “لم يشكل تهديدا لأميركا الشمالية”. ونفذت كوريا الشمالية الثلاثاء تهديداتها الأخيرة بإطلاق صاروخ باتجاه اليابان في خطوة تصعيدية جديدة للتوتر المرتبط بالطموحات العسكرية والنووية لبيونغ يانغ، فيما أثار ردَّ فعل حادا من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي واستنكارا دوليا واسعا. وعلى خلاف ما أعلنته بيونغ يانغ مؤخرا باستهدافها جزيرة غوام الأميركية، فقد وجهت كوريا الشمالية صاروخا نحو اليابان حليفة الولايات المتحدة الأميركية وقد سقط في المحيط الهادئ، في أول خطوة من نوعها منذ ثماني سنوات. لكن وزير الدفاع الياباني إيتونوري أونودار أكد إن “صاروخا من هذا النوع، قادر على الوصول إلى جزيرة غوام الأميركية”.إيتونوري أونودار: صاروخ من هذا النوع، قادر على الوصول إلى جزيرة غوام الأميركية ونقلت وكالة كيودو اليابانية عن الوزير قوله إن “مدى الصاروخ يبلغ حوالي 5 آلاف كم، ما يعني أن صاروخا من هذا النوع يمكنه الوصول إلى غوام”. ويعد هذا التصعيد الأكثر استفزازا على الإطلاق وجاء في الوقت الذي تجري فيه القوات الأميركية والكورية الجنوبية تدريبات عسكرية سنوية تعارضها كوريا الشمالية بشدة. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي “تصرف كوريا الشمالية الطائش لم يسبق له مثيل وتهديد خطير وجسيم لأمتنا”. مطالبا باجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي. وأضاف آبي أنه تحدث هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب واتفقا على زيادة الضغط على كوريا الشمالية. وتنامت المخاوف من تطوير كوريا الشمالية لصواريخ وأسلحة نووية منذ أجرت بيونغ يانغ اختبارا لصواريخ بالستية عابرة للقارات في يوليو الماضي. في المقابل دعت الصين إلى ضبط النفس. وكررت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ دعوة بكين إلى استئناف محادثات السلام قائلة إن طريقة “الضغط والعقوبات” على كوريا الشمالية “لا يمكن أن تحل المسألة بشكل جوهري”. ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا بالستيًا جديدًا، معتبرًا أنه يشكّل “انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن”. وحضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بيونغ يانغ على “الامتناع عن أي عمل جديد مستفز”. ونددت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بإطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا قبل زيارة مرتقبة إلى طوكيو. وعبرت روسيا عن “قلقها البالغ” حيال الوضع منددة بـ”توجه نحو التصعيد” من جانب واشنطن وسيول، بحسب سيرجي ريابكوف أحد نواب وزير الخارجية الروسي. ويرى محللون في العملية الأخيرة تحديا هائلا لطوكيو وواشنطن على حد سواء. حيث أن كل صاروخ يطلق على غوام سيحلق بالضرورة فوق اليابان. وعندما أطلق الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون صاروخيه العابرين للقارات في يوليو الماضي وقد قال إنهما “هدية” إلى “الأميركيين القذرين”، اتبع الصاروخان مسارا أقرب إلى شكل جرس متجنبين التحليق فوق اليابان. وتعود المرة الأخيرة لتحليق صاروخ كوري شمالي فوق اليابان إلى 2009. وأكدت بيونغ يانغ حينذاك أنها عملية إطلاق قمر اصطناعي. لكن واشنطن وسيول وطوكيو تؤكد أنه اختبار سري لصاروخ بالستي عابر للقارات.
مشاركة :