بدأت المملكة السعودية، خطوات الالتحاق بالمشروع الصيني الرامي إلى إحياء «طريق الحرير»، المسار التجاري التاريخي، الرابط بين جنوب الشرق الأقصى، والشمال الأوروبي، مرورا بالمنطقة العربية، برا وبحرا، والذي يعد بحسب تقديرات المؤسسات المالية والإقتصادية الدولية، أهم مشروعات القرن في العالم وسيعيد صياغة العلاقات التجارية بين الدول، ويربط تجاريا بين 60 دولة باستثمارات متوقعة تتراوح بين 4 و8 تريليونات دولار.ويستهدف المشروع تعزيز التجارة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا إلى جانب التركيز على السلام العالمي والازدهار الحضاري. ويأتي تأسيس شركة طريق الحرير السعودية التي أعلن عنها قبل أيام ، كإحدى الأذرع الاقتصادية الجديدة للمملكة، والتي ستساهم في جذب العديد من الاستثمارات الخارجية، وتعزيز التجارة البحرية من ميناء جازان، وتعدّ مورداً غير نفطي يضاف إلى اقتصادها. ويؤكد خبراء اقتصاد في الرياض، أن تأسيس شركة طريق الحرير السعودية في منطقة جازان، يعد مبادرة جيدة ومميزة، حيث ستعمل على جذب استثمارات الشركات الصينية للمملكة في مختلف المجالات زراعياً وسياحياً وصناعياً وكذلك خدمياً. بالإضافة إلى تعزيزها لحركة التجارة البحرية بالمنطقة. وأوضح المحلل المالي السعودي، الدكتور سامي النويصر، أن التحالفات الاقتصادية مع الصين خطوة إيجابية، فالصين تعتبر قوة اقتصادية عالمية، فهي تتميز بالكفاءة العالية وقلّة التكاليف، والسعودية بحاجة إلى توفير العناية اللازمة والضرورية لهذه الاستثمارات الصينية والدولية، وتوفير التسهيلات التي يحتاجها المستثمر الأجنبي.. وأكد أن طريق الحرير السعودية، ستساهم بشكل كبير في التنمية المستدامة للمملكة عموماً، وخلق التوازن المطلوب بين المدن في المملكة، وستدعم حركة الوظائف عبر خلق فرص جديدة، لا سيمّا أن المناطق الجنوبية للسعودية غنيّة بالقوى البشرية مما سيساهم ـ بطبيعة الحال ـ في خلق توازن بين المدن وتخفيف الضغط على المدن الرئيسة. يذكر أن طريق الحرير، يطلق على مجموعة الطرق المترابطة التي كانت تسلكها القوافل والسفن بين الصين وأوروبا بطول 10 آلاف كيلومتر، والتي تعود بداياتها لحكم سلالة Han في الصين نحو 200 سنة قبل الميلاد.. وأطلق عليها هذا الاسم عام 1877 من قبل جغرافي ألماني، لأن الحرير الصيني كان يمثل النسبة الأكبر من التجارة عبرها. وكان لطريق الحرير تأثير كبير في ازدهار كثير من الحضارات القديمة، مثل الصينية والمصرية والهندية والرومانية، وهو يمتد من المراكز التجارية في شمال الصين، حيث ينقسم إلى فرعين: يمرّ الفرع الشمالي عبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم حتى البحر الأسود وصولاً إلى البندقية.. أمّا الفرع الجنوبي فيمرّ عبر العراق وتركيا إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر سورية إلى مصر وشمال أفريقيا.. وتوقف طريق الحرير كخط ملاحي للحرير مع حكم العثمانيين في القسطنطينية. وفي مطلع التسعينيات، من القرن الماضي، بدأت محاولات لإنشاء طريق الحرير الجديد من بينها ما عرف بالجسر البري الأوروبي الآسيوي، الذي يصل بين الصين وكازاخستان ومنغوليا وروسيا ويصل إلى ألمانيا بسكك حديدية. وفي شهر سبتمبر/ أيلول 2013، وضمن زيارة الى كازاخستان أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، عن خطة لتأسيس طريق حرير جديد يصل الصين بأوروبا عرف بـ One Belt, One Road يصل بين 60 دولة باستثمارات متوقعة تتراوح بين 4 و8 تريليونات دولار.ويستهدف المشروع تعزيز التجارة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا
مشاركة :