اكثر من مليوني مسلم يبدأون مناسك الحج، وسلامتهم أولوية

  • 8/30/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض - بدأ أكثر من مليوني مسلم تدفقوا من جميع بقاع الأرض، أداء مناسك الحج الاربعاء في منطقة مكة تحت اشعة الشمس القائظة وفي ظل تهديدات امنية وازمات دبلوماسية تعصف بالمنطقة. وبعد عامين من حادث تدافع اودى بحياة أكثر من 2300 شخص، تؤكد السلطات السعودية أنها سخرت كل طاقاتها الأمنية والخدماتية، بما في ذلك مئة ألف عنصر أمن، في سبيل إنجاح موسم الحج والاستعداد لأي طارئ. وفجر الأربعاء، امتلأت ساحات الحرم المكي بالحجاج الذين يستعدون للتوجه إلى مشعر منى، وهو وادي يقع على بعد خمسة كيلومترات الى شرق مكة المكرمة، للتحضير ليوم التروية في أول أيام الحج، عشية اداء الركن الاعظم على صعيد عرفات. وعلى أرصفة مكة، يحتشد الحجاج على اختلاف أعمارهم وأعراقهم مع أمتعتهم بانتظار الحافلات التي ستقلهم إلى منى. وداخل الحرم المكي، يطوف آخرون سبع مرات حول الكعبة. وتقول نور، حاجة سعودية تبلغ من العمر 30 عاما تسير مسرعة، وهي تلتقط أنفاسها "لا يزال يتوجب علي انهاء الطواف" قبل المغادرة إلى منى. وأما ريسفانا، فتبدو أكثر هدوءا حيث تجلس على كرسي وسط ساحة الحرم وبين ذراعيها طفلها البالغ من العمر ستة أشهر والذي سيرافقها أثناء ادائها مناسك الحج. وتقول الوالدة الشابة مشيرة إلى قارورة مياه معلقة على حقيبتها "لقد حضرت كل شيء من أجله". من جهته، يقول تيجاني تراوري (53 عاما)، القادم من بنين والذي يؤدي مناسك الحج للمرة الـ22 في حياته "في كل مرة نختبر مشاعر لم تخالجنا من قبل". ويضيف انه على مر السنوات "ادخلت تحسينات على عملية التنظيم واستقبال الحجاج. واليوم مثلا، نقيم في خيم مبردة". - سلامة الحجاج "أولوية" - وفي المسجد الحرام، تساهم مراوح تبخ رذاذ الماء في تلطيف حرارة الجو. وتحت ظلال الأشجار أو الجسور، ينتظر المصلون الآذان فيما يفضل البعض مواصلة الطواف حول الكعبة المشرفة حيث يحمون رؤوسهم بسجادة الصلاة او بمظلة صغيرة علقت بعود بلاستيكي. وتقوم فرق من العمال والمتطوعين غالبيتهم من دول آسيوية، على مدار الساعة، بتنظيف الباحة. يعود هذا العام الى مكة الحجاج الايرانيون الذين غابوا عن شعائر العام الماضي بعدما ادى حادث التدافع في 2015 الى وفاة 464 ايرانيا، تلاه قطع العلاقات بين الرياض وطهران اثر مهاجمة سفارة السعودية وقنصليتها في الجمهورية الإسلامية بعد اعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر. ويؤكد اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية ان "ضمان سلامة الحجاج اولوية" سلطات المملكة. كما تجري مناسك الحج هذا العام في خضم ازمة دبلوماسية كبرى تعصف بمنطقة الخليج اثر قطع المملكة السعودية ودول اخرى علاقاتها مع قطر على خلفية اتهامها بالتقرب من ايران، الخصم الاكبر للرياض في منطقة الشرق الاوسط، وبدعم الارهاب وهو ما تنفيه الدوحة. وتسبب قطع العلاقات مع قطر والاجراءات العقابية التي اتخذتها السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر بحقها، ومنها اغلاق الحدود البرية مع السعودية والمجالات الجوية امام طائراتها، بتقليص اعداد الحجاج القطريين. وقبيل بدء موسم الحج، أعلنت السعودية فتح حدودها البرية مؤقتا امام الحجاج القطريين، الا ان اعدادا قليلة فقط من هؤلاء عبروا نحو مكة المكرمة والمدينة المنورة، بحسب عضو في اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في الامارة. - كرسي متحرك - كما تقام المناسك التي تعتبر بين اكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم، في ظل خسارة تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف مناطق نفوذ مهمة له في سوريا والعراق، رغم انه لا يزال يواصل مهاجمة اهداف في الشرق الاوسط وفي اوروبا. وعلى بعد خطوات من الكعبة المشرفة، لا تخفي فتحية طه فرحتها لوجودها في المكان الاقدس لدى المسلمين. وتقول طه (67 عاما) وهي تجلس على كرسيها المتحرك بين حاجات مصريات اخريات "احلم منذ اربع سنوات باداء المناسك". ويقضى الحجاج يومهم في الصلاة والاستراحة في منى قبل ان ينتقلوا الى جبل عرفات الخميس عشية عيد الاضحى. ويبيت معظمهم الليلة بمنى استعدادا للصعود الى عرفات مع بزوغ فجر الخميس. وعشية بدء الشعائر، اكتظت باحة المسجد الحرام والاروقة والممرات المجاورة لها بالحجاج وبرائحة المسك والعباءات البيضاء والملونة. واضافة الى قيمته الدينية، يشكل موسم الحج مصدر ايرادات كبير للمملكة السعودية. وتتضمن خطة "رؤية 2030" الاقتصادية الهادفة الى التقليل من الاعتماد على النفط، اجراءات لدعم السياحة الدينية في السعودية. وبحسب السلطات، فان اعداد الحجاج ارتفعت بشكل كبير هذا العام مقارنة بالسنة الماضية.

مشاركة :