المثابرة والإصرار من «الجد السوبر»

  • 8/31/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن عمر الإنسان عند البعض من البشر حاجزاً بينه وبين الإصرار والمثابرة وقوة الإرادة عند عجوز كبير في السن يبلغ من العمر أكثر من سبعة وسبعين عاماً في أن يصل إلى ما يبغي ويحققه في حياته حتى آخر يوم في حياته مثل ما يقول هذا الرجل العجوز عند إصراره ومثابرته في التعلم وكسب المعرفة . فقد استطاع أن يحصل على أربع شهادات جامعية في تخصصات التجارة والاقتصاد وإدارة المكتبات ولغة بلده وآدابها بامتياز خلال ستة عشر عاما حيث بدأ دخول الجامعة وبدأ دراسته وعمره واحد وستون عاماً . وقد ترك المدرسة بعد المرحلة الابتدائية وتعلم لغات أجنبية عديدة مثل اللغة الروسية واللغة الألمانية وعمل مترجماً بهاتين اللغتين كما أنه أنهى المرحلة الثانوية بنظام التعليم المفتوح وكان ذكياً رغم هذا العمر ويجتاز الامتحانات بسهولة ويسر . ورغم انشغاله بالدراسة الجامعية فإنه كان يعمل بالعمل التطوعي في عدد من الجمعيات وقد جمع بين التحصيل العلمي الجامعي وبين التطوع الإنساني . وكان يعتز كثيراً بلقب (الجد السوبر) الذي أطلقه عليه أصدقاؤه لتقدمه بالتعليم الجامعي وهو في هذا العمر أطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية لمواصلة تعليمه الجامعي بالتطلع لدراسة الحقوق . إن هذا (الجد السوبر) يأمل أن يواصل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة تعليمه العلمي في إحدى جامعاتها . ويخاطب (الجد السوبر) الشباب في مختلف الأعمار بأن لا يملوا ولا ييأسوا من الدراسة ومواصلة التعليم العالي . كما أنه مخاطباً أقرانه في مثل عمره بقوله لا تضيعوا أوقاتكم في المقاهي وإنما اقضوها في مواصلة العلم والمعرفة .آخر الكلام : نحن مع الأسف الشديد نضع في بالنا وفي قراراتنا بشأن الإحالة إلى التقاعد للمواطن الكويتي بتحديد أعمار تقاعده بدون النظر إلى قدراته ومواهبه وتطلعاته المستقبلية لأنه باستطاعته أن يعمل ويتعلم ويجتهد لرقي بلده وتقدمها وحضارتها ومثل ما يقول المثل (نوكدر حالته) ونقف في طريق مستقبله ومشواره في العمل والبعض لا يزال في ريعان شبابهم والبعض يحال للتقاعد في قمة عطائه ونضع العراقيل في مستقبله بتحديد سن التقاعد المبكر وهو في كامل قواه الصحية وكفاءته في العمل وشهاداته العليا التي حصل عليها عند البعض التي يعشعش عليها الغبار والتراب في مكتبته المنزلية أو معلقة بحوائط مكتبته ينظر إليها ويتحسر لأنه لم يستفيد منها بتطوير عمله ومواصلة العمل بعرقلة التقاعد المبكر الذي أحيل إليه . ولو كان هؤلاء المواطنين يعرفون أن هذه نتيجتهم بالتقاعد المبكر لما أتعبوا أنفسهم وبذلوا جهدهم وأنفقوا مالهم في مواصلة التعليم العالي في مختلف جامعات بلدان العالم غرباء عن بلدهم وأهاليهم ليحصلوا على الشهادات العليا ليخدموا بها بلدهم ويطوروها ولا يجدوا من يقدر مؤهلاتهم العلمية بأن يقضون سنوات عمرهم بعد التقاعد المبكر يتابعون إنجازات العالم في تطوير بلدانهم بمواطنيهم وهم عاجزون عن ذلك بسبب التقاعد المبكر الذي ليس له مبرر .وسلامتكم .بدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com

مشاركة :