بيروت: «الشرق الأوسط» أوقفت المديرية العامة للأمن العام اللبناني أمس أربعة أشخاص مشتبه بانتمائهم إلى شبكة لتفجير السيارات المفخخة، وذلك بعد أيام على انفجار الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وغداة العثور ليل السبت - الأحد على سيارة مفخخة تم ضبطها في بلدة الناعمة، جنوب بيروت، مساء أول من أمس. وأفادت مصادر أمنية في بيروت أمس أن الموقوفين هم لبنانيان وفلسطينيان. ونوه الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية المعنية في العثور على سيارة «كانت معدة للتفجير والقتل والتدمير، وفي كشف المعلومات عن المتورطين بإطلاق الصواريخ وزرع المتفجرات». ودعا، في بيان صادر عنه، إلى تكثيف التحقيقات والاستقصاءات في قضية متفجرة منطقة الرويس الأخيرة، وحض الأجهزة المعنية على «ملاحقة المحرضين والمتورطين في الجرائم التي كشفتها المعلومات الأولية والعمل على اعتقال الفاعلين وإحالتهم إلى القضاء المختص». وأمل سليمان أن «يتكاتف اللبنانيون ويتضامنوا على مستوى القيادات والرأي العام لتوفير شبكة أمان واستقرار للوطن، في ظل الاضطراب الذي تشهده دول المنطقة وتدفع ثمنه العنف والقتل والدمار». وكانت سيارة الناعمة، موضع ملاحقة سابقة من قبل المديرية العامة للأمن العام، وتم الاشتباه بها عندما كانت مركونة في مرأب أحد الأبنية في بلدة الناعمة. وضربت القوى الأمنية طوقا حول المكان بعد إبلاغ المواطنين عن وجودها، وبعد الكشف عليها مساء السبت من قبل خبراء متفجرات في قوى الأمن الداخلي، تبين أنها تحوي 5 صناديق من مادة الـ«تي إن تي»، إضافة إلى كمية كبيرة من مادة النيترات، وفتائل، وصواعق. وقدرت زنة المواد التي عثر عليها بنحو 250 كيلوغراما، لكنها لم تكن معدة للتفجير. وفي موازاة استمرار التحقيقات بإشراف القضاء اللبناني المختص لمعرفة كامل التفاصيل عن العملية التي كانت بصدد التنفيذ، تتواصل التحقيقات بشأن تفجير الرويس في الضاحية. فيما واصل الأهالي أمس نفض غبار الانفجار ورفع الأنقاض من الأبنية المجاورة لموقع الانفجار. ولا تزال 15 جثة مجهولة الهوية، قضت بالانفجار، بانتظار صدور النتائج النهائية لفحوصات الحمض النووي التي بدأ عدد منها بالظهور، فيما تم التعرف على 12 جثة حتى ما بعد ظهر أمس. وكان وفد من الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية في لبنان قد زار أمس مكان التفجير في الرويس «تضامنا مع الشعب اللبناني واستنكارا للجريمة النكراء». وأكد ممثل «منظمة التحرير الفلسطينية» فتحي أبو العردات «التضامن مع الأهل في الضاحية». وأكد أبو العردات أن «موقف الفصائل في لبنان واضح، فنحن أعلنا الحياد الإيجابي، ونرفض أي استخدام للساحة اللبنانية من أجل تصفية الحسابات». ويأتي موقف الفصائل الفلسطينية بعد مداهمات للجيش اللبناني في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية، بهدف البحث عن متورطين في عمليات أمنية، بينها تفجير الرويس، وإشارة أمين عام حزب الله حسن نصر الله إلى تورط فلسطينيين في سلسلة عمليات أمنية في مناطق لبنانية عدة.
مشاركة :