لا أتدخل في خصوصيات أي شخص، وكل ما يهمني هو لفت انتباه القارئ، وذلك لمراجعة ذاتية مع الذات! لقد خلقنا الله جل جلاله فأحسن صورنا وميزنا عن الكثير من الكائنات الحية بمواصفات عقلية وفكرية وجمالية نفتخر بها. بالتأكيد لدى كل منا نوازع للخير ونوازع شريرة، وهذه سنة الحياة للاستمرار في الكون وما فيه من احداث جميلة وما فيه من دمار وتفاصيل حزينة، كلها من وراء الكائن الذي يعيش فيه وهو الانسان. لنجعل حياتنا جميلة وواقعنا حلوًا، لو كل منا سأل ذاته كيف تنتصر نوازعي الخيرة او الشريرة على الاخرى؟ بالطبع تنتصر بالارادة والاستقامة حينما يكون الانسان بصحبة الخيرين في الارض وما فيهم من خير ومجالس طيبة تنبعث منها رائحة طيبة معبقة بأجمل كلمات القرآن وتلاوته، هنا تنشرح الصدور ويصفو العقل وتكون نوازعك للخير متجهة لتنشرح الصدور وتنفرج الهموم ويصفو العقل وتكون نوازعك للخير متلاحقة، ولهذا تستمر على ذلك النهج والسلوك العظيم والسليم. لكن حينما تكون نوازعك شريرة، والعياذ بالله، تستدل على اصدقاء السوء ومجالس الفسق وليالي الأنس الطائش، وتجالس وتقترن بمجالس لا يوجد ذكر الله فيها، كل همها الدنيا ومالها الفاني. هنا يصيبك الضنك والضيق في الحياة، وتسعى جاهدا إلى دنيا زائلة ومنافع منتهية ونعيم فان، وقد تسعى إلى الدمار والهدم والقتل، وهنا تسفك الدماء وتدمر الشعوب وتعاني ويلات الحروب والصراعات الطويلة. تذكروا دوما أننا بشر، سنرحل يوما ما عن هذا الكون، سيرحل كل منا وتبقى ذكراه ومآثره في الحياة، سواء كانت جميلة او شريرة (لا أخاف الموت إن الموت ينهي الحياة، لكنه يخلد المآثر الانسانية للفرد) «لوثر مارتن كنج». في حياتنا الكثير من القصص والكثير من المواعظ والعبر. اجعلوا من عالمكم قصة حياة جميلة وازرعوا الخير والابتسامة لتحلى لكم الايام، تمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه، حافظوا على الصلوات وقراءة القرآن وكونوا خير أمة اخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. اجعلو من الوسطية والاعتدال منهجا جميلا بحياتكم.. لو كل شخص منا وقف لحظات مع الذات؛ ماذا فعلت وماذا انجزت وما هو الخير الذي قدمته.. هنا سيجد الانسان مع ذاته رصيده في الحياة، مفارقاته بين نوازعه الخيرة والشريرة. اجعلوا حياتكم مزروعة بالورود، بالتمسك بالتلاوة؛ لذلك القرآن سقي وحياة وربيع للقلب، فاحرص أخي الكريم على أن يكون لك في كل يوم ورد، يحيي قلبك وينير دربك. ] ناصر محمد نمي