طارت أحلام الثراء «الفاحش» و«المزيف» أدراج العاصفة! لكن العاصفة هذه المرة تمثلت في الجهود الكبيرة التي بذلها رجال مباحث حولي، لينجحوا في إنقاذ البلد من عملية «إغراق» للعملات المزيفة كان مواطنان، أحدهما جمركي، ووافد من الجنسية السورية يعتزمون تنفيذها في الأيام القريبة، وذلك عندما دهموا شقة في منطقة السالمية، استناداً إلى معلومات وتحريات متشعبة في اتجاهات عدة، وألقوا القبض على المواطنين والسوري، الذين كان بحوزتهم مبالغ ضخمة من الدنانير الكويتية والدولارات الأميركية المزورة، إلى جانب آلات تزوير متطورة للغاية. وفي حين لا يزال المتهمون خاضعين للتحقيق، يتحرى المباحثيون عما إذا كانت لهم ارتباطات مع أشخاص أو جهات داخل الكويت أو خارجها، تمهيداً لإغلاق القضية التي تمثل لكمة من العيار الثقيل في وجه من يريدون الإثراء بأي ثمن... ولو على حساب الآخرين... بل الوطن بأسره! مصدر أمني روى لـ «الراي» تفاصيل القضية، التي بدأت بمعلومات ظهرت أولاً على استحياء عن أشخاص امتهنوا تزوير الأوراق المالية، ومنذ الدقيقة الأولى التي وصلت فيها هذه المعلومات إلى المباحثيين في محافظة حولي، بادر فريق منهم - بناءً على تكليف رسمي من المدير العام للإدارة العامة للمباحث الجنائية اللواء محمد الشرهان - بالتحرك بأقصى سرعة، وفي كل الاتجاهات المحتملة، للتحري عن مدى دقة المعلومات، والعمل على عرقلة المشتبه فيهم عن طرح أي أوراق نقدية مزورة من شأنها الإضرار باقتصاد البلاد. المصدر تابع «أن رجال المباحث واصلوا الليل بالنهار في تعقب خيوط القضية، حتى توصلوا إلى أن المشتبه فيهم مواطنان، أحدهما يعمل في الجمارك، وسوري، وقد اتخذوا من شقة في السالمية وكراً لنشاطهم التخريبي، الذي لا يقتصر على العملة الكويتية فقط، بل يتجاوزها إلى الأميركية أيضاً، وسرعان ما تسلح الفريق بإذن قانوني من النيابة العامة، وبادر عناصره بدهم الوكر، بعد مراقبة محكمة ولصيقة لضمان وجود المتهمين لحظة الدهم التي كانت ناجحة بامتياز، حيث تمكن المباحثيون من إحكام سيطرتهم على المتهمين بينما كانوا منهمكين في عملية التزوير، وبتفتيش الشقة ظهرت (الثروة المزيفة)، من العملتين الأميركية والكويتية، وبإحصائها تبين أنها تشتمل على مليون دولار من فئة المئة و50 ألف دينار من فئتي العشرة والعشرين، وهي متقنة التقليد إلى حد أنها يمكن ألا تلفت نظر الكثيرين، كما وضع رجال الضبط أيديهم على الأدوات والآلات والأجهزة المستخدمة في عملية التزييف، ولوحظ أنها شديدة التطور، فعمدوا إلى تحريز المضبوطات، واقتادوا المتهمين إلى مكتب بحث وتحري حولي». وأكمل المصدر «أن رجال الفريق المباحثي سجلوا قضية بالواقعة حملت اسم تزوير عملة، وأخضعوا المقبوض عليهم فاعترفوا بأنهم كانوا ينتوون إغراق البلاد بها على مدى الأيام المقبلة. وفيما يتأهب المحققون لإحالتهم إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، يستكمل فريق المباحث تحرياتهم للتثبت من وجود أي ارتباطات للمتهمين بجهات أخرى».
مشاركة :