واصل نجم كرة القدم المصري الدولي محمد صلاح تألقه وسطوعه مع ليفربول وقاد الفريق إلى فوز ساحق 4 - صفر على آرسنال في ختام مباريات المرحلة الثالثة من الدوري الإنجليزي والتي شهدت الأحد أيضا تعادل توتنهام مع بيرنلي 1 - 1. وأكد تشيلسي صحوته بفوزه الثاني على التوالي في المسابقة. وأنقذ رحيم ستيرلينغ فريقه مانشستر سيتي مجددا هذا الموسم، بتسجيله هدف الفوز القاتل أمام مضيفه بورنموث قبل طرده ببطاقة صفراء ثانية. وأسهمت تبديلات المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في فوز صعب لمانشستر يونايتد على ضيفه ليستر سيتي 2 -صفر. وفاز سوانزي على كريستال بالاس ليظل كريستال بالاس بلا نقاط. كما شهدت أيضا هذه الجولة فوز نيوكاسل على وستهام 3 - صفر، وتعادل هيديرسفيلد مع ساوثهامبتون سلبيا وواتفورد مع برايتون بذات النتيجة وتعادل ويست بروميتش ألبيون مع ستوك سيتي بهدف لكل منهما. «الغارديان» تلقي الضوء على أبرز عشر نقاط جديرة بالدراسة من مباريات المرحلة الثالثة. 1- غوارديولا يتعلم من ستيرلينغ بعد أن تركزت دائرة الضوء على رحيم ستيرلينغ للمرة الثانية في غضون ستة أيام، بدا محتوماً أن يواجه مدرب مانشستر سيتي جوسيب غوارديولا أسئلة حول مستوى أداء جناح الفريق. أما الأمر الذي لم يكن متوقعاً فكان كشف مدرب مانشستر سيتي أنه لم يكن يشكل مصدر إلهام لستيرلينغ أثناء التدريبات، وإنما كان العكس هو الصحيح في واقع الأمر. واعترف غوارديولا قائلاً: «إنني أتعلم منه». وأضاف المدرب: «صدقوني، إن اللاعبين يملكون القدرة على تحسين أداء المدربين. إن اللاعبين يملكون الموهبة، وتكمن موهبة ستيرلينغ في مهارة التحكم بالكرة في مواجهة لاعبي الخصم، سواء للاعب في مواجهة لاعب، أو اثنين في مواجهة لاعب. وأنا من جانبي ليس لدي أدنى دور في هذا الأمر». وشدد غوارديولا على أنه ليس بمقدوره تعليم ستيرلينغ الحس الغريزي للاعب الماهر في مواجهة مرمى الخصم، مؤكداً على أن هذه «مهارته» الشخصية. والسؤال هنا: ما هو دور غوارديولا إذن في تحسين مستوى لاعبيه؟ وعن ذلك، أجاب: «لا أدري، ربما يتحسن اللاعبون تلقائياً، وإذا لم يحدث ذلك يصبح لزاماً عليهم البحث عن مدرب آخر. لا أعرف». 2- كونتي يطمئن تشيلسي تفاقمت التوترات داخل تشيلسي على امتداد الصيف، جراء الإحباطات التي مني بها النادي خلال موسم الانتقالات، لكن المدرب أنطونيو كونتي حاول على الأقل طمأنة النادي حول أن مستقبله سيكون داخل ستامفورد بريدج بغض النظر عن نجاحات مجلس الإدارة في سوق الانتقالات التي أوشكت على نهايتها. وفي هذا الصدد، قال: «رسالتي إلى الجماهير: إنني ملتزم تماماً بالاستمرار مع النادي، وملتزم تماماً بالعمل على تحسين أداء اللاعبين. في الواقع، أنظر إلى نفسي باعتباري مدربا، وليس كمدير فني. وعندما تكون لديك رغبة حقيقية في تعزيز صفوف فريقك، يتعين عليك التعبير عن رأيك والحديث إلى مسؤولي ناديك، لكن بعد ذلك يتجه مسؤولو النادي إلى سوق الانتقالات بمحاولة إيجاد حلول للمشكلات القائمة. إنهم يحاولون تقديم العون لنا. أحياناً، يكون هذا ممكناً، لكن في أحيان أخرى يتعذر تحقيقه. إلا أنه في كل الأحوال يتحتم علي التركيز على ما يجري داخل الملعب والمضي قدماً في العمل مع اللاعبين». الحقيقة أن هذه ليست نبرة رجل من المحتمل أن ينسحب من تعاقد لمدة عامين في خضم أزمة طارئة ربما تشتعل اليوم حال اتخاذ الأمور منحى سلبي. 3- هل يعود ألاردايس إلى بالاس؟ عادة لا يستمر المدربون في مناصبهم طويلاً في إطار الدوري الممتاز، هذا أمر معروف لدي وللجميع، وبالتأكيد كلاوديو رانييري يدرك ذلك. ومع هذا، تظل الأنباء التي تشير إلى أن المدرب فرنك دي بور يواجه خطر فقدان وظيفته داخل كريستال بالاس بعد تولي مسؤولية تدريب الفريق خلال أربع مباريات، مثيرة للصدمة. ورغم أن أداء كريستال بالاس كان مروعاً تحت قيادة المدرب الهولندي، خاصة أمام سوانزي سيتي عندما خسر عن استحقاق ثالث مباراة له بالدوري الممتاز على التوالي بعد أن جاء أداؤه رديئاً وخاليا من أي خطورة على الخصم، فإن أي توجه جديد - خاصة توجه يرمي إلى العودة بالنفع على كريستال بالاس على المدى الطويل فيما يتعلق بكيفية تنمية المواهب الناشئة - يتطلب وقتاً بالتأكيد. والسؤال المطروح هنا: ماذا سيحدث لو أن كريستال بالاس أقدم على طرد دي بور، وأقنع سام ألاردايس بالعودة. لا يسعنا هنا سوى الدعاء بالتوفيق لمالك بالاس ستيف باريش فيما ينتظره الأيام المقبلة. 4- ضرورة بيع فان ديك لا يزال الخط الرسمي الذي يلتزمه مسؤولو ساوثهامبتون يدور حول أنهم يتوقعون استمرار فيرجيل فان ديك لما وراء اليوم الأخير من موسم الانتقالات (اليوم الخميس). الحقيقة أن هذا الأمر يبدو منطقياً تماماً إذا: كان مسؤولو النادي على قناعة بأن اللاعب سيتمكن من تجاوز شعوره بالإحباط ويستعيد تألقه، وإذا كان النادي يملك ما يكفي من المال لتحسين مستوى خط الهجوم لديه دون الاضطرار لبيع أفضل عناصر خط الدفاع. أما إذا تعذر توافر هذين الشرطين، فإن ساوثهامبتون يتعين عليه بيع فان ديك، حتى ولو كان البيع لصالح ليفربول، خاصة إذا ما حصلوا على دانييل ستريدج كجزء من الصفقة. 5- أداء آرسنال الواهن مستمر من المؤكد أن ليفربول سيسحق كثيرا من الفرق هذا الموسم، لكن القليل منها سينهار على النحو الذي عايناه مع آرسنال. ومن المهم هنا التأكيد على مدى براعة الأداء الذي قدمه الفريق المضيف على استاد أنفيلد، ولا بد أن هذا يعكس استعداداً جيداً، بجانب ما يشتهر به ليفربول من سرعة وصلابة وقوة، خاصة في بداية المباريات. ومع هذا، تظل الحقيقة أن لاعبي آرسنال كانوا يتحركون بهدوء وبطء في أرجاء الملعب خلال المباراة دونما هدف، وجاء أداؤهم واهناً للغاية وكانت الخسارة المدوية التي منوا بها مستحقة تماماً. ورغم أن المدرب آرسين فينغر سيتعرض للنصيب الأكبر من الانتقادات، فإن مجلس إدارة النادي واللاعبين مدينون أيضاً. 6- مورينيو وجماهير يونايتد ما الذي يحتاجه أولد ترافورد ليتخلص من المناخ الفاتر المسيطر عليه؟ من جانبه، انتقد جوزيه مورينيو الهدوء المخيم على جماهير النادي خلال المباريات التي خاضها مانشستر يونايتد على أرضه الموسم الماضي. وعاود توجيه هذه الانتقادات بعد الفوز الذي حققه أمام ليستر سيتي، عندما قال بنبرة مازحة إنه علم أن ماركوس راشفورد سجل هدفاً لأنها كانت المرة الأولى التي يسمع فيها ضجة من جانب المدرجات. وجاء هذا التعليق الساخر من جانب مورينيو مع سبق الإصرار والترصد، ولا يمثل مفاجأة لأحد بالنظر إلى أنه في غضون دقيقتين من تأكيد مروان فيلايني على الفوز، تحول مورينيو بجسده نحو المدرجات الواقعة خلفه ووضع يديه على أذنيه وهز كتفيه امتعاضا. ورغم أن جزءا من التفسير لهذه الظاهرة ربما يكمن في أن الإحباطات التي مني بها الفريق خلال حقبة ما بعد فيرغسون تركت تأثيراً جمعياً سلبياً على الجماهير، فإن ثمة دلائل واضحة تؤكد أن مورينيو يدفع مانشستر يونايتد نحو الاتجاه الصائب، وبالتالي فإن له كل الحق في التساؤل لماذا لا يبذل مشجعو النادي مجهودا أكبر للوقوف خلف الفريق. ومع أن مانشستر يونايتد يبلي بالفعل بلاءً حسناً، فإنه ستمر عليه أيام بالتأكيد سيحتاج إلى تشجيع حماسي من الجماهير يرى مورينيو أنه غير متوافر الآن. 7- ميرينو يذكر بينيتيز بألونسو مع أن الحرب الباردة بين مدرب نيوكاسل رافاييل بينيتيز ومالكه مايك آشلي لا تزال دائرة، فإن الفوز أمام وستهام يونايتد نجح في استعادة مؤقتة لمظاهر الحياة الطبيعية للمدرب، الأمر الذي انعكس في إجابته عن أسئلة تتعلق بجوانب فنية محضة لكرة القدم، وليس شؤون سياسية داخلية للنادي. وتضمنت هذه الأسئلة استفساراً حول ما إذا كان ميكل ميرينو، لاعب خط الوسط بالمنتخب الإسباني أقل عن 21 عاماً والمعار من بوروسيا دورتموند وتألقه في قلب خط الوسط مع اضطلاعه ببعض الأدوار الدفاعية، يذكره بتشابي ألونسو. وهنا، أجاب بينيتيز: «هناك أوجه شبه بالفعل بينهما، فكلاهما ينتمي لإقليم الباسك، بجانب أسلوبهما المتشابه في قراءة المباراة. وبينما يتمتع ألونسو بقدرة أفضل على توجيه تمريرات طويلة بالكرة، فإن مورينيو أكثر حركة وديناميكية». الملاحظ أن المهاجم الصربي ألكساندر ميتروفيتش لا يزال يشكل نقطة ضعف محتملة في صفوف الفريق، ذلك أن اللاعب الذي سجل الهدف الثالث لنيوكاسل من الممكن أن يتعرض لبطاقة حمراء بأثر رجعي بسبب اعتدائه على لاعب وستهام مانويل لانزيني بضربة من مرفقه بعيداً عن الكرة. وفي الوقت الذي لن تكون مفاجأة لو رحل ميتروفيتش عن نيوكاسل اليوم لأن مستقبله في وستهام غير مستقر. 8- هيتون وصيام كين عن التهديف لا يزال هاري كين يبحث عن هدف في الدوري الممتاز، وربما تمتد رحلة البحث والانتظار لعام آخر بعد ظهور وتلاشي الكثير من الفرص أمام بيرنلي. وفيما يتعلق بالسؤال المطروح حول ما إذا كان ويمبلي يؤثر سلباً على توتنهام، يشعر المرء بميل للتفكير في إمكانية أن يكون مثل هذا الحديث الغريب قد أثر على تفكير كين. هل شعر كين بالتوتر؟ هذا أمر غير محتمل. هل سعى بدأب مبالغ فيه نحو تسجيل هدف؟ ربما. إلا أن العامل الأبرز وراء إخفاقه يبقى الوضع الذي اتخذه حارس مرمى بيرنلي، توم هيتون، وقدرته العالية على التوقع. في الواقع، عندما ضغط توتنهام بشدة على الخصم في وقت كانت النتيجة 1 - 0 في محاولة للقضاء على شائعة الفأل السيئ المرتبط باستاد ويمبلي إلى الأبد، ظل كين هادئاً ومتعقلاً تماماً في تحركاته، مثلما الحال معه دوماً. والمؤكد أنه سيعاود تسجيل الأهداف قريباً. 9- برايتون بحاجة إلى مهاجم بالنسبة لفريق لا يزال يبحث عن هدفه الأول رغم خوض ثلاث مباريات، من الواضح أن المشكلة الكبرى أمامه تكمن في محاولة إيجاد حل لمشكلة نقص الخيارات الهجومية. من جانبه، لم يخجل المدرب كريس هويتون من الإقرار بحقيقة أن فريقه لم يملك حتى لاعب قلب هجوم على مقعد البدلاء في وقت كان يحاول جاهداً الفوز أمام واتفورد. ولسوء حظ برايتون، أخفق أحد أهدافهم الرئيسية لهذا الصيف، رافاييل دوامينا، في اجتياز الاختبار الطبي الأسبوع الماضي. وقال هويتون: «هذه مجموعة من الظروف الاستثنائية، لكن ما يمكننا فعله المضي قدماً والانتقال إلى المجموعة التالية من الأهداف». واعترف المدرب بأن هذا الأمر يسهل قوله عن فعله في ظل سوق انتقالات تبدو مختلفة تماماً عن المرة الأخيرة التي شارك بالدوري الممتاز. وأضاف: «لم أشهد من قبل قط قفزة في مستويات قيمة صفقات الانتقالات كتلك التي شهدناها هذا الصيف». والآن، ينفذ الوقت سريعاً أمام النادي لضم مهاجم جديد قبل نهاية موسم الانتقالات اليوم. 10- معجبو بوليس القدامى يذبحوه ربما لا يكون توني بوليس محط إعجاب الجميع، ومن الإنصاف القول بأن كرة القدم الهجومية المتدفقة بحرية وعلى نطاق عريض لم تكن قط موائمة لميوله. ومع هذا، ظل من الصادم الاستماع إلى أقاويل حول أن مشجعي ستوك سيتي في استاد هوثورنز انقلبوا ضد مدربهم السابق وأسلوب كرة القدم الذي قبلوا به لسنوات. ومن بين الهتافات المعادية للمدرب التي أطلقها المشجعون في مناسبات عدة: «توني بوليس: أسلوبك في كرة القدم بلا قيمة». جدير بالذكر أن بوليس قضى سبع سنوات داخل ستوك سيتي خلال فترة عمله الثانية مع النادي، ونجح في الصعود بالفريق إلى الدوري الممتاز للمرة الأولى بتاريخ النادي منذ عام 1985. وبحلول نهاية فترة عمله، كان وقت رحيله قد حان منذ وقت طويل ـ ولم تعد جماهير النادي على استعداد لتقبل كرة القدم المباشرة في وقت كان لدى بوليس مجموعة أفضل من اللاعبين، وهو موقف يبدو منطقياً تماماً. أما مسألة ما إذا كان بوليس يستحق التعرض للذبح علانية على النحو الذي شهدناه على استاد ألبيون فمختلفة تماماً.
مشاركة :