أعادت صورة لشخص يدعى "أبو علي" الفتاة الأيزيدية إيفانا وليد بالذاكرة إلى مدينة تلعفر العراقية عام 2014، والتي عاشت فيها على مدى أكثر من عام أسيرة بيد مسلحي داعش، وكان عمرها آنذاك 17 عاما. كانت الطالبة في الصف الخامس الإعدادي تعيش مع عائلتها بسلام في قرية تل قصب التابعة لقضاء سنجار، لكن حياتها تغيرت بعد دخول داعش قريتها، لتجد نفسها سبية يتاجر بها مسؤول محلي في داعش من أهالي تلعفر. "أبو علي.. هذا الشخص اشتراني وباعني أكثر من مرة" تقول في حديثها لـ"راديو سوا". وتضيف أن إحدى صديقاتها أرسلت لها صورته وسألتها ما إذا كانت تعرفه. وتقول الفتاة الأيزيدية إنها تعرفت عليه بعد أن بقيت عنده سنة كاملة. وتتابع: "عندما نظرت إليه أحسست بنفس مشاعر الخوف، ومنذ ذلك الحين تدهورت حالتي النفسية كثيرا". وتحدثت إيفانا عن معاناتها في تلعفر، قائلة إن أبا علي كان المسؤول الاقتصادي في تلعفر، وكان إلى جانب شخص آخر يشرفان على بيع الأيزيديات وشرائهن. وتشير إلى أن أبا علي باعها لصديقه الذي باعها هو الآخر لصديق ثان، وهكذا، تمكث فترة مع كل شخص ثم يبيعها لآخر إلى أن تمكنت من الهرب، وفقا لما ترويه لـ"راديو سوا". وبعد عذابات السبي والاغتصاب والإهانات النفسية والجسدية، قضت إيفانا أشهرا قاسية في مخيمات النازحين، قبل أن يستقر بها المطاف في ألمانيا التي تبحث فيها عن مستقبل أكثر أمانا. وتوضح الفتاة أنها تتلقى العلاج النفسي في هذا البلد الأوروبي، وأنهت دورة لتعلم اللغة الألمانية. تشير إيفانا إلى سعادتها بعمليات تحرير تلعفر وباقي المناطق، متمنية تحرير المختطفات الأيزيديات كافة. وتضيف: "لكن ما يحزنني أننا كنا نأمل أن يعثروا على عدد كبير من الفتيات الأيزيديات لتحريرهن، لأن تلعفر كان فيها الكثيرات منهن، إلا أنهم لم يعثروا حتى الآن على أي من الفتيات والنساء اللواتي اختطفن". المصدر: راديو سوا
مشاركة :