البوروندي ستانيلاس.. من قسيس إلى داعية إسلامي

  • 8/31/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

< لم يكن ميبور ستانيلاس القسيس البوروندي صاحب الـ30 عاماً، يتخيل يوماً أنه سيتخلى عن المسيحية، ويعتنق ديناً غيرها، فهو يعمل ممثلاً للكنيسة في ثماني محافظات في بلاده، ويرعى عشرات القساوسة. كان ستانيلاس مسيحياً متعصباً يبغض الإسلام، ويؤمن بأن المسيحية هي الدين الوحيد الصواب، غير أن الأقدار كان لها رأي آخر معه، إذ شاءت ليس فقط أن يعتنق الإسلام، بل ويعمل داعية إسلامياً، ويهتدي على يديه آلاف خلال أربع سنوات فقط. بداية دخول ستانيلاس جاءت مصادفة، إذ حضر مناظرة بين المسيحية والإسلام لم يكن مخططاً أن يحضرها، تبعتها مناظرات عدة، كان خلالها شديد الدفاع عن المسيحية باعتبارها الديانة الوحيدة الصائبة التي تكفل سعادة الإنسان على الأرض، وأن عيسى عليه السلام هو المخلص الوحيد للإنسانية ومبعوث السماء. يقول ستانيلاس راوياً قصة دخوله الإسلام: «تعددت المناظرات بيننا وبين فريق من المسلمين، غير أنني ومن معي لم نستطع اقناعهم بما نعتنق، وبدلاً من أن أقنعهم وجدتني أنا من اقتنع بالآيات القرآنية، ونصوص من الإنجيل تنكر ألوهية المسيح وأنه ابن الله، وتؤكد أنه بشر مثلنا ولا يمت إلى الألوهية بصفة، وأن الإسلام هو آخر الأديان السماوية». ويضيف: «تأكدت من بطلان ما كنت أدعو اليه طوال سنوات مضت، وأن ما كنت أعلمه للقساوسة والمدرسين غير صحيح، وأن ما تعلمناه من الكنيسة هو شعارات لا أساس لها من الصحة، ما جعلني اعتنق الإسلام، وأقوم بتغيير اسمي من ميبور ستانيلاس إلى ميبور عبدالله». شعر عبدالله بعد إسلامه بسعادة كبيرة، ووجد في الإسلام مبتغاه، على رغم المضايقات التي تعرض لها من الكنيسة، ويقول: «بدأت الكنيسة مضايقاتها، وسحبت مني الامتيازات المالية التي كنت أحصل عليها شهرياً، وطردتني من المنزل الذي كنت أقيم فيه، وعملت على تشويهي، كما كانت تهيج المسيحيين عليّ». ويضيف: «الأمر لم يتوقف على ذلك، بل أبلغت عني الأجهزة الأمنية واتهمتني بالإصابة بالأرواح الشريرة جراء اعتناقي للإسلام، ما دفعني إلى الانتقال إلى محافظات أخرى في مقاطعة مويينجا، وهو ما زادني تمسكاً بالإسلام، وتعلم علومه». وحول كيفية تعلمه علوم الدين الإسلامي حتى أصبح داعية إسلامياً، قال عبدالله إنه تلقى علوم الإسلام في محافظتي غيتيجا العاصمة الثانية لبوروندي، وروهرور مويينجا، وأمضى ستة أشهر في مدرسة زاوية المنتدى، وقام منذ التحاقه بالمدرسة بتطبيق ما يتعلمه عملياً. ويتابع حديثه: «بعد أن استقرت بي الأمور ونهلت من علوم الدين الإسلامي خلال هذه الفترة بدأت أدعو المسيحيين في المحافظات الثماني التي كانت تابعة للكنيسة التي أمثلها، والحمد لله لقد أسلم علي يدي خلال السنوات الماضية الآلاف من تلك المحافظات، بعد أن تعرفوا على الإسلام الدين الحق، وأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين». وبسؤال عبدالله حول استضافته للحج هذا العام ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج، قال إن الحج والبيت الحرام والطواف حول الكعبة ظل حلماً يراوده منذ إشهار إسلامه، فهذا مبتغى كل مسلم، ولكن هيهات بيني وبين الحج، فكلفته عالية، وأنا بالكاد أدبر أمور معيشة أهلي، وأعيش في بيت مستأجر، وأدفع إيجاره من صدقات المحسنين. ويشير إلى أنه عندما تم إبلاغه أنه سيحج وعلى نفقة خادم الحرمين الشريفين هذا العام كاد يغمى عليه من شدة الفرح، ورحت أتساءل: «هل صحيح ما أسمعه؟ هل كتب الله لي الحج وأنا غير قادر على تكاليفه؟ أسئلة كثيرة دارت في ذهني، إلى أن تذكرت قول الحق تبارك وتعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}». ويختتم عبدالله حديثه واصفاً أيامه الحالية في مكة المكرمة، بأنها من أسعد أيامه، ولما لا وهو في الحرم المكي والكعبة المشرفة، مهوى الأفئدة، ويطوف ويسعى ويذكر الله ويدعوه، وبعد الحج سيصلي في المسجد النبوي ويتشرف بالسلام على رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن من حسنات البرنامج لقاء أخوة مسلمين من عشرات الدول جاءوا ضيوفاً على خادم الحرمين الشريفين ضمن هذا البرنامج الطيب الذي يجمع المسلمين ويوحدهم، ويحقق لهم أمنية غالية وهي الحج، معبراً عن موفور شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين على هذه الاستضافة الكريمة.

مشاركة :